ادب وفن

كهرمانة والأربعون حرامي / ناهض الخياط

أيها المبدعون !
سددوا أصواتكم على الرؤوس الباغية
وأطلقوا أحكامكم
فلقد وضعتهم الحقيقة في قفص الاتهام
وها أنا أرى
عيونهم المسمَرة في وجوههم
تتلامع باحثة في مخيّلاتهم عن الخلاص
كما أرى الفضائيات حولهم
وهي تنقل لذاكرتها
آخرَ مشاهدها عن الزمن العجيب
فهل أنا الوحيد الذي يسمعها
وهي تسألهم :
أ أنتم ..
أولائك الذين يضمّون الاههم الذهبي بأحضانهم
مسبحين له صباح مساء
وهم يحاكون في جلستهم
ذلك الزاهد الذي كان
يكسر رغيف الخبز على ركبته
ويغلقون سمعهم
عن الصوت الذي يرفع سيفه
باحثا عن قوت عياله ولم يجده
أ أنتم ..
من وضعَ الحصان خلفَ العربة
وصاح بالحياة اركبي
وهم ينطلقون بأحلامهم المظللَة
ولم يفلحوا
فكل شئ معكم
وها هي الريح
تنشر رائحتهم في كل مكان
كما تكشف الشمس والنجوم
ملصقاتكم عن الأوجه الهاربة
ألا تسمعون
صوت ( كهرمانة )
وهي تدفع أسماءهم إلى أقفاصكم
واحدا واحدا
لتصبّ بأحكامكم
زيتها الحارقَ ثانية
على الحرامية الأربعين !