ادب وفن

قصائد شعبية في العيد السبعين للحزب الشيوعي العراقي / ريسان الخزعلي

عيد وشموع ومرايات
( 1 )
*.. في العيد الأربعين للحزب الشيوعي العراقي المجيد عام 1974، صدرت مجموعة /قصايد للوطن والناس/..، ضمت ثلاثاً وثلاثين قصيدة شعبية لثلاثة وثلاثين شاعراً شعبياً ممن يتصدرون المشهد الشعري الشعبي في العراق. وقد كتب الشاعر الكبير سعدي يوسف مقدمة لهذه المجموعة بعنوان (باقة زهور حمراء).
كما جرى الاعداد لها في وقت مبكر يوم ذاك، وحققت انتشاراً واسعاً في الوسط الثقافي، وبين كوادر الحزب، وعموم طبقات المجتمع العراقي، وما زال صداها يتكرر باستمرار. ومن المصادفات، ان تكون معروضة في معرض الكتاب العراقي في القاهرة في بداية الثمانينيات، وبغفلة من امين المخازن، وبعد الأنتباه لما حصل، تم جمع المعروض منها وإتلافه، والشاهد على هذه المصادفة الشاعر سلمان داود محمد الذي كان يعمل في الدار الوطنية للنشر والتوزيع في حينه، وقد تمت مساءلة الأمين ومحاسبته، وقد برر ما حصل، بان التوجيه له كان يلزمه بجمع ما متوفر من كتب في المخازن لغرض المشاركة به، ويبدو ان وزارة الثقافة قد جمعت ما متوفر منها في الاسواق بعد انهيار (الجبهة) وخزنته في مخازنها، أو من خلال مداهمتها لمبنى دار الرواد – ناشرة المجموعة..، وكم كانت غفلة ذاك الامين في مكانها؟!
( 2 )
*.. وعلى غرار تجربة /قصايد للوطن والناس/ ونجاحها..، أصدر الحزب الشيوعي العراقي المجيد في الذكرى السبعين لميلاده المستمر، مجموعة اخرى بعنوان /عيد وشموع ومرايات/ من خلال دار الرواد ايضاً، وقد ضمت عشرين قصيدة شعبية تحيي الحزب والذكرى. كتب مقدمة المجموعة الشاعر الكبير ألفريد سمعان بعنوان (لمحات من القصيدة الشعبية). وقد جاء في إستهلال المقدمة: يعتبر الشعر الشعبي في العراق من أبرز الفنون، يتصدر قائمة الابداع؛ والأنجاز الفكري، وينتشر على مساحات واسعة لا سيما في جنوب العراق حيث يحظى بتعاطف عميق، يترك بصماته على المهرجانات وفي الأعراس والأحزان..، ويشكل الشعراء الشعبيون مجاميع كبيرة، تأخذ قصائدهم مكاناً في الصحافة ويتردد صداها في مختلف الأماكن. تتنوع أساليبهم، وتعيش أجواءً متنوعة، وهم يحظون بمكانة خاصة في المجتمع، نتيجة إندماجهم معه والتعبير عن شجونه، وأمانيه، وتطلعاته نحو المستقبل ويتجلى ذلك في الاغاني التي تنتشر، وتلتصق بالشفاه، ويرددها الصغار والكبار.
( 3 )
*.. من بين شعراء /قصايد للوطن والناس/ الذين تكرروا في مجموعة (عيد وشموع ومرايات/..، كل من: عريان السيد خلف، ناظم السماوي، رحيم الغالبي، كريم القزويني، ريسان الخزعلي.
ان غياب الشعراء الآخرين، جاء لأسباب، منها: إستشهاد البعض (ابو سرحان، فالح الطائي، فوزي قاسم السعد، بحر الخالدي، سهيل الرماحي) أو رحيل البعض الآخر، أو عدم معرفة الكثير من الشعراء بفكرة المجموعة.
*.. شارك في هذه المجموعة نخبة من الشعراء، إضافة لما تم ذكره: وهم: طارق حسين، جاسم كاظم محمد، جليل الهلالي، حامد گعيد الجبوري، حسن الشامي، خضير عباس العگيلي، خلف جاسم الحسني، صادق سعد داود، عبدالجاسم البشيراوي، علي الكعبي، علي العضب، قيس السهيلي، كاظم الجصاني، كريم الجسار، لفتة مطير.
ومن ملاحظة الاسماء، تكون المجموعة قد ضمت شعراء لهم حضور سابق معروف، وشعراء في طريق الحضور الجديد.
( 4 )
*.. مجموعة /عيد وشموع ومرايات/ لم تحقق الحضور المطلوب الذي تحقق في مجموعة /قصايد للوطن والناس/..، إما بسبب الاعلان والتوزيع، أو عدم الدقة في الاختيار أو لسبب أهم..، الا وهو المستوى الفني، حيث لم تبلغ معظم قصائد هذه المجموعة المستوى الفني/ الجمالي الذي توافرت عليه قصائد مجموعة /قصايد للوطن والناس/ التي تم اعدادها باشراف شعراء معروفين، إضافة الى الراحل الكبير (ابو گاطع)..، وهكذا مرّت مجموعة /عيد وشموع ومرايات/ بصمت، دون أن تترك الأثر المشابه لسابقتها كما يُفترض، وقد أردت الاشارة اليها والتذكير بها، لأنها في كل الاحوال تشكل ملمحاً يحمل صدق نوايا شعرائها في الغناء للحزب المجيد والوطن والناس، ولكون الشعر الشعبي العراقي الحديث ارتبط بالحزب وشعرائه المجددين منذ التجربة النوابية الرائدة والتجارب الرائدة الأخرى التي تلت هذه التجربة وما زالت هذه التجارب تتصدر مشهد الشعر الشعبي العراقي.
( 5 )
*.. في الذكرى الثمانين، ولاهتمام الحزب بالشعر الشعبي العراقي الحديث، فقد بادر بتكليف ثلاثة شعراء لاعداد مجموعة جديدة توازي /قصايد للوطن والناس/ كي تصدر في هذه الذكرى المجيدة، وبجهود واضحة، واتصالات مع معظم الشعراء، تم اعداد المخطوطة بصيغة نهائية، الا ان ظروفاً خارج الارادة حالت دون إصدارها..، وتبقى مواسم الذكرى، فيها ولها من الشعر الشعبي ما لا تسعه المجاميع.