اعمدة طريق الشعب

ان توفرت النوايا نجحت التراخيص !/ منعم جابر

كثيرا ما اواجه الجماهير الرياضية وعشاق كرة القدم وهم يتساءلون: هل تظن ان تجربة التراخيص هذه ستنجح في العراق مثلما نجحت في بلدان اخرى ام انها ستواجه الفشل كما حصل لتجارب عراقية سابقة . وكثيرا ما اجيب قائلا: لو توفرت النوايا الحسنة والرغبة الصادقة في عملية البناء واصلاح الحال فان التجربة هذه ستنجح وتنقل الرياضة وكرة القدم الى واقع متطور جديد واذا غابت روح التعاون والانسجام فان هذه التجربة ستلحق بتجارب سابقة وتكون نتيجتها الفشل لان لكل عمل هدف محدد وكل خطوة لابد لها من حساب وكل نشاط يتوجب التخطيط له لانجازه. الا اننا في القطاع الرياضي كما في بقية القطاعات مازلنا نعمل بالهمة والنخوة والاندفاع بعيدا عن العلم والمعرفة والبرنامج والتخطيط ولا اريد ان افتق جروحا قديمة او اجتر احداثا وحكايات !
فمن خلال تجربة العمل في لجنة التراخيص وجدت وعرفت بان هذا القرار بدأ اقتراحه عام 2005 من قبل الاتحاد الياباني لكرة القدم وبدأ عام 2007 عند البعض الاخر وتواصل اعوام 2011 و 2013 من قبل بعض دول اسيا وصار الزاميا على كل الاندية الاسيوية الممتازة في الموسم القادم 2017 – 2018 ومنها العراق . وحار الجميع وارتبك الكل وخافت الاندية واندهش اتحاد الكرة اين هو من هذا ؟ ماذا يفعل وكيف يتصرف وامامه اشهر لا غير . وبدأت لجنة التراخيص عملها بهمة عالية واندفاع كبير وابداع متميز منطلقين من مصلحة الرياضة وكرة القدم والحرص على انجاز هذه المهمة الوطنية . وبدأت اللجنة جولاتها للتعريف اولا والتوجيه ثانيا ثم الارشاد والاشراف على برامج العمل التي قامت بها الاندية من الزبير حتى زاخو وكان للاعلام دور متميز في دعم العمل واسناد المجتهدين ومعاتبة الكسالى . وفعلا تحولت بعض الاندية الى ورش عمل ولساعات طويلة في اليوم وبمشاركة وجبات عمل ومساهمات لاعضاء واصدقاء هذه الاندية ومع كل زيارة تقوم بها اللجنة او جزء منها تجد عملا جديدا واضافة متميزة وحركة دؤوبة لم يسبق للرياضة ان شهدت مثيلها . اذا هي طاقات وامكانات كامنة لم تجد من يرعاها او يسقيها لتنمو فيها الرغبة والاندفاع ومع اقتراب مهمتنا من الانجاز وجدنا بعض الاندية والتي لاتتجاوز عدد اصابع اليدين قد انجزت مهامها ولو بشكل متفاوت وبقيت الاندية الاكثر والتي عملت وابدعت هي الاخرى الا انها بقيت بحاجة إلى وضع بعض اللمسات الاخيرة على عملها مما دفعنا الى ان نعطيها ترخيصا معلقا لمدة ايام واسابيع لاتتجاوز الشهرين حيث تنتهي من اعمالها . لكن المشكلة الاكبر التي واجهت بعض الاندية والجماهيرية بالذات هي قضية الملاعب التي ستقام عليها مبارياتها خاصة وان بعضها لايمتلك ملعبا صالحا للعب او يملك ملعبا مهدما لغرض انشاء ملعب حديث وفق الضوابط الدولية مما وضع فرقا معروفة مثل الميناء والزوراء والشرطة والجوية والطلبة ونفط ميسان وكربلاء في موقف صعب وحرج للغاية الامر الذي جعلها تلجأ الى وزارة الشباب والرياضة لغرض تاجير احد ملاعبها كالشعب في بغداد والبصرة وملعب ميسان وكربلاء الا ان هذه الخطوة مازالت متعثرة بسبب الشروط التي اعتمدتها الوزارة وهي شروط غير واقعية ومعرقلة للاندية لانها تشمل ايجارا عاليا وواردات المباريات كاملة واجور الاعلانات داخل الملعب واظن ان هذه قسمة ضيزى ! نعم هناك مواقف واختلافات بين بعض هذه الاندية ووزارة الشباب والرياضة . فهل يصح ان نوظف هذه الاختلافات في وجهات النظر لحرب رياضية ضروس ونحرم الدوري من فرق كبيرة ومؤثرة ام نعتمد النوايا الحسنة ونفتح القلوب على بعضها البعض لان هذه قضية وطنية يتوجب الاهتمام بها والتعاون معها خدمة للرياضة والوطن .