ادب وفن

تحت نصب الحرية / بولص الاشوري

من نصب الحرية
توهجت الاصوات كالبركان
اشعلت المشاعل ضد الفساد والطائفية
كالعاصفة الحمراء
ومضت قدما لا تبالي بالرصاص
لانه لا يوجد شيء تبكي عليه الاجيال
اللصوص سرقوا دم الارض والانسان
وما زالت الدماء كالسيل تجري
في خارطة العراق
والذئاب ينهشون اجساد العراقيين
في الموصل وصلاح الدين
وسهل نينوى والانبار
يرتفع الدعاء بالرصاص
وسبي النساء الايزيديات
مضت سنة على التشرد ....
والضياع والهجرة
واللهيب يرتفع كالدخان
من وجه الصغار والكبار
متى نعود الى بلداتنا .. ذكرياتنا
مدارسنا واحلامنا
في تلكيف وبخديدا
في سهل نينوى وجبال سنجار
و الطائفية انقسمت
الى ثيران سوداء......
تتصارع
لتمزيق خارطة العراق المقدسة
التي وحدها في الماضي اشور بانيبال
وفرقها الطائفيون الخونة الى اشلاء
ولكن صراخ الشعب الجائع
اندفع كالطوفان
والشعب يصرخ بالحناجرالقوية
باسم الدين سرقونا الحرامية
ومزقوا نسيجنا الوطني
المقدس كالاخطبوط
و فرقوا وحدة شعبنا العراقي الاصيل
عربا وكردا وتركمان واشوريين
باقة ورد ملونة عبر العصور
تزين احلامنا الوردية منذ قرون
وهؤلاء يبحثون عن الطائفية والقومية
وليس عن روح الوطن الذي ينزف دما
والصراخ كالعاصفة يدور
لا للطائفية والمذهبية المقيتة
بل لدولة مدنية صافية كزرقة السماء
تحتضن كل العراقيين المشردين
تحت خيمتها الدافئة كالاطفال
يداعبون حلمتي الام ليرتوا..
و يكبروا كاشجار النخيل
تحتضن النهرين
والهتاف تحت نصب الحرية
يشعل الشموع الملونة
لاضاءة وجه الحبيبة العراق
وتقديم الجناة الى مقصلة الحياة
لانه هكذا قيل
في البدء
كانت الكلمة
بوقا وبرقا
والصرخة انطلقت كالبروق
لثورة الاصلاح والتغيير
بعد المخاض الطويل
لتعانق اهداف ثورة 14 تموز الوطنية
ليرفرف علمها وشعارها الوطني
كالسحاب الابيض
فوق خارطة العراق
لتمطر فوق الرؤوس قطرات حب
لتتعطر قلوب الجميع
وتفتح الحرية والمساواة
نوافذها المغلقة منذ اثني عشر عاما
لاحتضان احلام العراقيين
في وطن يسوده الاخاء والمحبة
واريجها عطر الوطنية
لاعادة وحدة العراق الحضارية
لخدمة الانسان واحلامه الوردية
للعراق الواحد
ضد الانفصال والعنصرية
خيمة لكل العراقيين
احفاد ابناء بلاد النهرين