اعمدة طريق الشعب

المحاصيل الصناعية مورد مالي مهمل / عادل عبد الزهرة شبيب

تتوفر في العراق الظروف الطبيعية والبشرية لإقامة زراعة صناعية،حيث محاصيل القطن والجوت والتمور وفستق الحقل والسمسم والبنجر السكري وقصب السكر والتبغ وعباد الشمس والنباتات الطبية وغيرها من المحاصيل،الى جانب منتجات الثروة الحيوانية كمنتجات المواشي والدواجن والاسماك... الخ . غير أن هذا الجانب من اساليب الزراعة الحديثة مازال مهملا،على الرغم من الازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العراق،بسبب اعتماده على مصدر احادي وهو النفط الذي انخفضت أسعاره كثيرا في الاسواق العالمية .
ويمكن القول ان الزراعة الصناعية قد تزامن ظهورها تاريخيا مع قيام الثورة الصناعية في اوروبا التي صاحبها التطور العلمي والتكنولوجي والذي ساهم في تطوير الانتاج الزراعي ومضاعفته،في جميع أنحاء العالم. فقد تضاعف الانتاج الزراعي أربع مرات ما بين 1820 الى 1975 ووفر الغذاء لسكان العالم البالغ تعدادهم مليار نسمة عام 1800 و6,5 مليار نسمة عام 2002 , في الوقت الذي انخفض عدد العاملين في الزراعة بسبب ادخال المكننة في الزراعة . لا يمتلك العراق سياسة زراعية واضحة المعالم فهو يستورد الكثير من مفردات سلة غذائه من دول الاقليم والدول الخارجية، رغم أنه من أقدم البلدان الزراعية في العالم،وفيه نشأت اولى الحضارات الانسانية؛ حضارة وادي الرافدين, الا ان الزراعة اليوم تعاني العديد من المشاكل والمعوقات التي دفعت بعدد كبير من الفلاحين الى ترك اراضيهم والهجرة الى المدن للبحث عن فرص العمل, اضافة الى المشاكل المتعلقة بشح مياه الري وتملح التربة وسوء تصريف المياه وعدم دعم الفلاحين من قبل الدولة العراقية, الى جانب اغراق السوق بالمنتجات الزراعية المستوردة التي لا يستطيع الفلاحون منافستها. فالسياسة الزراعية بما فيها القوانين المرتبطة بالزراعة المحلية والمنتجات الزراعية المستوردة فيها خلل كبير , وعادة ما تطبق الحكومات هذه السياسات الزراعية بهدف تحقيق نتائج محددة على صعيد الاسواق المحلية.
وعلى الرغم من أهمية المحاصيل الصناعية التي تدخل كمواد اولية لكثير من الصناعات العراقية, الا ان المساحة المزروعة بها لا تتجاوز ( 481 ) الف دونم وبنسبة 3,8 في المائة من مساحة الارض الزراعية .
الوضع الاقتصادي المتخلف في العراق يتطلب فيما يخص المحاصيل الصناعية :-
1. الاهتمام بزراعة المحاصيل الصناعية والتوسع في انتاجها لتوفير المواد الاولية للعديد من الصناعات العراقية كالتمور والقطن والجوت وفستق الحقل والسمسم والبنجر السكري وقصب السكر والتبغ وعباد الشمس والنباتات الطبية وغيرها ..
2. توسيع المساحات المزروعة بهذه المحاصيل وتحسين نوعيتها والعمل على زيادة انتاجها لسد حاجة الصناعات الوطنية ولإيقاف استيرادها من الخارج والذي سيوفر اموالا طائلة لخزينة الدولة .
3. زراعة المحاصيل الصناعية والتوسع في رقعتها سيخلق فرص عمل للعديد من العوائل الفلاحية .
4. ضرورة توفير الاصناف المحسنة ذات النوعية الجيدة .
5. اتباع الاساليب الزراعية العلمية الحديثة في زراعتها .
6. استخدام الأسمدة المختلفة وحسب حاجة كل محصول.
7. ضرورة مكافحة الآفات الزراعية التي تصيبها .
8. تطبيق الحزم الاصلاحية للقطاع الزراعي عموما والالتزام بالخطط الزراعية.
9. معالجة المشاكل التي تعانيها الزراعة عموما كشح المياه وتملح التربة وغيرها .
10. تبني سياسة زراعية واضحة من اجل الاكتفاء الذاتي وتوفير متطلبات الصناعة الوطنية وتوفير مصدر مالي لخزينة الدولة .
11. تهيئة المعدات اللازمة للزراعة وادخال المكننة .
12. اقامة المصانع الحديثة وتطوير القائمة منها لتصنيع المحاصيل مع توفير مصادر الطاقة اللازمة .
13. تشجيع القطاع الخاص لتصنيع المحاصيل الصناعية ودعمه .
14. تشجيع البحث العلمي لتطوير الزراعة .