ادب وفن

في ميلاده الثمانين : الشيوعي العراقي يقيم مهرجانا تشكيليا / فهد الصكر

افتتح النحات الرائد عبد الجبار البناء، مهرجان الفن التشكيلي الذي رعاه الحزب الشيوعي العراقي أمس السبت، في مناسبة العيد الثمانين لتأسيسه.
وشارك في المهرجان الذي أقيم على قاعة "حوار" للفنون التشكيلية ببغداد، أكثر من 100 فنانة وفنان، وحشد من الفنانين والمثقفين والناشطين المدنيين والسياسيين بينهم الرفيق رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب.
وتزينت جدران القاعة بأكثر من 50 لوحة تشكيلية مختلفة الاساليب والمدارس الفنية. فيما تألقت طاولات العرض البيضاء بـ 30 عملا نحتيا وخزفيا.
وجسد الفنانون المشاركون في أعمالهم، مدى تعلقهم بقيم الجمال، وحبهم للبناء والازدهار، وتنديدهم بالارهابيين والظلاميين الذين نشروا صور الخراب والدمار في أنحاء البلد.
كذلك حاول الفنانون تكوين صورة لوطن بهي، يرسم خارطة للشروع إلى المستقبل الآمن.
وقال الرفيق رائد فهمي لـ"طريق الشعب": "ان غالبية المهرجانات والاحتفاليات التي تقيمها المؤسسات الثقافية والفنية تعنى بالشعر والأدب والغناء، أكثر من الفنون الأخرى، ورغم اننا لسنا فقط بلد المتنبي والحبوبي والزهاوي والجواهري، أو بلد القبانجي ويوسف عمر وناظم الغزالي، بل أيضا بلد حضارة الرسوم والنقوش.. بلد الواسطي وجواد سليم وفائق حسن واسماعيل الشيخلي ومحمد غني حكمت وعبد الجبار البناء. ولكن هذا الفن الراقي من رسم ونحت وسيراميك غالبا ما يهمش، أو لا يعطى حقه الجمالي والتعليمي، ولا يحتفى برموزه الكثر، ولا تبنى له أ?ر ثقافية، كالقاعات والكاليريهات، ولا تقام معارضه بشكل دائم.
واضاف فهمي قائلا: "منذ السبعينيات كرس حزبنا تقليدا، وهو اقامة المعارض التشكيلية في مناسباته، لا سيما ذكرى التأسيس، ليس لأننا حزب قرين للثقافة والمثقفين وحسب، بل لأننا في بلد الثقافة والمثقفين.. بلد الحب والجمال".
واختتم فهمي كلمته معبرا عن شكره للفنانين المشاركين، ولقاعة "حوار" التي احتضنت أعمالهم.
من جهته قال الناقد التشكيلي مؤيد البصام: "ان المعارض التشكيلية التي يقيمها الحزب الشيوعي العراقي في مناسباته تشكل منعطفا جميلا داخل الحركة التشكيلية، بغض النظر عن الاعمال المشاركة. لكن يبقى الفعل باستمراره سنويا، وهذا يمنح الحركة التشكيلية بصمة جمالية مميزة".
فيما قال الناقد التشكيلي ناصر الربيعي: "ان الاعمال المعروضة تمثل تجارب تشكيلية لأجيال مختلفة ومتفاوتة في المدارس والطروحات، وتضم الكثير من الاسماء الفنية المهمة، وهي تحتفي بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. ووجدت ان القائمين على المعرض حرصوا على انتقاء الاعمال الجمالية للمبدعين والمجددين في ساحة التشكيل العراقي".
الفنان التشكيلي هاني الدلة قال عن الاعمال المعروضة انها تعكس صورة الاحتفاء بالحياة وبالميلاد الثمانين، وهي تحمل هوية الواقع وأثر الحضارة العراقية.
وأبدى الفنان التشكيلي معراج فارس انطباعه عن الاعمال المعروضة مشيرا إلى انها جاءت بأساليب متعددة الرؤى والموضوعات، وجسدت ابداعات الفنان العراقي، وتطور الحركة التشكيلية المعاصرة.
التشكيلية منى مرعي احدى المشاركات في المهرجان، لفتت إلى ان مشاركتها جاءت لإرساء قيم الجمال، والنهوض بالواقع، لا سيما ان المهرجان فسح المجال أمام الشباب للاستفادة من رؤى الرواد.
وبيّن التشكيلي محمد مسير، ان مشاركته ليست هي الاولى في اعياد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، بل انه سبق وأن شارك في المناسبات السابقة التي أقامها الحزب.
وأضاف قائلا: "ان هذا التقليد الذي يقيمه الحزب سنويا، يدلل على اهتمامه بالثقافة البصرية".
الناقد التشكيلي د.جواد الزيدي قال: "ان اهتمام الحزب الشيوعي العراقي بالفن التشكيلي، يمثل تكريسا لقيم الجمال والانسانية التي تدعو إلى المحبة والسلام، ولذلك تلقى هذه الدعوات استجابة كبيرة من قبل جميع الفنانين دون استثناء، للمشاركة، لمعرفتهم بأهمية وأولوية الخطاب الثقافي بالنسبة للحزب الشيوعي العراقي، ولذلك تنوعت الاعمال من حيث المدارس والتجارب والتقنيات".
وهنأ مدير قاعة "حوار" قاسم سبتي، الحزب الشيوعي العراقي بميلاده الثمانين.