اعمدة طريق الشعب

ترامب.. وجهة نظر عراقية / قيس قاسم العجرش

من المحتمل جداً ان يخسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب السباق الى الرئاسة الأميركية خلال أسبوعين.
ومن المحتمل جداً أن تؤدي استراتيجية الديمقراطيين في حملة هيلاري الى هزيمة خصمها. ركنان أساسيان من حملتهم هذه يعتمدان مبدئي: السخرية من ترامب و آرائه، والتخويف من النتائج التي ستشعلها آراء ترامب فيما لو فاز برئاسة الولايات المتحدة. ورغم أن النظرة الأولى الى ما يقوله ترامب تقدمه على شكل متطرّف ومتشدد ليس إلّا، فان التدقيق في كلامه يدفع في كثير من الأحيان الى اكتشاف(حقائق!) تعمدت إدارة أوباما ألّا تركز عليها في العمل الخارجي. لم يقل ترامب: «إن علينا أن نمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة»، إنما قال: «علينا أن نوقف قبول هجرة المسلمين الى الولايات المتحدة، القادمين من سوريا بشكل خاص ريثما نفهم ماذا يجري هناك».
بالمقابل قال ترامب: «إن روسيا تدعم نظام بشار الأسد، وهم على الأقل يعرفون من يدعمونه، لكن إدارة أوباما الآن تدعم فصائل سورية متقاتلة، لا تملك أدنى معرفة عنها».
كما تحدث عن الموصل وقال: «ان الموصل ستعود وستتخلص من الإرهاب، لكن علينا أن نفهم لماذا تركتها الولايات المتحدة تسقط هي والرقّة، دون ان تكون قد حسبت حساب هذا التوقع». وتساءل عن دور ايران في ملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأميركي من العراق.
وهذه تساؤلات مهمة رغم أنها تصاغ بصيغة متطرفة أو متشددة. ولم يكن الرد من هيلاري سوى المزيد من التخويف من نتائج طروحات ترامب وعواقبها على نمط الحياة الأميركية ومكانة أميركا بين الأمم.
هذه الطروحات التخويفية من ترامب صحيحة في ظاهرها(وربما حتى في جوهرها) لكن على الديمقراطيين ان يجيبوا عن التساؤلات المنطقية التي طرحها(المتشدد) ترامب:
لماذا تركت الولايات المتحدة الحبال على الغارب حتىانتهى الأمر الى وجود فعلي على الأرض لتنظيم داعش الإرهابي، الذي تمكن أيضاً من اعلان دولته(حتى وان كانت دولة خرافة).
لماذا تبدو كل الخطوات الأميركية وكأنها إحدى اثنتين، إما تخدم أعداء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أو ان تكون متأخرة وذات مفعول منتهي الصلاحية ؟..
هذا باختصار أهم ما يعنينا كعراقيين في طروحات ترامب، ونتمنى على الحكومة العراقية أن تستمع الى انتقادات ترامب للسياسة الأميركية الخارجية، ففي هذه الانتقادات الكثير مما هو صحيح، ويؤثر فينا كعراقيين.
حتى لو خسر ترامب السباق، فليس علينا أن ننسى طروحاته (الصائب منها على الأقل).