ادب وفن

قمرٌ من قرنفل وقداح: الشهيد الشيوعي العراقي.. / مقداد مسعود

مَن يجففُ قميصي من الذكريات؟ ولا نجمة َ في شتاءِ قميصي
متى يتوقف ُالطيرُ عن حراسةِ شهدائنا وجسورِ المدينة؟
فالشهداءُ لا تجاعيدُ هم فيهم..
لا يذهبون الى النوم
لا يستديرون
في ظلامِ الطريق..
يتعطر البنفسجُ من أصابعهم
وهم يجترحون النوارسَ من الياسمين
يتجنبون الكراسيَ السخام ..
يدربون الحياة على الندى
والشهداءُ لا يطلبون المزيد َمن الشهداء..
ولا ينتظرون....
لا ينتظرون
البريد...
***
قصد ناك أيها الفادي والمفتدى.. الثابت والمتحرك كالأنهار
يا وطنا منضودا في الفقرات العنقية
قصدناك
بحنّاء الفاو... وبرحيّ البصرة
يتقدمنا خريجو نقرة السلمان، خلايا الانصار- شمعة ُ رابطةِ المرأة العراقية في البصرة،
ريفيون عباءاتهم بلون الخوخ، بلون الفواخت دشاديشهم، ينتعلون التميمة، واهازيجهم من زهر البمبر، ،تلاميذ ُ بصحبةِ آبائهم - يتوسطهم شاعرٌ منذورٌ للرمان
فجأة ً... انشقّ الضريحُ: رأيناكَ يا سيد القمح البعيد، متقوسا على اغلالِك تصوغ منها مفاتيح َ العراق. رأينا القداح في جبينك ،وفي ساعديك القرنفل...
وانفتحتْ يداك للعناق..
***
حصة ُ العراقِ مِن الألوان ِ
الأسود والخاكي
من أسوّد الأمهات وخاكي أولادِهنّ
تسجّى العلم ُالعراقي
***
الشهداءُ..
يتهمون الكراسي باللزوجةِ والزهايمر
والكراسي لاتُتقنُ من الالعابِ الشعبية والمستوردة سوى: جر الحبل.
لهذا تبقى عقدةُ الحبل هي ربطتنا الخشنة جدا
أما الطرف الثاني من الحبل..
فهو راسخ ٌ في المخالب والأظلاف..
***
كلنا نعلم ُ: شهداءُ العراق: لا يتوقفون عن الانتاج
لا تشملهم العطل الرسمية
فكيف لا يكون زائر المقابر في متاهته..
يا عسكر عبود، يا رفيقي أبا عادل.. أشهد انك في 7/ 2/ 2015
كنت معنا ضمن فعاليات يوم الشهيد الشيوعي .. نظمتها محلية البصرة
وكنت معنا في زيارة الشهداء والموتى في وادي السلام
وكنت معي ثم افترقنا أنت دخلت من باب «صالح وهود» لزيارة ولديك الشهيدين
وأنا قصدتُ المنعطف الثاني لزيارة حديقة آل مسعود
وكعادتي احتضن امهاتي وتصرخ اختي من جمرةٍ لا تخبو على شقيقنا بقبره الشاغر..
وحين القيتُ عليهم تحيتي الدائمة : الى اللقاء.. ثم اتصلتُ بك حسب اتفاقنا......
ليلا ونحو في صحن أسد البلاغة وإمام نهجها، أنت
وأبو سلام وأبو بهاء باغتني قائلا:
كنتُ وسط المكان المعتاد، فأنا أعرفُ: العنوان الحجري لولديّ وهو يعرفني أيضا.. لحظة عميقة ملأتها الحيرة: أين أولادي؟ ثم جاءني الصوت كتيما: نحن في مكاننا
يا أبي.. منشغلان بضيوفٍ كرامٍ بررة هم شهداء العراق الجدد.. فأطمئن... أخي وأنا رأيناك يا والدي أبيا وفيا
في عراقٍ حزين..