ادب وفن

آيار، التاريخ والمجد / ناصر الثعالبي

كيف لك أن تتفتح في الربيع وأنت تتوسد هموم الناس؟
أيها المحاصر بالدماء وآهات المسحوقين
أين يكمن سرعلوك وأنت المثقل بالجراح؟
منذ عرفتك وأنت تغني لمطارق العمال
(عمال واحنه اتعابه ...اويلاه يايابه ...يا يابه)
وتهمس خلسة للفلاحين ان إجتازوا حيرتكم !
أنا مشدود إليك بسحر أقوى من الوعي
كيف لك أن تسير شامخاً وأنت مثخناً بالجراح
وكيف لك أن تغمر من أعياهم الطريق بدفئ المواصله
هاهو يومك قادم..
وهاأنت تستعد لاستقبال مستجداته
مطرزاً حواشي صفحاتك بالجديد
عامراً ببيوت الفقراء وعناد صبيتهم
آه ما اقسى ان يخسر البعض رهاناتهم
لأنك لم تشخ
ولأنك لم تهزم
لكونك أابدأ تستعد لوثوب قادم
ها هي سنواتك منذ نيسان الى آيار**
منذ أن صافحنا أخوتنا الاستراليون بالنهوض في نسان
ومنذ أن قبلنا أخوتنا في شيكاغو
وأنت
تحيطنا بحكمة الشيخ وشباب ألإراده
أنا قطعت منها خمسين عاماً ونيّف
أحمل مطرقة شرف ألإنتماء
ولي من رفقة أكملوا الثانية والثمانين
وهم لايزالون في ساحات ألإحتجاج
يا آيار
لك المجد كل المجد
وللمحتفلين بعيدك النجاح والصمود
**بداية عيد العمال 21 نيسان 1856 في استراليا
بعدها أصبح في ألأول من آيار حين انتصر عمال شيكاغو بإضرابهم 1886
ووحدته ألأمميه ألأشتراكيه في مؤتمرها الثاني