اعمدة طريق الشعب

المتسولون يرعبون الأطفال! / ودود عبد الغني داود

تتطور سبل التسول يوماً بعد آخر، وتتعدد المشاهد التمثيلية التي ينتهجها البعض من المتسولين المخادعين بشكل ملفت للنظر. فمنهم من يفتعل العاهات الجسدية كالعوق اثناء السير او الرعشة او اصدار اصوات غريبة ومزعجة او الكشف عن عاهات حقيقية في مختلف انحاء الجسم.
وهناك بعض المتسولين، يستغلون الأطفال الرضع استغلالا بشعا، الذين غالبا ما يتم استئجارهم من ذويهم لقاء مبالغ مالية مغرية، لغرض التسول بهم بعد ان يدس لهم المخدر مع الحليب لتركهم يغطون في نوم عميق وهم يفترشون الارصفة طيلة النهار، وغيرها من الاساليب اللاإنسانية التي باتت ترعب الاطفال السابلة، وتسبب لهم عقدا نفسية خطيرة. وتعتبر مداخل المولات بشكل عام ومدخل «مول المنصور» في بغداد بشكل خاص، من اكثر المناطق التي ينتشر فيها المتسولون المخادعون.
في مقابلة سريعة مع بعض العوائل التي التقيت بها داخل المول، قالت السيدة فدوى ام مريم ان ابنتها ذات الاربعة اعوام باتت تستيقظ مرعوبة من نومها على اثر الاحلام التي تراودها نتيجة مشاهدتها بعض المتسولين الذين يصطنعون العاهات الجسدية. كما اشتكى السيد علاء محمد لطيف من ان طفلته اصبحت تتخوف من الحضور الى مول المنصور بعد ان كانت مولعة به، على إثر رؤيتها أولئك المتسولين.
واشتكت ايضا السيدة ام هدى من ان ابنتها الصغيرة تطالبها بإصرار، بأن تحملها على كتفها وهي مغمضة العينين اثناء دخولهما الى المول. وغيرها من القصص المماثلة، التي اجمعت عليها العوائل التي كانت موجودة في داخل المول.
سؤال موجه الى المعنيين في الدولة: الى متى يستمر السكوت على ظاهرة التسول التي استفحلت وباتت تخرج عن السيطرة، بالرغم من النداءات المتكررة من قبل منظمات المجتمع المدني والصحف والمواطنين، لوضع حد لها؟ واين هي الوعود التي ادلى بها بعض المسؤولين في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة؟ لماذا لا تقوم الحكومة بإصدار قرار يضع حد لانتشار المتسولين المخادعين، ويوفر فرص عمل للمحتاجين منهم!؟
نأمل أن يتحقق ذلك قريبا!