التحالف المدني الديمقراطي

التيار المدني يجمع قواه وشخصياته في "التحالف المدني الديمقراطي"

بغداد – طريق الشعب
لم يمضِ سوى يوم واحد على إعلان تحالف "متحدون للإصلاح" الذي يضم قائمة "متحدون" بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، والجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، حتى كشفت مصادر عن رفض المطلك الائتلاف مع النجيفي، مشيرة إلى انشقاق عدد من نواب الجبهة بينهم النائب حيدر الملا وانضمامهم إلى ائتلاف "متحدون للإصلاح".
وفيما أكدت جبهة المطلك صحة تلك الأنباء، بعد إعلانها تشكيل ائتلاف انتخابي يضم سياسيين أبرزهم مشعان الجبوري، أعلن خميس الخنجر المعروف برعايته القائمة العراقية في الانتخابات السابقة، عن تشكيل جديد يضم قادة الاعتصامات في المحافظات الست المنتفضة.
وكان عضو قائمة "متحدون" محمد الخالدي قد قال في تصريحات صحفية أمس الأول، إن "الجبهة العراقية للحوار الوطني بزعامة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك انضمت إلى قائمة متحدون للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة". وأضاف الخالدي أن "القائمة اتفقت مع جبهة المطلك على تعديل اسم الائتلاف إلى متحدون للإصلاح".
وكشف مصدر في جبهة الحوار الوطني، أمس الأربعاء، لوكالة "السومرية نيوز"، عن انشقاق عدد من نواب الجبهة بينهم النائب حيدر الملا وانضمامهم إلى ائتلاف "متحدون للإصلاح" بزعامة النجيفي، عازيا سبب ذلك إلى رفض المطلك الائتلاف مع النجيفي تحت اسم الاتحاد. وبين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان المطلك ائتلف مع 10 كيانات سياسية تحت اسم "الجبهة العربية".
بدوره، قال القيادي في جبهة المطلك، حمزة الكرطاني لوكالة "شفق نيوز"، إن صالح المطلك سيرأس تحالفا انتخابيا باسم "الجبهة العربية"، يضم النائب السابق مشعان الجبوري، ومحافظ الانبار السابق قاسم الفهداوي، ومحافظ صلاح الدين، إضافة إلى زعيم حركة تصحيح كامل الدليمي.
إلى ذلك، لم يكتف ائتلاف "متحدون" الجديد الذي حمل اسم "متحدون لإصلاح" بعدم الائتلاف مع جبهة الحوار، بل أعلن استبعاده الوزراء الحاليين الذين ينتمون إلى الكتلة نفسها من الترشح للانتخابات المقبلة.
وقال القيادي في الكتلة أثيل النجيفي في حديث صحفي اطلعت عليه "طريق الشعب"، أمس، "اتفق الموقعون على ائتلاف متحدون للإصلاح على استبعاد ترشيح جميع الوزراء الحاليين من دون استثناء"، إلى جانب اغلب أعضاء متحدون المشاركين في الانتخابات المحلية الماضية من القائمة العراقية.
من جهة أخرى، أعلن في كركوك، أمس، عن تأسيس ائتلاف جديد يمثل الحراك الشعبي في المدن الست "المنتفضة"، باسم (ائتلاف الكرامة).
وقال خميس فرحان الخنجر، لوكالة (المدى برس)، إن "الائتلاف سجل في مفوضية الانتخابات لتمثيل المحافظات العراقية الست المنتفضة ضد الحكومة". وبين الخنجر ان "تشكيل ائتلافنا الذي يضم قادة بارزين منهم أحمد العلواني وناجح الميزان وغانم العابد وعبد الرزاق الشمري، كان بمباركة مرجعيات دينية".
أما ائتلاف دولة القانون الذي لم يسلم من الانشقاقات، بعد إعلان ابرز شخصيتين فيه وهما سامي العسكري وعزت الشابندر عن انشقاقهما عنه، فقد قال زعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي، في كلمته الأسبوعية، أمس، انه يحترم "رغبة النواب الطبيعية في أن يتحولوا من كتلة معينة إلى أخرى". ولم يكتف المالكي بذلك، بل شدد على انه "يحترم هذا النائب احتراما مضاعفا لأنه استطاع أن يكسر حالة الانتماء غير الواعي إلى الانتماء الواعي بحسن الاختيار وحسب ما تتوفر لديه من أدلة وقناعات".
التشظي المتزايد في المشهد الانتخابي لم يكن حكرا على الائتلافات المنضوية مع القائمة العراقية سابقا، أو ائتلاف دولة القانون، بل انسحب إلى كتل مسيحية تروم خوض الانتخابات المقبلة، فقد أعلنت كتلة الرافدين المسيحية، أنها قررت خوض الانتخابات المقبلة منفردة، بعد ان كشف القيادي في الكتلة عماد يوخنا، أمس، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، عن دخول كتلته بقائمة منفردة عن بقية الكتل في الانتخابات البرلمانية المقبلة وبخمس محافظات وهي بغداد وكركوك ونينوى وأربيل ودهوك.
في المقابل، وأمام هذه الانشقاقات المتلاحقة، فاجأ التيار المدني في العراق المراقبين بتجميع قواه المدنية في تكتل واحد اسمه "التحالف المدني الديمقراطي".
وذكر بيان للحزب الشيوعي العراقي، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، الاثنين الماضي، أن هذا "التحالف مكون من مكونات التيار الديمقراطي: الحزب الشيوعي، الحزب الديمقراطي، الحزب الديمقراطي الأول، الحركة الاشتراكية العربية، حزب الأمة، حزب العمل الديمقراطي، حزب الشعب، أبناء الحضارة، ومكونات أخرى، فضلا عن مشاركة شخصيات مستقلة، يشكلون نخبة نوعية من السياسيين الديمقراطيين الذين لم تتلطخ أيديهم بالفساد والدم العراقي، ومواقع عملهم تشهد بالنزاهة والقدرة والكفاءة، والحرص على المشروع المدني الديمقراطي".