ادب وفن

حول اتحاد الادباء والخناجر المشرعة / ألفريد سمعان

يبدو ان اتحاد الادباء منظمة تشغل الاذهان وتمثل طموحات عريضة واسعة.. وتحظى باهتمام طلائع ثقافية قسم منها يتعايش وتعايش فعلا مع النشاط وكان له دور في مجاراة الواقع الثقافي وهموم المثقفين، والآخر بعيد عن كل شيء. والغريب في الامر ان الجميع لم يذكروا أي نشاط للاتحاد وكأنه لم يفعل شيئاً. فهو لا يقيم ندوات ولا يحتضن فروعه وليس لديه اي مشروع ثقافي ولا يساعد المرضى ولا يؤكد تعاونه في اوقات الشدة مع اعضائه ولا يؤيد او يعمل على رسم سياسة معينة تجاه السلطة والتعاون مع الجهات الثقافية لتنشيط العمل الفكري وتوطيد العلاقات مع الجهات المسؤولة. وهذا ما يدل على إحباط كافة الجهود التي بذلها الاتحاد في شتى الامور.
نعم ان الطموحات كبيرة وعريضة وواسعة، ولكنها سائبة ولا علاقة لها بما يحيط بها من ظروف وامكانيات ودعم حقيقي يساعد على تنفيذ المشاريع التي تدور في الاذهان وترسم "الجمل المفيدة"، التي جاءت على يد الكتّاب والادباء واصدرت اوامرها " للخناجر" ان تترك اغمادها وتطعن بقوة، لكي تثبت ان قيادة الاتحاد مجرد وهم او صورة باهتة لا ظلال لها ولا عمق ثقافي، وتفتقر الى الجدية وتعمل بدون خطة.
انني اسأل اعضاء المجلس المركزي: لماذا تلتزمون الصمت؟ ألم تقترحوا اي مشروع؟ ألم تفعلوا شيئاً خلال وجودكم، ألم ترسموا خطة؟ هل كنتم (اصناماً) وبدون ارادة، وكأن هنالك ما يمنعكم من التحدث او الانطلاق او الاحتجاج .. او .. او .
لقد قمنا بالرد على بعض ما جاء في الكتابات الجائرة المفتعلة، التي لا تنطلق من الجدية بقدر ما تؤكد على تهيئة حفرة كبيرة لدفن الاتحاد، وهذا لن يحصل ايها السادة الافاضل لاسباب عديدة، فوراء الاتحاد أقلام صامدة.
ان الجميع يعلم بان هنالك لجاناً تقود الاتحاد، منها لجنة العلاقات الثقافية بقيادة علي الفواز وعمر السراي، وهناك ناديا الشعر والسرد ولدى كل منها قيادة خاصة به، وهنالك منتدى نازك الملائكة برئاسة ايناس البدران، وهناك ملتقى الثلاثاء للاذاعيين والتلفزيونيين برئاسة الدكتور صالح الصحن. كما ان هناك ملتقى النقاد يعمل على ادارة جلساته د. علي الحداد و د. سعد ياسين يوسف وبالتعاون مع اساتذة جامعات. كذلك هناك لجنة العلاقات الداخلية برئاسة هادي الناصر. وهناك ملتقى الخميس برئاسة مجموعة من الادباء، وهؤلاء جميعاً لم يكونوا جالسين على الموائد يلتهمون الطعام وتأخذهم الغفوة على الكراسي، بل يعملون ويعملون.
وقد تحدث البعض عن انشاء مطبعة وتهيئة مدرسة وتعيين اساتذة ولم يقولوا لنا كيف يمكن تهيئة ذلك واكثر من 60 بالمائة من الاعضاء لم يدفعوا حتى الاشتراك السنوي، الذي لا يتجاوز الخمسة عشر ألف دينار سنوياً. في حين استلموا مبلغ مليون دينار عن المكافآت السنوية التي عمل الاتحاد على توفيرها لهم من خلال الضغط على الجهات الحكومية، كما وفر رواتب منظمة للمعوزين.
ويجري الحديث عن عدم توفير اراضٍ سكنية او سكن مناسب للادباء، وقد بينا واكثر من مرة ان الموضوع يتعلق بقناعة الدوائر البلدية. وكنا قد قدمنا اربعة عشر مطلباً للسيد المالكي عندما كان رئيساً للوزراء وقد وافق عليها، ولكن لم يجرِ التنفيذ لاسباب مختلفة. وقد كلف اثنان من المتحدثين عن تقصير الاتحاد، وهما كل من الدكتور طه حامد الشبيب والسيدة عالية طالب بمتابعة الموضوع لدى محافظ بغداد، ورفعت مذكرات ولكن عناد رؤوساء البلديات كما يقول زميلنا محمد علوان هو الذي سد الابواب في وجوهنا.
وتحدث احدهم عن مشروع ثقافي، ولكنه لم يقدم المشروع لفشله في إحراز موقع متقدم في قيادة الاتحاد في حين كان الطموح ان يكون رئيساً او اميناً عاماً للاتحاد وهو يعيش خارج العراق.
ومما يثير العجب هو تجاهل اي جهد او عمل قام به الاتحاد ولا يذكر احد انه إصدر اربع مجلات وهيأ لها افضل المحررين باللغات العربية والكردية والتركمانية والسريانية، علماً ان توزيعها مجاناً للفروع. ولم يتحدث احد عن صلاتنا باتحاد الادباء العرب وكتّاب آسيا وافريقيا ومساهمة الاتحاد في نشاطاتهم.
ان معظم ما ورد في الكتابات التي دبجتها الاقلام النافرة تنطلق من مواقع شخصية بحتة، يأخذني الخجل وانا اذكرها عن فلان وفلان، واذكر ان احدهم غادرنا الى استراليا وهو مدين للنادي وحتى للكافيتريا.
ان معظم الذين كتبوا كان لديهم مشاركة فعلية في النشاط الثقافي رغم تحفظنا على بعضها لانها جرت خارج العمل الثقافي كالمهرجانات التي يتبناها " اشخاص " "لاسباب غير ثقافية ".
لم يذكر احد صلاتنا بالجهات الرسمية، ولن نضيف او ندعي فقد كانت لنا صلة مع وزارة الثقافة تقرر من خلالها تشكيل لجان الابداع التي حددت الجوائز السنوية. كما اتصلنا بالنائبة ميسون الدملوجي وكذلك بالنائب علي الشلاه اكثر من مرة حول تخصيص جوائز للمبدعين.
ان ابواب الاتحاد كانت وستبقى مفتوحة امام كل نشاط فكري وانساني، وتشهد لنا جمعية دعم الثقافة والرياضيون واستذكار عزيز السيد جاسم ومهرجانات كوران ومحمد البدري وبي كه س والنشاطات التركمانية والسريانية ودعم الفروع مادياً والمساهمة في اثراء حياة الصحافة حيث يعمل فيها قرابة خمسين بالمائة من اعضاء الاتحاد ولدينا مع الجميع علاقة حميمية.
ان ما قدم من مقترحات وطموحات لا يمكن ان تقوم به أية (منظمة في العالم) اذا لم تتوفر الامكانيات المالية والفكرية والثقافية والتفرغ من قبل مجموعة كبيرة من المثقفين لا من قبل مجموعة صغيرة تعمل بدون اجور باستثناء اجور النقل وبعض الدعم في بعض الاحيان.
وسوف يظل باب الاتحاد مفتوحاً ونأمل ان يتقدم صاحب اي مشروع او نشاط ثقافي بما لديه لا ان ينتظر " الانتخابات " ليفرج عن كربه ويغير بسياط الغضب ويلعن الجميل ويلوثه بالقار والغار وكل ما هو ردىء