اعمدة طريق الشعب

يا انصار الدولة المدنية الديمقراطية اتحدوا / كفاح محمد مصطفى

مرت علينا قبل يومين ذكرى ثورة تموز عام 1958 تلك الثورة التي نقلت البلد من الحكم المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستعمار الى الحكم الجمهوري المستقل بسياسة الثورة التي اطلقت العنان للجماهير لتعبر عن تطلعاتها واهدافها وأمانيها واحلامها بكل حرية لاول مرة في تاريخ العراق الحديث. الثورة التي استهدفت تحقيق العدالة الاجتماعية وحل المسألة القومية في العراق على اساس المساواة التامة في الحقوق والواجبات للقوميات المتآخية في البلد، الثورة التي جعلت العامل العراقي يعي بانه لولا جهده ولولا عرقه لما كان هناك انتاج ولما كان هناك ثروة وانه من حقه ان يقبض ثمن جهده وعرقه دون (منية) من احد وجعلته يطالب بحقوقه التي اقرتها المواثيق والقوانين الدولية، الثورة التي جعلت الفلاح العراقي يمتلك ارضاً ويزرعها ويحصد ناتجها بعيداً عن سلطة الاقطاعي وسراكيله، الثورة التي جعلت من المنجل والمطرقة والعلم الاحمر من مفردات اغاني الاطفال والاهازيج الشعبية، الثورة التي أعطت درساً بليغاً وبليغاً جداً وهو ان الثورة قد اغتيلت عندما تفرق وانقسم واختلف اخيار العراق وعندما توحد وتجمع اشرار العراق حيث تمكن اشرار العراق من تجاوز خلافاتهم واتفقوا على اغتيال الثورة وعجز اخيار العراق عن تجاوز خلافاتهم فانقسموا وتفرقوا وتشرذموا وهكذا اغتيلت الثورة، اغتيل الامل واغتيل وعذب حتى الموت وسجن اخيار العراق والآن وبعد كل الكوارث والمآسي التي مر بها شعبنا المظلوم بعد اغتيال الثورة من قبل من تجمعوا تحت شعار يا اعداء الشيوعية اتحدوا ما زال هناك أمل لتحقيق اهداف ثورة تموز اذا ما توحدت قوى الخير والمحبة والسلام والتنوير بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية الوطنية والديمقراطية والدينية المتنورة والعناصر المستقلة النزيهة والمخلصة تحت شعار يا انصار الدولة المدنية الديمقراطية اتحدوا لبناء دولة ديمقراطية مدنية متحضرة تحقق الامان والعدالة الاجتماعية لشعبنا المظلوم الذي حرم منها وهذا ما يأمله كل احرار وشرفاء الشعب العراقي.