ادب وفن

مقطع من قصيدة لم تكتمل* / موفق محمد

أيطول الطريق إلى نينوى؟
نعم سيطول
فما من كتاب في المدى ورسول
بين أبناء المسؤولين...
وأبناء الخايبات..
فرق بسيط جدا
فهم فضائيون ..
في السفارات والجامعات والوزارات
بينما الخايبات
المتشحات بالضيم الأسود
يكنسن بقلوبهن لحم أبنائهن في الطرقات
ويرفعن رؤوسهن إلى السماء
بعيون حافية
ولسان مشلول
نجنا يا يسوع...دخيلك يا علي
قولي شيئا أيتها السماء
قبل أن تقفل العراقيات أرحامهن
ويصبح العراق نسيا منسيا
ابك كما شاء لك الأسى أن تبكي
والطم على وزن المصيبة
وأنت ترى العراق عاصبا رأسه بنهريه
متكئا على ما تبقى من نخيله وبنيه
نادبا حظه العاثر من هؤلاء وهؤلاء
لا احد يجيء
ولا موت سيكنس ما تبقى منك
فما جدوى احتراقك في تنانير الحياة
قولي شيئا أيتها السماء
فهل هي حرب بين الهين
أم انه اله واحد
قولي شيئا..
واستبدلي نجومك المسمولة...
من فتاوى المتأسلمين
بدموع العراقيين
لتكوني أكثر اشراقة ورحمة
لقد كان الله يبكي بعيونهم
وهو يذوبون أسى فوق جبال سنجار
وفي طرقات نينوى
عرايا في مهب الريح... لا أهل ولا وطن
سبايا في يد الشيطان تحرق جذرنا المحن
اللهم علقهم في قيعان جهنم
مثلما علقونا في جبال سنجار..
وفي وهم يمدون سكاكينهم...
بعيدا في جسده
ويحملون جنازته
باكين أو متباكين... لا فرق
لكني أسألكم وانتم تصلون عليه
هل أسدلتم جفنيه
وهل كفنتموه ...
أم أنكم سرقتم مما ادخره لدفنه أيضا
وكان عملكم خالصا لوجه الله تعالى كما تزعمون
فأي قبر سيتسع لهذا العملاق..
الذي تتوازن الأرض على كتفيه؟
ـــــــــــــــــــــــــ
ألقاه الشاعر في احتفالية تكريم الأدباء في الحلة