ادب وفن

كلمة الاستهلال لمهرجان (الجواهري) العاشر للشاعر ابراهيم الخياط / شارع المتنبي 27/ 12/ 2013

قِفْ بالمعَرَّةِ وامسَحْ خَدَّها التَّرِبا
واستَوحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنيا بما وَهَبا
واستَوحِ مَنْ طبَّب الدُّنيا بحكْمَتَهِ
ومَنْ على جُرحها مِن روُحه سَكَبا
وسائلِ الحُفْرةَ المرموقَ جانِبُها
هل تبتَغي مَطْمَعاً أو ترتجي طلَبا ؟
يا بُرجَ مفْخَرةِ الأجداث لا تهِني
أنْ لم تكُوني لأبراج السَّما قُطُبا
فكلُّ نجمٍ تمنَّى في قَرارته
لو أنَّه بشُعاعٍ منكِ قد جُذبا
من قبلِ ألفٍ لَو انَّا نبتغي عِظةً
وعَظْتَنا أنْ نصونَ العلمَ والأدبا
على الحصيرِ .. وكوزُ الماء يَرفدهُ
وذِهنُه .. ورفوفٌ تحمِلُ الكتبا
أقامَ بالضَّجَّةِ الدُّنيا وأقعدَها
شيخٌ أطلَّ عليها مُشفقاً حَدِبا
أجللتُ فيك من الميزات خالدةً
حُرَّيةَ الفكرِ والحرمانَ والغضبا
وإنْ صدقتُ فما في الناس مُرتكِباً
مثلُ الأديب أعان الجورَ فارتكبا
هذا اليراعُ ، شواظُ الحقّ أرهفه
سيفا وخانعُ رأيٍ ردَّه خشبا
وللكآبةِ ألوانٌ ، وأفجعُها أنْ
تُبصرَ الفيلسوفَ الحُرَّ مكتئِبا
لِثورةِ الفكرِ تأريخٌ يحدّثُنا
بأنَّ ألفَ مسيحٍ دونَها صُلِبا

(... بأنّ ألف مسيح دونها صلبا) تحت هذا الشعار ينظم الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق مهرجان الجواهري بدورته العاشرة .. ينظم اتحادنا المهرجان دون دعم رسمي سواءً من الحكومة الاتحادية أو وزارة الثقافة أو الحكومة المحلية وكأن الجواهري ليس شاعر العرب الاكبر وبشهادة العرب أنفسهم....

ضيوفنا الكرام
أساتذتي الاجلاء
زميلاتي العزيزات .... زملائي الاعزاء
أهلا وسهلا ومرحبا بكم معنا في دوحة الجواهري..
هذا العملاق الذي سعت الانظمة العربية والعراقية المتتالية الى مغازلته والتقربٍ منه.
هذا الاسطورة الشامخ كالمتنبي والبحتري وأبي نؤاس..
هذا المؤسس لسلطة المثقف مقابل سلطة السياسي..
هذا الرمز العراقي الخالص المحلق في السماء، والذي لانختلف عليه..
هذا الذي ليس ليس غريبا أن يحتفل به حتى اليهود من أصل عراقي داخل اسرائيل.
هكذا الشعراء..
غرباء يولدون .. غرباء يعيشون .. وبغربة أكثر يرتحلون ..
من امرئ القيس الموغل في تيه الضياع..
الى بدر شاكر السياب المسافر السرمدي مع مرضه..
الى الجواهري الذي قلـّب المدائن غربة.. غربة.. والذي طوى الحياة برمتها..
وفي كلّ مرة نرى الموت يرحل..
نعم يرحل الموت .. ويحيا الشعراء..
يحيا الشعراء..
أيها الحفل الكريم ..
في هذه الدورة نتذكر الراحلين فأطلقنا (الخلود) إسما على هذه الدورة للمهرجان ونتذكر اليوم في يوم رحيله 27/ 12 أستاذنا د.محمد حسين الاعرجي...
كما نتذكر الراحلين خلال هذه السنة فقط فنرى أن عددهم يشير أن المرض والغربة والاهمال ألحق مجزرة بمعشر الادباء...
نتذكر فهد الاسدي، محمد علي الخفاجي، محمد جواد الغبان، سلمان الجبوري، زهير أحمد القيسي، هادي الربيعي، برهان شاكر، محمد عبد الرحمن زنكنه، جاسم محمد فرج، أحلام منصور، محمد بيات أوغلو، هادي الجزائري، فرقد الحسيني، حبيب النورس، عبد الغني جرجيس، حسن لطيف، حسين الهلالي، عبد الرسول عداي، خالد عبد حربي، حميد مجيد مال الله، عبد الله البدراني، فلك الدين كاكائي، شيركو بيكس، عبد الستار ناصر، د.حسام الالوسي، د.علي عباس علوان.
وبامتنان عال نشكر الذين رغبوا صادقين التبرع لاقامة المهرجان، ونقول لهم: إنّ التبرع هدية السنة الجديدة لعوائلكم الكريمة، ولكن بتقدير تسلمنا دعما من سماحة السيد حسين الصدر فلجنابه الكريم الامتنان...