اعمدة طريق الشعب

الحوار ثم الحوار ثم الحوار / كفاح محمد مصطفى

كتب في هذا العمود بتاريخ 25 تشرين الثاني 2013 ما يلي:
• قال محمود عثمان الناب عن التحالف الكردستاني في تصريح صحفي ان حال البلاد اليوم منهك في كافة مفاصله فالحكومة (تعبانة) ونحن نرى ان الوضع العام يسير بصورة سيئة وغير مطمئنة نتيجة المحاصصة السياسية. واضاف عثمان انه ليست هناك حلول تلوح في الافق اذ ان جميع الكتل المتنفذة متمسكة برأيها وان الصراع الطائفي والسياسي مستمر ولا بوادر للحل الجدي.
• قال نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح في تصريح صحفي ان الوضع العراقي مقلق جداً بسبب تعمق الاستقطاب الطائفي وتشتت القيادات السياسية. واضاف صالح سبق ان نبهت وخلال الحوارات التي جرت بيننا في بغداد الى خطورة ما نحن فيه وان القادم اكثر خطورة. واوضح ان غياب التوافق بين الاطراف السياسية العراقية والاداء السياسي المتشتت أديا الى فشل كبير. مبيناً ان العراق سائر من وضع خطر الى اخطر ومن سيئ الى اسوأ.
يا سادة يا كرام ان هذه التصريحات لم يصرح بها اعداء للعملية السياسية الجارية في البلد ولم يصرح بها من كان مدفوعاً باجندات خارجية لتشويه العملية السياسية ولم يصرح بها من تضرر من النظام الجديد بل صرح بها من يهمه نجاح العملية السياسية وصرح بها من يدرك تماماً ماذا يجري داخل العملية السياسية وخلف ابوابها المغلقة وماذا يجري داخل الاجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية للدولة العراقية، صرح بها من يهمهم جداً نجاح العملية السياسية لان نجاحها يعني نجاحهم وفشلها يعني فشلهم لانهم احد اركانها لذلك فان تصريحاتهم يجب ان تؤخذ مأخذ الجد قبل فوات الاوان.
ان الشعب العراقي قد اعطى انهاراً من دمائه الطاهرة من اجل اسقاط النظام الدكتاتوري الدموي السابق بمختلف قومياته واديانه ومذاهبه وطوائفه وبمختلف احزابه اليسارية والديمقراطية والقومية التقدمية والاسلامية من اجل اقامة دولة ديمقراطية جديدة توفر الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية لجميع ابنائه ولكن مع الاسف الشديد بعد مرور اكثر من عشر سنوات على سقوط النظام نجد حكومة تعبانة ووضعاً خطراً سائراً الى وضع اخطر ومن سيئ الى اسوأ حسب تعبير النائبين.
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 25 تشرين الثاني 2013 ولكن مع الاسف الشديد بقيت القوى السياسية المتنفذة ترحل المشاكل من سنة الى اخرى ومن حكومة الى حكومة بدون حلول جذرية وهذا ما ادى الى هذا الوضع الخطير جداً الذي يمر به بلدنا الحبيب.
يا سادة يا كرام ان خارطة الطريق واضحة جداً في هذه الظروف البالغة الخطورة والصعوبة والتعقيد وهي الحوار ثم الحوار ثم الحوار وهذا ما يأمله كل احرار وشرفاء الشعب العراقي.