اخر الاخبار

بعد انتقاد أدائها قبل حرب العراق.. المخابرات البريطانية تسعى للإصلاح

لندن (رويترز) - أظهر تحقيق بريطاني نشرت نتائجه يوم الأربعاء أن المخابرات الخارجية البريطانية خلصت خلال شهور من غزو العراق أن تقريرين رئيسيين تلقتهما عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ملفقان.
وفي سبتمبر أيلول 2002 وزع جهاز المخابرات السرية المعروف باسم (إس.آي.إس) أو (إم.آي6) على مسؤولين بريطانيين التقريرين اللذين قالت إنهما من مصادرها وزعما أن العراق "سرع من وتيرة إنتاج المواد الكيماوية والبيولوجية."
وأظهر التحقيق الذي قاده السير جون تشيلكوت أن التقريرين أفادا بأن صدام حسين عقد العزم على الاحتفاظ بقدرة تسلحية كيميائية وبيولوجية.
وصدر التقريران بينما زعم كبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم الرئيس جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني في تصريحات علنية أن صدام حصل على أنابيب ألومنيوم تستخدم لتخصيب اليورانيوم لتصنيع الأسلحة النووية وهو ما كشفت تحقيقات أمريكية أجريت بعد الحرب عدم صحته.
ووردت تفاصيل من تقرير (إس.آي.إس) الذي صدر في سبتمبر أيلول في تقرير مخابراتي أكبر تم توزيعه على الحكومة البريطانية على نطاق واسع في أوائل أبريل نيسان 2003 بعد أيام من غزو الجيش الأمريكي بدعم من القوات البريطانية وحلفاء آخرين العراق للإطاحة بصدام.
واحتوى هذا التقرير على تحذير من أنه حيث إن جهاز (إس.آي.إس) لم يتصل مباشرة بمصدر فرعي فإنه لن يتسنى "التحقق بالكامل" من كل تفاصيل هذه المزاعم.
وبحلول يونيو حزيران 2003 اجتمع جهاز (إس.آي.إس) أخيرا مع مصدر تقريري سبتمبر الذي "نفى تقديم أي مادة منسوبة له." وخلصت المخابرات البريطانية إلى أن المصدر الأصلي للمادة "مصدر مزوِّر كذب منذ البداية".
وبحلول نهاية يوليو تموز 2003 قررت المخابرات البريطانية سحب التقريرين المثيرين للقلق اللذين صدرا في سبتمبر أيلول. ونقل تقرير تشيلكوت عن ضابط في جهاز (إس.آي.إس) قوله في وثيقة داخلية في ذلك الحين "لا شك أن هذين التقريرين لم تعد لهما مصداقية ويجب أن نضمن أن سحبهما لن يثير شكوكا واسعة النطاق بشأن تقاريرنا عن الأسلحة الكيماوية خاصة في ظل عدم العثور على أسلحة من هذا النوع."
ولم يعثر على أسلحة للدمار الشامل في العراق قط. وبحلول سبتمبر أيلول 2004 سحب جهاز (إس.آي.إس) تقارير مخابرات بريطانية رئيسية أخرى استخدمها زعماء بريطانيون وأمريكيون لتبرير الغزو.
وشمل هذا زعم مصدر روجت له حكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير بأن بوسع صدام نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة وادعاء من مصدر يعرف باسم كيرفبول تم تسريبه لوسائل إعلام أمريكية ثم تحدث عنه بوش بأن صدام لديه مختبرات متنقلة للأسلحة البيولوجية والكيماوية.
وقال مصدر مطلع على الإصلاحات إن في أعقاب حرب العراق وما تلاها من تحليلات طبقت أجهزة المخابرات البريطانية إصلاحات بهدف ضمان الفحص الملائم لمعلومات المخابرات الملتبسة وإطلاع المسؤولين السياسيين على أوجه القصور المحتملة في تقارير المخابرات.
وقال المصدر إن من الإصلاحات الرئيسية فصل الموظفين والإدارات المعنية بجمع المعلومات من المصادر والوسائل الإلكترونية عن المسؤولين عن تحليلها وتقييمها. وأضاف أن أجهزة المخابرات البريطانية توجه "مزيدا من التركيز للتحقق من صحة المعلومات".