ادب وفن

الشاعر الثائر فائق بيكه س في ذكرى رحيله الـ67 / صبيحة شبر

أقام مكتب الثقافة الكردية في الاتحاد العام للادباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار للشاعر الكردي الثوري فائق بيكه س، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.
أدار الجلسة الشاعر ابراهيم الخياط، وافتتحها بالاشارة الى ان فائق بيكه س يمثل الاتجاه الديمقراطي في الأدب الكردي، وقد شارك في تظاهرات واحتجاجات عديدة ضد الطغاة، وقضى سنوات طويلة في السجن (...) واضاف انه كتب الشعر باللغة الكردية، وكانت قصائده ذات طابع سياسي تقدمي، وامتاز بالصراحة والاخلاص. وعندما توفي قبل ستة عقود، رثاه الجواهري الكبير.
وزير الثقافة فرياد راوندزي، الذي حضر الجلسة، ألقى كلمة أشار فيها إلى ان مهمات الثقافة لا تتوقف عند استذكار المبدعين، "بل ان من مهماتها إعادة الاعتبار للحياة الثقافية، وتوثيق العلاقات الثقافية بين الكرد والعرب".
واعرب عن امله في ان ينهض اتحاد الأدباء والمنظمات والنقابات الثقافية، بهذه المهمات، مضيفا ان التفاعل الايجابي بين الثقافات هو الرسالة الأسمى، "ونحن اليوم نستذكر شاعرا افنى حياته من اجل هذا الهدف".
من جهته قال رئيس الاتحاد الناقد فاضل ثامر انه في عام 1970 وفي ظروف صعبة، قام عدد كبير من مثقفي العراق، يتقدمهم الشاعر الجواهري، بزيارة مدينة السليمانية واللقاء بمثقفيها، "وكان هذا يدل على حجم التآلف بين شعبينا الكردي والعربي".
وأضاف قائلا: "علينا بناء وحدة وطنية، فقد أصبحت ثقافتنا تعددية تعبر عن العرب والكرد والتركمان والايزيديين والصابئة، وهذا التعدد هو الضمانة الأساسية للوحدة الوطنية، وما زلنا نناضل من أجل هدف مشترك هو بناء العراق الديمقراطي".
مدير مكتب الثقافة الكردية في الاتحاد الكاتب حسين الجاف، تطرق في كلمته إلى الرابطة القوية بين المثقفين الكرد والعرب، أعقبه الباحث كفاح الأمين الذي تحدث عن دراسته لأشعار وكتابات فائق بيكه س.
بعد ذلك تحدث في الجلسة كل من الأدباء الكرد عز الدين مصطفى رسول، ورسول عثمان، وكمال غمبار، الذين تحدثوا عن الشاعر بيكه س وعن منجزه الابداعي، ونضاله الوطني، وعن أول قصيدة كتبها في العام 1921 وكان عنوانها "المرهم والدواء"، وبيّن المتحدثون الثلاثة ان فائق بيكه س كان رائدا تنويريا، ومناضلا ضد الطغيان.
الشاعر ألفريد سمعان ألقى كلمة قال فيها ان الأدباء والمثقفين يسعون إلى إحياء القيم النبيلة التي جاءت بها القوى النيرة وان "بيكه س كان مقاوما للاستعمار، ومشاركا مع الوطنيين الأبطال في الانتفاضات ضد الطغاة، ولي الفخر انني كنت مشاركا في تلك الانتفاضات، وإن الدماء الزكية التي سالت هي مفخرة لكل العراقيين".
أما الكاتب جمال بابان فقد تحدث عن الذكاء الحاد الذي كان يتمتع به الشاعر بيكه س، ثم قرأ مجموعة من أشعاره المترجمة إلى اللغة العربية.
وعلى هامش الجلسة أدى الموسيقي ستار الناصر معزوفات عربية وكردية.
وفي الختام قدم الشاعر ألفريد سمعان لوح الإبداع لوزير الثقافة، ثم وزع برفقة الناقد فاضل ثامر والكاتب حسين الجاف، شهادات تقدير وألواح إبداع على المشاركين في الجلسة.