اعمدة طريق الشعب

ميونخ / قيس قاسم العجرش

من هناك أعلن السيد رئيس الوزراء بدء عملية استعادة الجانب الأيمن من الموصل. وربما سعى بهذه الخطوة الى التدليل على أهمية ما تبذله القوات الأمنية العراقية باعتبارها الجهة الوحيدة حالياً المشتبكة في صراع مباشر على الأرض مع تنظيم داعش الإرهابي.
الإعلان لم يكن يحتاج الى اجتماع أممي كي يخرج للعالم، لكنه من المهم أن يطرح على طاولة أممية كي يعرض العراق(همومه) باعتباره الدولة الوحيدة التي تقاتل في ظل اجماع دولي على مساندتها في حربها ضد الإرهاب. لم تحض الحكومة السورية بمثل هذا الموقف، وكذلك الحكومة التركية، وآخرون. لكن الأهم من أخبار الإجماع الدولي هو(تفاصيل)هذا الإجماع. لا يكفي ان نتمتع ببضعة ايام من تسليط الضوء على حجم التضحيات العراقية وحجم الدور العسكري العراقي في هذه الحرب التي دائماً ما تصوّر على أنها أممية، مع انني اشكك كثيراً في رغبة حكومات(جميع) الدول ان تحارب ارهاب داعش فعلاً.
ارجع بالذاكرة الى مؤتمر مماثل صادف أن حضرته في نيويورك، وكان السيد العبادي هو رئيس الوفد العراقي، وتصدر لتعريف مندوبي الدول ورؤساء الحكومات الحاضرين بأهمية دعم العراق في مواجهته مع الإرهاب. يومها، لم تخجل بضع دول من طرح موضوع مساعدة العراق في هذه الحرب مع (شروط!) في وقت يصعب فيه التبرير الأخلاقي لوضع(شروط)على العراق في مواجهة واضحة المعالم كهذه.
تركيا اشترطت أن يعامل حزب العمال الكردستاني(كمنظمة إرهابية) قبل أن (تقبل) وتعدّ داعش منظمة ارهابية هي الأخرى. الإمارات العربية تحدث مندوبها عن إقامة نظام سياسي(يرضي) العرب السنة في العراق قبل أن تدفع بمساعداتها لنصرة الجبهة المضادة لإرهاب داعش، وهي الجبهة التي يموت فيها ابناؤنا بالتاكيد. حتى استراليا، تحدّث مندوبها آنذاك عن ربط بين المصالحة الوطنية في العراق وبين تقديم الدعم في الحرب، التي يقال إنها حرب أممية.
هذه المواقف(في وقتها) كان أقل ما يقال عنها انها بعيدة عن الإلتزام الأخلاقي بالوقوف بوضوح ضد الإرهاب.
اليوم يأتي مؤتمر ميونخ، والعراق قدم ما بين مؤتمر نيويورك وهذا المؤتمر آلوفاً من الضحايا في سبيل صد الإرهاب، عن نفسه أولاً، وعن العالم ثانياً.
فهل سيضع السيد العبادي، أو أحد من الذين يرافقونه في الوفد هذه المعايير أمام الحضور؟
ننتظر التصريحات بعد العودة لنعرف ذلك.