أقامت الجمعية العراقية لدعم الثقافة، بالتعاون مع الاتحاد العام للادباء والكتاب، صباح أمس السبت، حفلا استذكاريا للشخصية الثقافية والتنويرية، قاسم عبد الأمير عجام، في الذكرى العاشرة لاستشهاده.
حضر الحفل الذي أقيم على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، وأداره الناقد علي حسن الفواز، نخبة من المثقفين والادباء والناشطين المدنيين، إلى جانب عدد من مراسلي وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.
استهل الفواز الحفل بالقول: "احتفاء لا نريد ان نقول انه استذكار للشهيد الحاضر بيننا قاسم عبد الامير عجام، بل هي اصبوحة استعادة لقامة تمتلك قيم الابداع والثقافة والانسانية". وتابع الفواز: "حين نتحدث عن المشاريع الثقافية، نتحدث أيضا عن الشهيد كامل شياع، وعن مآثره هو وعجام، لأنهما تركا أثرا ومنجزا ثقافيا، ما زلنا بحاجة إلى قراءته واكتشافه مرة أخرى".
أول المتحدثين في الجلسة د.نادية العزاوي، قالت انه: "في استذكار الشهيد قاسم عبد الامير عجام، نحتاج إلى ما هو أبعد واهم من البكاء، لا لأن الحزن عليه قد تلاشى، ولكن نحن بحاجة إلى استلهام ثقافته في ظل ظروف صعبة على مشهد الثقافة الحالي".
وبينت العزاوي ان المثقف الوطني هو الذي يستند الى رؤية وطنية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار "وهذا ما ميز تجربة الشهيد عجام، خصوصا بعد العام 2003".
وأضافت قائلة: "من خلال متابعتي لمنجز الشهيد عجام، وجدت انه كان يسعى إلى ترميم خراب الروح في الانسان العراقي، وهو الذي عاش مرارة السجن ولم ينكسر، وبقي نظيف القلم.. قاسم عجام ظاهرة حية جديرة بالفحص والتأمل في كل وقت".
وتحدث الباحث ناجح المعموري عن الشهيد عجام بوصفه قاصا، وتناول تجربته السردية من خلال قصة "زهرة المشمش"، مشيرا إلى انها تستحق التأمل والفحص.
وكان من المتحدثين د. جمال العتابي، الذي تطرق الى صداقته للشهيد عجام منذ تسنمه منصب مدير عام دار الشؤون الثقافية لمدة لا تتجاوز السبعة ايام، "وكانت كافية لكي يكتشف العاملون في الدار ان قاسم عجام شخصية استثنائية مميزة، تحمل كل المعاني والقيم الانسانية".
اما الناقد فاضل ثامر فقال في مداخلته ان قاسم " كان واحدا من رموز الثقافة العراقية، يعمل بصمت بعيدا عن ضجيج الاعلام، وكان مثقفا موسوعيا، وناقدا تلفزيونيا، اضافة إلى اهتمامه بالجوانب الفكرية، وله كتابات بذلك، وفعلا هو (المثقف العضوي)، الذي أشار إليه انطونيو غرامشي".
قريب الشهيد طه عجام، ورفيقه نجاح كبة اللذان كانا حاضرين في جلسة الاستذكار تطرقا إلى العديد من جوانب شخصية قاسم وخصاله، من قيم الوفاء والصدق والعطاء اللامحدود، التي أبقته مستقيما مدافعا عن حرية الرأي والابداع إلى لحظة استشهاده.
آخر المتحدثين كان رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة مفيد الجزائري، الذي اشار الى ان جريمة اغتيال قاسم عجام احبطت الآمال التي علقها على وجود هذا المثقف الكبير في وزارة الثقافة الى جانب كامل شياع. ومن جانب آخر اوضح حقيقة انهما، كليهما، كامل وقاسم، جسدا في شخصيتيهما حقيقة الاتساق وليس التعارض بين الثقافة والسياسة.
واضاف: "لا تناقض بين الثقافة والسياسة، بل بين الثقافة والمتاجرة بالسياسة. والفرق كبير بين السياسة كنشاط يخدم الناس والمجتمع، وبين تحويلها الى وسيلة للتسلط والتربح وتأمين المنافع والامتيازات على حساب المجتمع".