ادب وفن

اختتام فعاليات مهرجان المربد في البصرة


تضامن عبدالمحسن. ندى محمود، قاسم صبار الفوادي، ابراهيم الخياط
اختتمت مساء امس الاول السبت في البصرة فعاليات مهرجان المربد الشعري الثالث عشر، الذي حملت دورته اسم الشاعر الراحل مهدي محمد علي. وانعقد المهرجان تحت شعار "الشعر حاضر البصرة وماضيها"، وحضره أكثر من 250 شاعرا وشاعرة من العراق ومن مختلف الدول العربية والأجنبية.
وكانت فعاليات المهرجان بنسخته الثالثة عشرة، قد انطلقت مساء الأربعاء الماضي الأول من شباط الجاري في قاعة فندق الشيراتون في البصرة الفيحاء، وقد زينت الألعاب النارية سماء البصرة ابتهاجا بهذا الحدث الذي افتتحه محافظ البصرة د. النصراوي ووكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود.
وبدأ المربد حفله بكلمة محافظ البصرة التي رحب فيها بالشعراء ومربدهم، مؤكدا حرص البصرة على دعم الثقافة والوقوف مع الشعراء في محافل الشعر والأدب، مشيرا الى ما تمتلكه البصرة من موارد جعلتها العاصمة الاقتصادية في العراق، داعيا الى التصويت على أن تكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2018.
بينما أكد وكيل وزارة الثقافة في كلمته على أن المربد تميز عن غيره من الفعاليات بالحضور الكبير للشعراء، متمنيا أن يغادر المهرجان طابعه الاحتفالي الذي ينتهي بعودة المحتفلين، كونه مناسبة ثقافية موسمية، الى مشروع ثقافي دائم، مقترحا تشكيل لجنة من الأدباء والمثقفين للبحث في كيفية تطوير المهرجان الدوري وتحويله الى مناسبة دائمة.
ثم بدأ الاحتفال بالغناء والطرب البصري من خلال فرقة اوركسترا البصرة، التي اطربت الحضور بالأغاني البصرية التراثية.
وبدات بعد ذلك القراءات الشعرية التي افتتحها الشاعر البنجابي اماجيت شاندان، ثم تلاه شعراء من مصر والكويت وايران وبريطانيا، ليتحفنا الشاعر كاظم الحجاج بمقطوعات شعرية صفق لها الحضور طويلا، واختتم الجلسة الشاعر شوقي عبد الأمير بقصيدته "لن أصمت".
قالوا عن المربد الـ 13
تحدث الكاتب جاسم العايف عن فعاليات المهرجان بجبته الجديدة قائلا: يمثل مهرجان المربد في هذه الظروف تحديا للثقافة العراقية، فالممارسات الثقافية في هذه الأجواء التي يشهد فيها العراق هجمة شرسة، تعبر عن روح الشعب العراقي، وان المثقف العراقي غير منعزل عن التحديات التي تواجهه، وما المربد الا علامة كبيرة لنجاح المسيرة الثقافية.
وقالت الكاتبة عالية طالب: أي نشاط ثقافي أو أدبي أو فني يحدث في العراق المتشابك بالأزمات يعني حالة صحية، وأي تواجد لمبدعي التخصص ومزاحمتهم البعض على الجلوس والاشتراك هو دليل صحي، لأنه يعكس اصرار كل العراقيين على تأكيد وجودهم وابداعهم وانتاجهم محاولين تغيير الواقع السيئ الى واقع أفضل.
من جانبه قال الشاعر فارس حرام: يشكل المربد مصدر سعادة لنا لأهميته التاريخية، وخاصة انعقاده في هذا الظرف الذي يمر به العراق، لأننا دائما بحاجة الى تأكيد قيم الجمال وقيم السلام والإخاء التي دائما مايبشر بها الشعر بين الامم، واقامة مهرجان شعري في هذا الظرف هو تبشير بهذه القيم.
وبين الكاتب التونسي ادريس الصغير أن له حضور سابق في عدة دورات للمربد، ثم تغيب عن العراق طويلا، وهذه عودة مجددا في هذا المهرجان، وأضاف: لي أصدقاء هنا تعرفت اليهم من خلال مهرجانات المربد السابقة، جئت هنا لإعادة التواصل معهم ومع الأدب العراقي، وأنا سعيد بهذا الحضور.
المكتبة الجوالة
وعلى هامش المهرجان جرى افتتاح معارض كتب تصدرها معرض كتاب المكتبة الجوالة لدائرة العلاقات الثقافية العامة، التي اشاد بفكرتها وطريقة عرض الكتب فيها، كل من محافظ البصرة ووكيل وزارة الثقافة السيد طاهر الحمود، كما اكد ذلك عدد كبير من الأدباء والمثقفين. وتشكل المكتبة الجوالة مشروعا ادبيا لبغداد بعد انضمامها الى شبكة مدن الابداع في اليونسكو عام 2015.
كما صدر عن المهرجان أعداد يومية من جريدة "المربد" بخمس عشرة صفحة تناولت مختلف المواضيع الادبية والفنية والثقافية.
جلسات شعرية ونقدية وموسيقى
وشهد اليوم الثاني لمهرجان المربد، الذي انعقد في ايام 1-4 شباط الجاري، قراءات شعرية للشعراء العرب والعراقيين المشاركين، على قاعة الفراهيدي في فندق البصرة الدولي الشيراتون.
حيث بدأ الحفل الصباحي، بوصلة موسيقية للفنان د. علي مشاري، تلته كلمة اتحاد ادباء البصرة الترحيبية بالضيوف، ليستمر على مدار الساعتين في تلألؤ شعري من درر الكلام المنمق تغزلا حينا ورثاء لشهداء العراق حينا آخر.
كما استأنفت الجلسة الشعرية في القاعة نفسها مساءً، بقراءات عبقة للشعراء العرب والعراقيين متناوبين الالق والحضور التفاعلي.
اما قاعة البهو في الفندق نفسه فقد شهدت جلسة نقدية لكتابات د. شجاع العاني الذي احتفى به المربد لهذا العام، وجاءت الجلسة بعنوان "جهود د. شجاع العاني وإسهاماته في النقد العراقي".
وتناول عريف الجلسة الحديث عن الدكتور العاني وسيرته وحياته، كما ناقش في هذه الجلسة النقدية كل من الدكتورة نادية هناوي العزاوي والدكتور خالد علي ياس والناقد باقر الكرباسي وحضر الجلسة العديد من الشعراء والمثقفين.
وانتهت الجلسة بالاحتفاء في آخر اصدارات الناقد شجاع العاني (الكتاب التاسع وتمرينات نقدية) ووزع هذان الكتابين كهدية للحضور.
وبعدها زار المربديون المدينة الرياضية، كما احتضنتهم ضفاف شط العرب.
وفي اليوم الثالث تواصلت فعاليات مهرجان المربد الشعري الثالث عشر بجلسته الصباحية والتي اقيمت في مجمع تايمز سكوير. وقد عبر، في مستهل الجلسة، المدير التنفيذي للمجمع رمضان البدران عن فرحته الكبيرة باستضافة فعاليات المربد الشعري والاحتفاء بنخبة متميزة من مثقفي العراق والعرب في البصرة الفيحاء.
والقيت بعد ذلك قراءات شعرية لعدد من الشعراء ومنهم الشاعر ناجي ابراهيم والشاعراحمد عبد الحسين والشاعر مؤيد نجرس ومن مصر الشاعر عبد العيد عبد الحليم وغيرهم.
كما جرت ندوة عن نقد النقد، حيث قدم الدكتور جاسم الخالدي ورقة عن المناهج النقدية الحديثة لقصيدة النثر، وورقة أخرى للدكتور محمد ابو خضير عن الادب التفاعلي والصورة البصرية. واخيرا ورقة الشاعر عبد الزهرة زكي عن دور الناقد ومقارنة بين المتنبي وابو العلا المعري.
فعاليات أخرى
وجرت على هامش المهرجان، احتفالية منظمة البصرة الثقافية التي يرأسها صادق العلي، بمناسبة ذكرى تأسيس المنظمة. حيث جرت الفعالية في العبارة لتمخر عباب شط العرب، على اصوات الموسيقى والغناء والشعر، تصاحبها رائحة باقات الورود الطبيعية المهداة الى المنظمة في هذه المناسبة.
ومن جانبه هنأ مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة، فلاح حسن شاكر منظمة البصرة الثقافية، متمنيا لهم المزيد من العطاء.
الجلسة المسائية
وفي جلسته المسائية، تغنى القادمون من مختلف الدول العربية بأشعارهم، وكان بينهم الشاعر هزبر محمود الفائز بجائزة سوق عكاظ، والشاعر عادل مردان والشاعرة نجاح ابراهيم وغيرهم.
ومن جهة اخرى احتضنت قاعة الفراهيدي الجلسة النقدية والتي خصصت للحديث عن التجربة الشعرية لشاعر مهرجان المربد "مهدي محمد علي" ودوره في التزاوج بين الحداثة والنثر. وادار الجلسة الدكتور جاسم نصيف وقدمها الأديب ياسين نصير.
كما قدمت ورقة أخرى عن القصة القصيرة وانحسارها والجوائز التي تقدم لها، والتي ادارها الكاتب حسن البحار وجرت خلالها العديد من المداخلات التي أغنت الجلسة.
وفي ختام الجلسة النقدية وزعت الشهادات التقديرية على النصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة، التي اطلقت أول أيام المهرجان، وقد فازت بالمرتبة الاولى القاصة رغد السهيل والمرتبة الثانية للقاص رعد موسى الدخيلي، وفي المرتبة الثالثة جاء القاص ستار الناصر واختتمت الفعاليات بعزف مقطوعات موسيقية.
فيما شهدت قاعة عرض التايمز سكوير عرضا سينمائيا لفلم "صمت الراعي" للمخرج رعد مشتت.
قطار الأدباء من البصرة الى أمّ الربيعين
وألقى الأمين العام لاتحاد الادباء في العراق الشاعر إبراهيم الخياط في ختام المهرجان، كلمة الاتحاد التي جاء فيها:
باسم أدباء العراق وكتّابه أبارك لاتحاد أدباء البصرة رئيسا وهيئةً ادارية وأعضاء مبدعين عضويين فاعلين على سخيّ ما بذلوه جهدا ووقتا وأعصاباً لعقد المربد الثالث عشر، وقد آلينا على أنفسنا أن نكون معهم عاملَ نجاح لهذا المهرجان الوطني، فكنّا وكانَ.
بالأمس كنّا في نعمانية المتنبي، واليوم نقطفُ نجاح مربد البصريين وعكاظهم، وغداً نغنّي لجمال الدين مشتبكاته في سوق الشيوخ والشمائل، كما سنذهبُ كرّة ثانية للموصل البيضاء ولفندقها الفخم الحميم الذي إرتفعَ عليه، قبل أيام قلائل، علمُ العراق الحبيب..
فتحية لأبناء قواتنا المسلحة البطلة كافة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمرگة وكلّ المتطوعين الباذلين المُهجَ دون مهجة العراق وبهجته، وما كرنفالنا اليوم الّا رسالة مفادها أنّ الإرهابيين سننتصر عليهم في ميادين القتال فيما سننتصر على الارهاب كونه فكرا أسود، سننتصر عليه وعلى التطرّف والظلام في ميادين الفكر والفن والأدب،.. هم يشيعون الموت والذبح والكراهية والحقد والطائفية، ونحن نحاربهم بإشاعة الحياة والحبّ والمحبة والشعر والإنسانية.
وستنتصرُ مدرسة الحياة..
وما عقدُ مربدنا هذا ونجاحُ فعالياته الّا خطوة واسعة في انتصار مدرسة الحياة...
بإسمكم نطالبُ (لجنة الثقافة البرلمانية) أنّ تدرج مهرجان المربد مهرجانا وطنيا وأن تُخصصَ له مبلغا سنويا في مفردات الموازنة العامة للدولة في فقرة منفصلة بيّنة واضحة، وأن لا تتركه تحت رحمة وزارة الثقافة التي درجته منذ سنين في سجل شعبة المهرجانات ضمن إحدى مديرياتها وتصرف له أقلّ مما تصرفه على فعاليات أية منظمة مجتمع مدني وهمية.
ونقل للجنة الثقافة البرلمانية، أنّ هذا المهرجان هو أهمّ وأنفع وأجدى وأكرمُ من منظمات مهنية يُخصصُ لها برلمانكم الموقرُ ملياراتٍ - وليس ملايين - ملياراتٍ من الدنانير في كلّ سنة.
إننا اليوم في بصرتنا الأثيرة، في مربد الشعر والحضارة، وغداً سنكون في الموصل الحدباء المحررة.. في مهرجان أبي تمام بدورته الجديدة.. سنكون ربيعا ثالثا لأمّ الربيعين، وننتظر وإيّاكم دعم مجلس الوزراء ووزارة الثقافة ولجنة الثقافة البرلمانية وقيادة العمليات المشتركة، أما نحن فلن نتمنى فحسب بل نعملُ من أجل أن تتلألأ أضواءُ مهرجان أبي تمام في قابل الأيام....
أيها الأحبةُ الأحبة..
الطائفيون يقتلون بعضهم البعض
النفعيون يقتلون بعضهم البعض
اللصوصُ يقتلون بعضهم البعض
الساسةُ التجارُ يقتلون بعضهم البعض
الشعراءُ يقتلون الظلام
الشعراءُ عليهمُ السلامُ
وعليكمُ السلامُ....