مدارات

أوكرانيا.. الانقلابيون يهاجمون الشيوعيين / رشيد غويلب

هاجمت مجاميع متطرفة من الانقلابيين مقر الحزب الشيوعي في العاصمة الأوكرانية كييف، وكذلك تمت مهاجمة مكاتب ومرافق الحزب في مدن أخرى، وتم حرق أعلام وصحف، وكتب الشيوعيين في الأماكن العامة. وقالت وسائل إعلام غربية أن العنف شمل 40 تمثالا لـ "لينين".
وذكرت وكالة روسيا اليوم أن 3 آلاف مواطن تجمعوا في مدينة خاركوف شرقي أوكرانيا للدفاع عن تمثال قائد ثورة أكتوبر، ولم تحدث صدامات بين الطرفين.
ويدرس البرلمان الأوكراني بعد سيطرة المعارضة عليه مشروع قرار لحظر نشاط الحزب الشيوعي، وحزب الرئيس المقال. ولم يصدر لحد الآن تصريح بشأن التطورات الأخيرة من الحزب لشيوعي، في حين يسعى بعض نواب كتلة الرئيس المقال إلى كسب ود السادة الجدد، وحملت الكتلة البرلمانية لـ"حزب الأقاليم" رئيس الحكومة السابق، مسؤولية الصدامات التي حدثت في محاولة، جاعلة إياه كبش فداء. وتشير تقارير إعلامية إلى أن الحزب الشيوعي شكل مجاميع للدفاع عن النفس وحماية ممتلكاته من المهاجمين.
ومن جانب آخر يريد صندوق النقد الدولي، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، جعل أوكرانيا تابعة اقتصاديا لهم. ففي الأحد الفائت، وأثناء اجتماع وزراء المالية لدول قمة العشرين، التي عقدت في مدينة سدني الاسترالية، قال وزير الخزانة الأمريكي ياكوب لوي، إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة، وبالتعاون مع بلدان أخرى، " لدعم أوكرانيا للعودة إلى الديمقراطية، الاستقرار، والنمو الاقتصادي". وكان الوزير الأمريكي قد تشاور أثناء القمة مع زميله الروسي انطون زليانوف، بشأن الأحداث المتصاعدة في أوكرانيا. وأكد لوي أثناء اللقاء ?أهمية الاستقرار والإصلاح الاقتصادي" في أوكرانيا. وقد اتفق الوزيران على ضرورة الدعم المالي، أي تقديم قروض، فان صندوق النقد الدولي يمكن أن يكون شريكا أساسيا، وبهذا الخصوص قال لوي "إن صندوق النقد الدولي في أفضل وضع لتقديم مساعدات لبلدان مثل أوكرانيا لمواجهة تحدياتها الاقتصادية". وفي سدني، قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستينه لاغارد، في حالة تقديم كييف الطلب " فنحن على أهبة الاستعداد". ويمكن أن يشمل ذلك تقديم المشورة السياسية، الدعم المالي، وكذلك النقاشات بشأن الإصلاحات الضرورية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده "لتقديم دعم مالي هائل"، في حالة الوصول إلى حل سياسي وتشكيل حكومة جديدة، جاء ذلك في تصريح لمفوض الشؤون الاقتصادية "اولي رين" على هامش لقاء وزراء قمة العشرين الأحد الفائت في سدني. ولكن يجب على الحكومة الجديدة الإقدام على إصلاحات جدية مؤسساتية واقتصادية.
وسبق لروسيا أن وافقت على تقديم قرض لأوكرانيا مقداره 15 مليار دولار، ولكنها بعد تسليم الدفعة الأولى منه، وفي ضوء التطورات المتسارعة، قررت تجميد تسليم الدفعات المتبقية من القرض. وقالت الجمعة وكالة التصنيف "ستاندرد أند بورس" إن أوكرانيا ستسير تحو الإفلاس في حال توقفت روسيا عن تقديم بقية القرض، لان أوكرانيا مطالبة بتسديد 13 مليار دولار لدائنيها.
ولا شك أن شهية الشركاء الثلاثة (صندوق النقد الدولي، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي) قد أصبحت أكثر نهما بعد سيطرة قوى اليمين والمجاميع الفاشية على السلطة في العاصمة، وأجزاء هامة من أوكرانيا.