اعمدة طريق الشعب

في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد (3) / كفاح محمد مصطفى

«كرست منظمة الصحة العالمية يوماً من كل عام للاحتفال بالصحة المدرسية حول العالم من أجل تعزيز الوعي بالواقع الصحي في المدارس ورياض الاطفال باعتبارهما بيئة مؤثرة في تنشئة الصغار من الممكن ان يكتسبوا فيها العادات السليمة التي تحميهم من الامراض والاوبئة. والسؤال الآن هل هناك اهتمام بالصحة المدرسية في بلادنا الحبيبة؟ الجواب كلا ثم كلا ثم كلا لأن معظم المدارس لا تتوفر فيها مرافق صحية نظيفة والتأسيسات الصحية محطمة ولا تتوفر مياه صالحة للشرب والصفوف الدراسية باردة جداً في فصل الشتاء وحارة جداً في فصل الصيف لأن زجاج الشبابيك محطم ان وجد والمراوح السقفية عاطلة ان وجدت ويعاني طلبة الصفوف الاولى والثانية في المرحلة الاولى من ثقل الحقيبة المدرسية (التي تكسر الظهر) لأن معظم الهيئات التعليمية تطلب من الطلبة جلب دفاتر فئة 100 ورقة فيكون مجموع الدفاتر حوالي ستة دفاتر للكتابة في الصف والواجبات البيتية فيكون وزن الحقيبة مع الكتب وقنينة الماء ثقيلاً جداً بالنسبة للطالب في المرحلة الاولى وهذه النقطة مهمة جداً لم تنتبه اليها معظم الهيئات التعليمية وتطلب دفاتر 60 ورقة بدلاً من 100 ورقة كما يجب ان تخضع الحوانيت المدرسية للرقابة الشديدة من قبل ادارة المدرسة فقد يستغل بعض ضعاف النفوس جهل الطلبة بتاريخ صلاحيات المواد الغذائية فيعرضونها للبيع لجني اكثر ما يمكن من الارباح وعلى ادارة المدرسة الاهتمام بالبيئة الداخلية للمدرسة من ناحية نظافة الصفوف والساحات وكذلك البيئة الخارجية للمدرسة».
هذا ما جاء في هذا العمود المنشور بتاريخ 11 شباط 2015 لكن يبدو أن لا أحد يقرأ ولا أحد يسمع مع الاسف الشديد. وهناك العديد العديد من المشاكل الاخرى ومن اهم تلك المشاكل وجود عدد كبير من المدارس يكون فيها الدوام مزدوجاً مع وجود مدارس تعمل بثلاث وجبات وهناك مشكلة اكتظاظ الصفوف المدرسية بالتلاميذ وهناك مشكلة الكتب المدرسية الممزقة والقديمة والتي يتم توزيعها على التلاميذ، وكذلك مشكلة الدروس الخصوصية المستفحلة والعديد من المشاكل الاخرى التي تتعلق بتطوير المناهج الدراسية وتطوير طرق اداء المعلمين والمدرسين.
يا سادة يا كرام سمعنا الكثير الكثير من وعود الجهات المعنية بتحسين واقع التربية والتعليم وتطوير البيئة المدرسية وتوفير ما يحتاجه الطالب ولكن بقيت كل تلك الوعود حبراً على ورق مع الاسف الشديد، نعم مع الاسف الشديد.