ادب وفن

الشاعر الشعبي حسين جهيد الحافظ / داود سلمان الشويلي

الفيس بوك عالم كبير، ومتنوع،وواسع،ويحمل في فضاءاته الافتراضية المتعددة الكثير من الاشياء المخبئة فيه، وضمن هذه الاشياء، شيء نفيس، عزيز على النفس، مفارق لكل جنس لغوي،انه الشعر، ذلك النوع الادبي الذي له قوانينه والياته التي تضبط ما يتجسد من احاسيسنا ومشاعرنا ورؤانا تجاه كل شيء.
وللشعر الشعبي دور كبير في الذائقة الابداعية المنتجة، وكذلك ذائقة المتلقي المشارك في الانتاج والانجاز بعد القراءة او السماع، وله كذلك محبيه ومريديه، وقد كان له دور فعال في الحياة اليومية منذ القدم،وقد وصل الى ذروة ابداعه في العراق في سبعينات القرن الماضي على ايدي شعراء عراقيين كثر، كان همهم ان يصل هذا الشعر الى مصافي الشعر المكتوب باللغة الفصيحة بتطوره، وغنى رؤاه، وصوره المكتنزة، ليهدئ مشاعرنا، او يثيرها،مثل الشعراء: شاكر السماوي، وعزيز السماوي، وابو سرحان، وطارق ياسين، وعريان السيد خلف، وكاظم اسماعيل الكاطع، وابو وليد،وعلي الشيباني،وكاظم الركابي، وداود سلمان الشويلي، وريسان الخزعلي، وغيرهم، وتشكلت ظاهرة كبيرة في الشعر الشعبي يمكن ان نسميها ظاهرة شعراء فترة السبعينات، الفترة التي اصبح فيها الشعر الشعبي في مصاف الشعر الحديث والمتطور المكتوب باللغة الفصيحة.
واليوم يبرز من بين الشعراء، الشاعر الشعبي حسين جهيد الحافظ فيقدم الكثير من ابداعه الشعري من القصائد والومضات الشعرية والابوذية والدارمي، حيث توزعت موضوعاته الشعرية بين الغزل، والوطنيات،والاخوانيات.
والشعر عنده هو: اللغةً (اللهجة العامية)، والخيال الشعري الابداعي، وألاسلوب، والصور الشعرية النابضة بالحياة،وهذه كلها عندما تضمها قصيدة ما، تصبح هذه القصيدة شعرا، وتأتي ممتلئة بالاحاسيس العذبة، والمشاعر الانسانية، انها ليست تحليلا، ولا هي تركيب، وانما هي خيال يمزج الواقع بالحلم، فيصبح الشاعر كالرائي، بل هو صاحب رؤية وموقف ازاء كل شيء. الحافظ يقدم لنا صوره الشعرية ببساطة، وبهدوء وتأن، هو يقول الشعر بلا تكلف،يرسم صوره الشعرية بأنات،انه لا ينحت من الصخر كما يحلو لبعض الشعراء القول، لكنه يقول شعره ببساطة العامة من الناس، يسيل الشعر على لسانه كما يسيل العسل عذوبة ومحبة.
***
قلنا ان الشاعر الحافظ قد تنوع شعره، فكان مما قاله في الابوذية هذا البيت:
متى منك وصل يحصل ترحنه
ضلعي من وجد هجرك ترحنه
أحباب الجهل لا تنسه ترحنه
الوفه يسري إويه دمنه إبحسن نيَّه
ويقول كذلك:
سهام العين بيَّ أگصن ويارن
دوي إلهن غده إبگلبي ويارن
عفه إعيوني ضوه بيهن ويارن
بعد ما صدن إعيــــونك عليَّه
في هذه الابوذية وغيرها نجد ذلك الحزن الشفيف الذي يغلف الفاظها فتنساب هادئة حزينة كما هو شأن الابوذية عامة.
***
ومن الدارمي، حيث يرسم الشاعر الاصرار، والتحدي... قال:
أصبحت روحي اليوم... مركز للهموم
بس رغم هذا إو ذاك.... تتحده وإتگوم
***
ومن الومضات الشعرية هذه الومضة التي يرسم فيها الشاعر صورة له وهو يتمسك بمن يحب، لان من يحب هو القلب الذي ينبض:
اِتريد أعوفك
حيل.. صعبه
اِنته گلبي
وياهو گبلي العاف گلبه
وكذلك قوله:
اِبگلبي رسمتك فرح
لوحه الوفه عنوان
جيتك لگيت الحزن
واِختلطت الألوان
هنا تكون المفارقة الشعرية، المفارقة بين الفرح والحزن، بين رسمه فرح وبين واقعه الحزين، مما يجعل الالوان تختلط بين الفرح والحزن.
***
لم يكن الشاعر الحافظ فيما كتب في " الاخوانيات " يتبع اسلوب الشعراء القدامى في كتابة القصيدة الاخوانية، بل راح يقدمها كقصيدة يبث فيها مشاعره واحاسيسه تجاه ذلك الشخص باسلوب وطريقة جديدتين، فيها من الصور الشعرية المليئة بالحياة، والرؤى الجديدة، ما يخرجها من صورتها القديمة التي كتبت بها قصيدة الاخوانيات لتكون قصيدة جديدة في الرؤى والصور.
فعن الشاعر المرحوم كزار حنتوش، كتب الشاعر قصيدة حملت مشاعره واحاسيسه تجاه شاعر مجيد ككزارنختار منها.
ورحيم الغالبي والديوانيه سر
وورقه سمره اِموشحه اِبريحة أهل
وعشره مرسوم الوفه بيهه حديقه
وجنح طيره اِمهاجره وومضة أمل
حنه واِحديثه وظفيره
شايله اِهموم الجهل
***
وعن المرحوم (عباس هليل) يقول في قصيدة (بيليه الناصرية):
شجاهه ابيوت الولايه
ما صبغت وجهه إبنيل
ولا شالت للحزن رايه
ملچ الموت يتخير صفه
بأهلهه إو يعتني إعنايه
وهي إتطرز نزفهه إجروح
إو إتعاين عفه إولايه
تعاني إو صيهدت فدنوب
والخنياب شح عنهه أو زعل مايه
غدت صحراء
***
وفي قصيدة (ريح الجنوب) التي يهديها الى روح المرحوم الشاعر كاظم الركابي، يقول:
تبچي اِبحسره القصايد
لابسه اِهدوم الحداد
والقوافي السانهه اِبطبعه الفصيح
صاح واِيحشم ضميره والشعر ينزف ذبيح
مات (چا بعديش) مات كل شوگ (المنجل)
مات أبو الحچي الصريح
اِي يكاظم.. آخ يا عمر التعب
نام خل تهده الهواجس
والشعر خله يصيح
نام خل گلبك يكاظم يستريح
نام كافي اِعله الصليب
اِمعلگ اِبذنب المسيح
***
ولابي الشاعر، يكتب الشاعر مرثية له، يصف فيها والدته الشمعة التي تضوي للاخرين، وهو كالنخلة يبقى واقفا:
يالبيك سوله الوفهٍ
والغيره عندك طبع
شايل اِسنينك ضوه
لن بيك طبع الشمع
ما دام يضوي الدرب
تتباهه من تحترك
شيمة نخل شيمتك
***
ومن القصائد القصيرة، يقول الشاعر الحافظ:
گبل بي جرح
منك...
ما أگلك لا
بس اِبنعمة النسيان داويته
شجاك وفززيته اليوم
وأكبر....
من گبل ما چان رديته
***
لبنه اِعله لبنه نحط
صح يصعد البنيان
بس هذا مو هو المهم
ولا هو بالحسبان
المهم عدنه مهم
اِشلون نبني اِنسان
***
ويهدي الشاعر قصيدة الى عمال العالم بمناسبة عيدهم السنوي:
آيار الدفو
بمناسية ألأول من آيالر عيد العمال العالمي
حبله اِبتعب عامل
تمطر حلم من تبتسم
اِحديثه اِو فرك مايل
زيدوا الفرح عالفرح
أيار يستاهل
***
شامه اِعله خد الوكت
واِعيون تجدح شمس
ضحكه اِعله شفة طفل
هلهوله ليلة عرس
امن الحزن جاب الفرح
اِمن الوحشه خضر ونس
شايل سوالف زلم
طيب اِو أمل شايل
زيدوا الفرح عالفرح
أيار يستاهل
***
من حمد ماخذ طبع
من كاوه بيه سوله
اِشما ضاك خلك الوكت
اِيمد خلكه اِشطوله
أيار بوسة نده
تغفه اِعله خد ورده
همسة حبيب اِو محب
جذلانه من مده
طائي الطبايع كرم
ما رد أبد سايل
زيدوا الفرح عالفرح
أيار يستاهل