ادب وفن

هو أنت الأحمر البهي المقدس / زهير بهنام بردى

هو أنتأبانا من الحب في الأرض
أعطنا من لوعة الحب أيائل نشيد
تردده النواعير وريش العصافير الأبيض
ومناقير البلابل الحمراء
من عشق دجلة لمنجلك الضائي في بيادر الخير
شرابا للسنابل والنهاوند والرازقي والابوذيات
وجاكوجك المقدس يشبه ناقوس قداس الأحد
يكتب لأعشاش العصافير أجنحة النهر لصغارها الحالمة بالشمس والهواء الطلق والنوافذ
هو أنت مرايانا الصغيرة التي كنا
نتلو عليها خطاب اللازورد
والنبض المبجل باسمك المقدس
لم تكن تفاحة البدء لنخفيك عن العين
كنت خطوة الورد في حدائق الغيم
بل كنت في كل مكان فجرا نسوره بالتراتيل
وأبجدية التراب في سعادة السنبلة
أنت المصب ونحن الماء
نسبح في نهرك الدافي
وقصبنا في فمنا ننفخ النخل
ونرسم تحت ظله في عشق دجلة
سعادات آشور و..أور وبابل
وراية حمراء
وكنت أنت دائما تخرج من جاذبية الحضارات
بألف كطول بغداد
وشين مشرقة كشمس الحضر
وياء تعزف مثل قيثارة سومر..و..
واو تطلق الحروف من أطلال سنحاريب
وعين تتجول في شارع الموكب
في حضرة حمورابي
وتملا المناديل ببركة النهرين
وأحلام البلاد واكف العمال في معامل
تخرج إليها منذ صياح الديكة
وعناق تجاعيد يد الفلاح
ذهب السنبلة المبتسم لعيون موسيقى الهور
والزاب والنواعير والتين الريان البارد المنهمر من قامة الجبال
ما أنت أقول لك إلا لذة طبعتها
ذات طفولة على خد أم
وأقدام طفل حافي يسير بمشده
يشد بها رزمة كتبه إلى المدرسة
يحاول أن يصطاد فراشة
و الشمس تبحر في عينيه
يحملها كعاشق
تذوب تحت حرارة صدره الدمعة والقلب والصلوات
هو أنت دائما من نبضنا

تلمنا وتطلق فينا التاريخ والحب وجنائن البلاد التي هي عنوان بريد قلبنا إليك وتبقي أنت تمدنا بالحلم وتفتح نافذة العراق إلى فجره الوردي الأزلي