ادب وفن

«شباك أمينة» ومؤلفها أسعد اللامي في نادي السرد / صبيحة شبر

ضيف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم الأربعاء الماضي 24 من أيلول الجاري الروائي أسعد اللامي مؤلف رواية " شباك أمينة ".
أدار الجلسة الروائي حميد الربيعي الذي أشار إلى أن جلسة اليوم احتفائية بروائي كبير يستحق الاحتفاء لجهوده التي أثمرت أكثر من رواية، من بينها رواية شباك أمينة المرشحة لجائزة البوكر، وأضاف: ان كل الجهود التي تبذل هي فردية، والثقافة العراقية لم يكن لها حضوراً كبيراً في الساحة العربية بسبب ما مر به العراق من حصار وعدم اهتمام بالثقافة، وعدم انتشار الكتاب العراقي، ورغم ذلك فان جهود أدبائنا الفردية استطاعت الانتشار في المنطقة العربية، وان دور النشر التي أسست في السنوات الأخيرة ما زالت تطبع داخل العراق، ولم تحاول?تسويق الكتاب العراقي، وهذا الإشكال يعزز من قيمة الرواية العراقية، التي تحتاج إلى مؤسسة رسمية متكاملة. وقال المحتفى به الروائي أسعد اللامي انه سيبوح بحرية، فقد مضى العمر طويلا ولم يعد لديه ما يخشاه، وان رواياتنا هي أسماؤنا الحقيقية، وان الروائيين يعيشون أعمارا مضافة خارج السياقات الأرضية المألوفة، وهم يختارون ذلك بمحض إرادتهم، فالرواية تقول ما لم يقله التاريخ الذي لا يحمل لنا الدهشة ولا المفارقة ولا إثارة السؤال، كما بين اللامي، انه استخدم الرمز والدقائق الصغيرة اليومية وحاول ان تكون مستويات الخطاب متعددة?..
وقال الناقد علوان السلمان ان في الرواية الكثير من العوالم والمغامرة ونسق من العلاقات، وعالم الرواية خفي نبحث في دواخله، واللامي اعتمد في روايته التوصيف بدقة، وجمعت شتات الذاكرة واستحضار الشخوص التي تعبر عن الأصوات السائدة واعتمد اسلوب التناوب، والعنوان يكشف عن دلالة حركية تقترن بقصيدة السياب "شباك وفيقة"، واستطاع الروائي أن يرتقي بالشباك الى دلالة ذهنية تحوله الى رمز للانفتاح على الآخر، كما تكشف لوحة الغلاف عن مضمون الرواية، والشباك عامل امتداد يبحث في عمق المدلول الانساني..
الناقد خضير الزيدي قال ان الروائي حين يقرأ لروائي آخر تبرز عدة ملاحظات أكثرها سلبية فيجب التخلص من المزاجية بخصوص النص السردي والتطابق وغير التطابق في المزاج، ورواية "شباك أمينة" من الروايات العراقية المهمة التي ستُكتشف بعد حين، فقد كان الاستهلال ناجحا جدا بحيث قاد القارئ الى الصفحات الأخيرة، وكان وعي الكاتب من حيث اللغة ونمو الشخصيات يتواءم مع الحدث السردي، وان هذه الرواية لم تأخذ فرصتها بين القراء لعدم الترويج للمنجز العراقي، ويمكن ان تأخذ هذه الفرصة مستقبلا..
الناقد عبد العزيز لازم قال ان الروائي فتح أمامنا شبابيك وليس شباكا واحدا، فالرواية تحث المتابع على الحديث عن شعرية الرواية وملحميتها واللغة المعتنى بها من حيث الصياغة والتوظيف.. والرواية تتحدث عن الإرهاب الذي يربطه بالطابع البوليسي الذي كان يتبعه النظام السابق، وتتحدث الرواية عن وباء وليس معطيات يومية، وأضاف انه وجد نفسه يعيد رواية الطاعون لألبير كامو، فالروايتان تتحدثان عن الموت..
وقال الناقد فاضل ثامر ان الرواية العراقية أصبحت قادرة على استدراج الناقد ليصغي إليها، ونحن بحاجة الى قراءة الرواية العراقية وخاصة بعد التغيير، وأسعد اللامي قاص وروائي موهوب يتعامل مع الشخصية والحدث بشكل لافت، ويمكن ان تعتبر "شباك أمينة" احدى الروايات الممتازة التي صدرت في العراق، وهي رواية سياسية تسجل فترة معينة من تاريخ العراق ومنذ الثمانينات، والكاتب يتجنب المباشرة، انما يترك الأحداث تقدم نفسها للقارئ، وأضاف أن الرواية محلية قادرة على أن تصبح عالمية، وقد استعمل الكاتب بعض المصطلحات التي جعلت الرواية مستغ?قة على القارئ العربي، كما أن الرواية ميتاسردية نجد فيها القصدية في الكتابة ووجود اليوميات والتنازع السردي، واستطاع الروائي ان يصف لنا الأعماق الداخلية للشخصيات الإرهابية، والرواية حداثية، ومعظم الصور والمرئيات منقولة بشكل فني من خلال وعي ولا وعي الشخصيات..
وقال الروائي صادق الجمل انه وجد الرواية ديوان شعر، فاللغة الشعرية طاغية، واستخدام اللهجة المحلية كان جميلا..
كما بين القاص عبد الأمير المجر انه عرف الروائي من خلال مجموعته القصصية الأولى التي تعتبر من الصف الأول بالقصص، معرباً عن رأيه بأن النص الأدبي حين تكون مرجعيته سياسية يفقد بعض قيمته الفنية ويجعل منها ذات بعد جهوي.