اعمدة طريق الشعب

السيادة العراقية بين الأمس واليوم / طه رشيد

تابعت لقاء لأحد السياسيين او المحللين لا أتذكر اسمه، إلا ان العنوان - الشريط العريض تحت اسمه كان يثير الدهشة والاستغراب!
إذ يقول هذا السياسي المحلل.» لا توجد دولة قبل 2003 تستطيع أن تتدخل بالشأن العراقي» . واضح ما يريد ان يقوله وهو بان العراق اليوم مخترق السيادة بينما في عهد صدام كان كامل السيادة! وقد نسى «صاحبنا» او تناسى ان فرق التفتيش الاممية دخلت آنذاك الى مخدع « الرئيس الضرورة « بحجة البحث عن اسلحة الدمار الشامل! ونسي ايضا ان صدام واثناء الحرب العراقية الايرانية تنازل عن مناطق حدودية جنوب العراق للسعودية وأخرى في غرب العراق للأردن، والكل يعرف كيف انتقلت نقطة الحدود بيننا وبين المملكة الأردنية الهاشمية من رويشد إلى طريبيل او بالعكس!
أما ما تنازل عنه لإيران بعد الحرب فحدث ولا حرج!
وكان شمال العراق في زمنه فسحة للجندرمة التركية تسرح وتمرح فيه منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي. ويقال ان هناك معاهدة سرية وقعت ايام حكمه مع الأتراك تتيح لهم التوغل بعمق 30 كم داخل أراضينا! سواء صح وجود هذه الاتفاقية ام لا، فإن الباشا التركي اليوم يتصرف وكأنها فعلا موجودة، والا كيف نفسر هذه الوقاحة بدخول القوات التركية الأراضي العراقية واستقرارها في اجمل قراها مثل « بعشيقة» شمال شرق الموصل. ونتيجة القصف التركي من هذه المنطقة كان استشهاد ستة مواطنين بينهم طفلان كما أعلن يوم الاثنين الماضي تحت قبة البرلمان النائب سالم الشبكي.
خرق السيادة العراقية من جانب الاتراك متواصل وعليه تتحمل الحكومة العراقية كامل مسؤوليتها في ردع من تسول له نفسه النيل من السيادة العراقية من اية دولة كان وتحت اية ذريعة! ولا يكفي ان نتحجج بالحرب على «داعش « لان حربنا المقدسة ضد هذه القوى التكفيرية والدفاع عن حدودنا وشؤوننا الداخلية هما وجهان لحرب وطنية واحدة!