اعمدة طريق الشعب

منبر اجتماعي / كفاح محمد مصطفى

في مجتمعنا العراقي منابر متعددة دينية وسياسية وثقافية وعشائرية والعديد من المنابر الاخرى ولكنها تخلو من منبر اجتماعي يهتم بالقضايا الاجتماعية التي تهم جميع شرائح المجتمع العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية والسياسية وهنا تكمن اهمية كهذا منبر يخاطب الجميع ويستمع اليه الجميع لانه لا ينطلق من منطلقات سياسية يتحفظ عليها البعض ولا من طروحات مذهبية او طائفية يتحفظ عليها البعض بل ويطرح مشاكل اجتماعية يعاني منها الجميع وهي كثيرة جداً وخلفياتها الفكرية والعقائدية والثقافية والبيئية والنفسية.
ان للساسة مهمة ولاساتذة علم الاجتماع مهمة ولاساتذة العلوم الاخرى مهمة ولكن وللاسف الشديد نجد ان القوى السياسية المتنفذة قد استحوذت على كل المهمام وتصورت ان بامكانها انجاز جميع المهام ولكن الواقع المأساوي الذي يعيشه مجتمعنا أثبت بان تلك القوى لم تتمكن من انجاز مهمة واحدة على الوجه الصحيح ولكن رغم هذا الواقع المأساوي لم تتعظ تلك القوى وبقي صوتها مرتفعاً في الوقت الذي يجب ان ترتفع فيه الاصوات الاخرى، اصوات علماء الاجتماع والاقتصاد والتربية والنفس وكل العلوم الاخرى. ان مجتمعنا بامس الحاجة الى ذوي الاختصاص وخاصة في هذه الظروف البالغة الخطورة والصعوبة والتعقيد ليطرحوا مشاكل المجتمع وليساهموا مساهمة علمية وجادة في حلها.
ان مجتمعنا العراقي وقد مزقته القوى السياسية المتنفذة بمحاصصتها المقيتة ولانها لم تفكر سوى بمصالحها الخاصة والخاصة جداً حتى لو أدى ذلك الى تمزيق المجتمع وهذا ما حصل مع الاسف الشديد. ان منبراً اجتماعيا يمكنه ان يلعب دوراً مهما في توحيد المجتمع بطروحاته الواقعية فعلى سبيل المثال وليس الحصر كان برنامج العلم للجميع يشاهده جميع العراقيين وكذلك برنامج الرياضة في اسبوع فهل سنرى برنامجاً اجتماعياً يشاهده جميع العراقيين بسبب طروحاته الواقعية وتحليلاته العلمية والجذابة.
هذا ما نأمله من السادة المسؤولين ونأمل ايضاً اغناء الفكرة من قبل اساتذتنا في اقسام العلوم الاجتماعية في الجامعات العراقية وخاصة من الاستاذة الدكتورة لاهاي عبدالحسين.