اعمدة طريق الشعب

آخر كلمات أوباما / قيس قاسم العجرش

بثقةٍ عالية، وبملامح جادّة جداً قال أوباما في آخر خطاب له كرئيس للولايات المتحدة: إنني أفخر بأن السنوات الثماني الماضية لم تشهد إعتداءً واحداً خطط له تنظيم داعش(ISIL)وأفلح في شنّه على ارض الولايات المتحدة».
أوباما ينكر أن يكون التنظيم الإرهابي قد تمكن من كسر الأمن القومي الأمريكي.
لكن خط التاريخ يقول غير هذه الكلمات تماماً.
في عام 2015، أطلق سيد رضوان فاروق(أمريكي من أصل باكستاني) النار مع زوجته في مركز لرعاية المعوقين في ولاية كاليفورنيا. النتيجة كانت 14 قتيلاً وعشرات الجرحى. ,آخر التحقيقات أثبتت أن تنظيم داعش كان قد تمكن من تجنيد زوجة فاروق(واسمها تشافين مالك)وتمكن من ارسالها كزوجة الى فاروق لتهيئ لهجوم أوسع مما حصل إلا أن الحظ حصر الهجوم في لحظاته الأخيرة بعدد محدود من الضحايا.
غير هذا، كانت هناك هجمات بوسطن، وهجمات ساكرمانتو، وهجمات متعددة أخرى في مناطق أمريكية أخرى على علاقة واضحة بتنظيم داعش حدثت على الأرض الامريكية.
الأسوأ من بين ما ادعاه أوباما في خطابه الأخير عن الأمن القومي الامريكي، هو ذلك الضامر المختفي في كلامه الذي يشير الى أن الأمن القومي الأمريكي إنما ينحصر في حماية الارض الأمريكية، وهذا بالتأكيد تفكير ليس بحجم دولة عظمى مثل الولايات المتحدة بل إنه خطأ ستراتيجي فادح. بل إنه تفكير لم يجرؤ عليه أي رئيس سابق للولايات المتحدة خلال القرن العشرين بأكمله.
يسأل أحد الصحفيين في مقال له، لو كان الأمن القومي لبلادنا يتوقف عند حدودها، إذن علينا محاكمة الأدارة الأمريكية التي شاركت في الحرب العالمية الثانية بالضد من المانيا النازية. ففي النهاية لم يتعرض النازيون للأرض الامريكية.
إنكفاء أمريكا الى هذا الحجم غير المسؤول كان له تبعات على مستوى مسؤولياتها في الشرق الاوسط، وعلى مستوى مواجهة الإرهاب العالمي الذي يواجه مصالح الولايات المتحدة كما يواجه الاستقرار العالمي.
هذا ما كان ترامب يحاول أن يقوله خلال حملته الانتخابية وتفهمه خلالها الكثير من الامريكيين. فهل سنعثر على قادة محليين واقليميين في الشرق الاوسط يتفهمون هذه المسؤولية الأمريكية؟...السؤال برسم المشاعر مثلما هو برسم العقلانية.