ادب وفن

قصيدة العيد الثمانين / د. صباح احمد جمال الدين

الى الحزب الشيوعي العراقي

ثَمَــانُوْنَ مَـــا كَلَّتْ خُطَــاكَ ، مَعَ البُعْدِ

وَلا زَعْزَعَتْكَ النَــائِبَـاتُ عَن القَصْـدِ

 

تَقَحَّمْتَ ، لمْ تَعْــــرِفْ خُطَــــاكَ تَرَدُدَاً
فَرَأيُــكَ مِنْ عِلْمٍ ، وَعَزْمُــــكَ مِنْ جِدِّ


لِيَوْمٍ يَرَى فِيْـــــــهِ السَعَـــادَةَ شَعْبُنَـــا
وَيَهْنَــــأُ فِي عِـــزٍ وَيَخْلَصُ مِنْ قَيْـــدِ


الى وَطَنٍ حُــرٍ سَعِيْـــــدٍ بِشَعْبِــــــــهِ
تُظَلِلُــــهُ رَايَـــــــاتُ نَصْرِكَ مِنْ فَهْـدِ


وَلَمْ تَنْسَ مَا أوْصَــــاكَ بِـالشَعْبِ كُلِـهِ
بِـــأدْيَـانِــــهِ طُرَّاً وَبِـــالعُرْبِ وَالكُرْدِ


وَصِيَّتُـــــــهُ : هَيَّــــا رَفِيْقِيْ لِشَعْبِنَـــا
دَعِ الرُوْحَ فِيْ كَفٍ ، وَكَفٍ بِهَــا تَهْدِيْ


ولَيْسَتْ دُرُوْبُ الحَقِ سَهْلاً مَسِيْرُهَا
وَقَدْ زُرِعَتْ خَرْطَ القَتَــادِ مِنَ الكَيْدِ


*****************
أبَـا المَكْرُمَـاتِ الغُرِ ، لِلْشَعْبِ سَعْيُـــهُ
سَقَيْتَ دَمَـاً دَرْبَ النِضَـالِ ، بِلَا عَـــدِّ


وَفِيْ ظُلُمَاتِ الظُلْمِ ، نُوْرُكَ سَاطِعٌ
فَمَا ضَاعَ دَرْبُ الحَقِ أوْ ضِقْتَ بِالجَهْدِ


لِأنَكَ مِصْبَـــــاحٌ ، وَفِكْـــرُكَ نُـــوْرُهُ
تُنِيْرُ طَرِيْـقَ الشَعْبِ ، تَهْدِيْــــــه لِلْرُشْدِ


فَخَلِصْهُ مِنْ ذِلِّ الخُرَافَاتِ بِــالنُهَىْ
وَعَلّمْهُ أنَّ العَيْشَ بِالجَهْلِ ، قَدْ يُرْدِيْ


*****************
تَقَحَمْتَ يَوْمَ الظُلْم أوْدَى بِصَـــارِمٍ
فَمَا لِنْتَ بِالتَعْذِيْبِ ، وَالضَرْبِ ، وَالجَلْدِ


وَاُوْذِيْتَ لَمْ تَشْكُ ، وَاُرْهِبْتَ لَمْ تَخَفْ
وَعُذّبْتَ لَمْ تَنْبُسْ بِسِرِّكَ لِلْوَغْــــــدِ


وَكَمْ حَــــــاوَلُوْا أنْ يَقْتُلُــوْكَ ، فَقُتّـلوْا
وَقَـامَتْ شُعُوْبُ الأرْضِ بِالحَقِّ وَالذَوْدِ


*****************
وَقِيْدَ الرِفَــاقُ الغُرُّ لِلمَوْتِ ، لَمْ تَمُتْ
شَهَــادَتُهُمْ كَــــــانَتْ سَبِيْلَاً إلى الخُلْدِ


فَــــــــإنَّ الذِيْ ضَحَّىْ لِإسْعَــــادِ شَعْبِهِ
يَدُ الحَقِّ تَرْعَــــاهُ ، وَمَسْعَــــــاهُ فِيْ حَمْدِ


مَنْ الشَعْبُ ؟ غَيْر العَـــــامِلِيْنَ لِأجْلِهِ
مَلايينُ، فَلّاحُوْنَ ، عُمَّـــــالُ ، كَــــالاُسْدِ


تَطَلّعْ إلى المَاضِي ، وَعَرِجْ لِقَرْنِنَا
تُرَى ، مَنْ بَنَى هَذِيْ الحَضَارَاتِ بِـــــالكَدِّ؟


فَمَنْ شَـادَ اوْرُبَــــا ، بِنَــاءً وَصِنْعَـــــةً ؟
وَمَنْ شَيَّدَ الأهْرَامَ ، مِنْ سَالِفِ العَهْدِ؟


وَمَنْ أَطْعَمَ الأقْوَامَ ، مُنْذُ وُجُوْدِهَــــا
وَمَا كَلَّ مِنْ زَرْعٍ ، وَلا ضَاقَ بِالحَصْدِ


هُمُ السَـادَةُ العُمَالُ ، ضَــاعَتْ حُقُوْقُهُمْ
كَمَا ضَاعَ لِلزُرَّاعِ ، حَقٌ عَلى الجَهْدِ


فَكَافَحْتَ يَا حِزْبَ النِضَالِ لِأجْلِهِمْ
فَكُنْتَ أبَــــــاً لِلكَــــــــادِحِيْنَ ، بِــــلا نِدّ


*****************
هَنِيْئَـــــــاً أعِزَّائِيْ الرِفَـــــاقُ بِعِيْدِكُمْ
ثَمَـــــــانُوْنَ نَــــاضَلتُمْ مَعَ الشَعْبِ فِيْ وُدِّ


وَيَا حِزْبَنَــــــا البَاقِيْ مَعَ الدَهْرِ ، جَذْوَةً
تُنِيْرُ دُرُوْبَ السَــــــائِرِيْنَ إلى المَجْــــدِ


لِشَعْبٍ سَعِيْـــــــــــدٍ قَــدْ تَحَرَّرَعَقْلـــــهُ
بأوْطَـــانِــهِ يسعى إلى غَــــــــدِهِ الرَغْــــدِ