اعمدة طريق الشعب

مابين اللَّوْعَةُ والفَرْحَةُ! / يوسف أبو الفوز

سادت الايام الأخيرة مشاعر مضطربة، ومتعارضة في بيت صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، يمكن اختصارها بكونها تمتد ما بين مساحات اللَّوْعَةُ والفَرْحَةُ.
اللَّوْعَةُ الممزوجة بالخوفِ والقلقِ أثرَ اِستمرار نشاط الجماعات المسلحة الخارجة عن القانونِ، وهي تستمر في فرض سيطرتها على الشارع، وتتحكم بحياة المواطنين،مع غياب دور مؤسسات الدولة، خصوصاً الأمنية، لتوقفِها عندَ حدها، وبان ذلك واضحاً أثر المقتل البشع والغادر للفنان الشاب الوسيم «كرار نوشي» (السبت/1/تموز/2017)، والتساؤل الكبيرالذي أثاره : هل سيكون أخر الضحايا القتلى من الشباب المسالمين البعيدين عن التخندق الديني الطائفي والحالمين بعراق مدني ديمقراطي؟!
أما الفَرْحَةُ، فهي بالتأكيد أثر الاعلان الرسمي عن سقوط «دولة الخلافة الاسلامية» المزعومة، وتحرير الموصل (الأثنين/10/تموز/2017)، بجهود أبناء القوات المسلحة العراقية، بمختلف صنوفها، والتي فتحت الطريق واسعاً أمام قواتنا المسلحة لتطهير كامل تراب الوطن من رجس العصابات الأرهابية الظلامية المستترة بعباءة الدين.
اللَّوْعَةُ.. لأن نصرنا في الموصل يبقى ناقصاً ما لم يتم اِتخاذ الأجراءات القانونية العادلة بحق الذين كانوا سبباً في تسليم الموصل لقوى الأرهاب المجرمة ومحاسبة كل الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا بالعراق والموصل فساداً.
اللَّوْعَةُ.. لأن الشعب العراقي يستحق حياة أفضل من هذه المعاناة المستمرة بسبب غياب الخدمات الأساسية ، خصوصا الكهرباء.
واللَّوْعَةُ .. لأن ، .....
عرضت كل أفكاري وبالتفاصيل أمام الجميع، خلال زيارتي الأخيرة لبيت أبُو سُكينْة، فقال جَلِيل: أن أمام الحكومة العراقية الحالية والمؤسسات التشريعية فرصة لاستثمار هذا النصر التاريخي لنبذ سياسة المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة، وتمتيناللُّحْمَة الوطنية لينهض العراق وطنا للجميع على أساس المواطنة والمساواة.
ولأننا نعاني دائما من ضعف سمع أَبُو جَلِيل، فقد كان من الطبيعي أن تأتي تعليقاته مثيرة للابتسام وحتى الضحك. قال أَبُو جَلِيل بجد واستغراب : صحيح ان اللَّحْمَة الوطنية، أحسن من اللَّحْمَة المستوردة، ولذيذة خاصة اذا كانت مطبوخة مطبك مع تمن عنبر ومرشوش عليه شوي زعفران، يا سلاااام ... بس شنو علاقة اللّحَم بــ ...
ضحكاتنا لم تجعله يكمل كلامه، فالتفت الى «أبُو سُكينْة» وسأله : أقول .. بس لا تعليقي كان خارج الموضوع ؟
فقال له أبُو سُكينْة بصوت عال وهو يكتم ضحكته: لا وحقّ الحَقّ، أنت الوحيد الذي في داخل الموضوع، والذين في بالي وبالك كلهم ...عَظّامْه !