اعمدة طريق الشعب

الرياضة العراقية .. الى اين ؟ / منعم جابر

تجاوزت الرياضة العراقية اكثر من ثمانية عقود من عمرها الزمني ولكنها مع هذا العمر المديد نجدها حتى الساعه تعيش التجريب والاحتمالات والاعتماد على الصدفة والاجتهاد! ومع البدايات المتواضعه في ثلاثينات القرن الماضي الا ان الرجال المبدعين والمجتهدين قدموا نماذج وافكار اسست لرياضة مقبولة ومؤسسات رصينة تحاكي النموذج الانكليزي وتجتهد في الطريق الرياضي ذاته فظهرت الرياضة المدرسية ونشاطاتها وفعالياتها ثم كانت بداية ظهور بعض الاندية الرياضي كالقوة الجوية ( الطيران ) والميناء في البصرة اضافة إلى نشاطات الفرق العسكرية ووحدات الشرطة وبعض فرق المؤسسات المدنية وعلى اثر ذلك وفي العام 1948 شاركت الرياضة العراقية في دورة لندن الاولمبية وتأسست اللجنة الاولمبية في العام ذاته وبفعل ودور رجال الرعيل الاول وضع الاساس المتين للرياضة العراقية الا ان تعثر الجهود وتدخل بعض المسؤولين في المراحل المتقدمة من عمر الدولة العراقية الحديثة والاجتهادات والصراعات خلال النصف الثاني من القرن العشرين دفع بالرياضة إلى الارتباك والفشل وبشكل تدريجي وزاد الامر سوءا وارتباكا خلال مرحلة الاحتلال الثانية بعد 9/4/2003 . واليوم نجد ان الواقع الرياضي يعيش في اسوء فتراته فالخلافات بين المؤسسات القائدة للرياضة على اشدها والصراعات بين الافراد في ذروتها والاندية الرياضية في اسوء حالاتها والقوانين الرياضية غائبة او ملغاة مع غياب المرجعية الرياضية الواحدة واستفحال ظاهرة الاقصاء والتهميش والابعاد واعتماد الولاءات الطائفية والاثنية والحزبية والعشائرية والمناطقية اساسا في الاختيارات والتعيين والقيادة كل ذلك اضاع الرياضة وضيعها وحجّم من قدرتها وحدّد كفاءتها لذا وجدناها متراجعة وخائبة وفقيرة لاحول لها ولا قوة ! الامر الذي دفعنا اليوم لنتساءل ؟ لماذا هذا حال الرياضة ؟ واين ترسوا سفينتها وماهو الحل والعلاج ؟ وغيرها من عشرات الاسئلة التي تراود اهل الرياضة والمختصين . لقد انتهت قبل اشهر المشاركة الرياضية العراقية في دورة ريو الاولمبية والتي تعتبر الاهم والاعلى في منهاج المؤسسات الرياضية بنتائج مخيبة للامال وفشل ذريع وكان المفترض ان تشكل هذه الحالة محطة توقف وتقويم وصراحة مع الذات والمجموع لكل المعنيين بالرياضة العراقية والحديث بصدق وصراحة عن الاسباب التي كانت وراء ذلك الاخفاق المدوي وكذا الحال مع كرة القدم وهي تشارك في اكبر واهم بطولة عالمية ( كاس العالم ) ولكنها هي الاخرى تترنح وتتراجع دون تشخيص ومعرفة للاسباب والعلاجات وكذا الحال يشمل كل الالعاب الرياضية التي تعاني التراجع والفشل دون ان يتصدى احد او يقول انا المسؤول او هؤلاء مسؤولين فالجميع يدفن راسه في الرمال على طريقة النعامة او ينحني اما العاصفة حتى تتجاوزه ويتخلص من الحساب والكتاب اما الرياضة فلها رب يحميها ..ولنا عودة .