مدارات

إيطاليا .. مثقفون يدعون إلى قائمة يسارية موحدة / رشيد غويلب

في الاجتماع الأول لقيادة حزب اليسار الأوروبي، الذي عقد في العاصمة الايطالية روما في الفترة 8 - 9 شباط الفائت، عبر المجتمعون عن إمكانية ان يؤدي اتفاق قوى اليسار الايطالي، المنقسم على نفسه، على ترشيح زعيم حزب اليسار اليوناني الكسيس تسيبراس لمنصب رئيس المفوضية الأوربية، الى دخولها الانتخابات القارية بقائمة موحدة. وعشية انعقاد الاجتماع التقى تسيبراس بمئات من المثقفين الايطاليين، وممثلي المجموعات اليسارية، وناقش معهم امكانية تشكيل قائمة موحدة لليسار.

ويبدو ان الجهود المبذولة قد بدأت تعطي ثمارها، فقد اصدر ستة مثقفين ايطاليين نداء بعنوان "قائمة لدعم الكسيس تسيبراس" يدعو لتشكيل قائمة يسارية لخوض انتخابات البرلمان الاوربي في 25 أيار المقبل. وحرك النداء الاجواء في اوساط اليسار الايطالي، وعلى الرغم من ان القائمة لم تشكل بعد، فان استطلاعات الرأي تعطيها امكانية الفوز بنسبة 7 بالمائة من اصوات الناخبين في ايطاليا. وبعد اصدار النداء اعلنت القيادة الوطنية للحزب الشيوعي –إعادة التأسيس عن استعدادها للمشاركة في هذه القائمة، رغم وجود نوع من الجدل حولها داخل الحزب.

اوربا على مفترق طرق

في منتصف كانون الثاني الفائت بادر الكاتب أندريا كاميليري وخمسة مثقفون آخرون، بادروا الى الدعوة لأصدر نداء لتشكيل قائمة يسارية موحدة، : " اوربا على مفترق طرق- مع الكسيس تسيبراس من اجل اوربا اخرى ..... نحن على قناعة باننا لا نعاني من ازمة مالية فقط، بل ايضا من ازمة سياسية واجتماعية". وتضمن النداء دعوة للدفاع عن الحقوق الاجتماعية والثقافية، وعن الديمقراطية، وكذلك لتجاوز الظلم الاجتماعي "، ويتابع ""نحن على يقين من أن جزءا كبيرا من المواطنين يريد بالضبط ما يلي: ليست وحدة سيئة مصححة ، ولا الهروب من اليورو، ول?ن أوروبا أخرى، يعاد بنائها من الجذور". ولان اليونان يساء استخدامه كحقل لتجارب سياسات التقشف"، " فان الكسيس تسيبراس سيكون مرشحنا لرئاسة المفوضية الاوربية في 25 أيار". ولقي النداء تأييدا واسعا وقعه الآلاف،
مرة اخرى تشهد ايطاليا تبديل الحكومة دون العودة لانتخابات مبكرة. ومن جانب آخر سحب حزب "حرية البيئة " اليساري (SEL) دعمه لمرشح "الاشتراكية الدولية" الالماني مارتن شولز، وبدأ يتعاطف مع دعم مرشح يقف على يسار الديمقراطيين الاجتماعيين.
وفي 23 شباط الفائت اعلنت القيادة الوطنية للحزب الشيوعي – اعادة التأسيس تأييدها لتشكيل قائمة يسارية موحدة لانتخابات البرلمان الأوربي المقبلة مع الكسيس تسيبراس كمرشح لرئاسة المفوضية الاوربية ، و اشارت في سياق الاسباب التي دفعتها لاتخاذ هذا الموقف الى ما يلي: " ان حزب اليسار اليوناني يقدم جواب يساري –على اساس الصراع الطبقي – للخروج من الازمة. واليونان وصلت الى حالة متقدمة في اوربا ، يمكن فيها اعلان القطيعة مع حكومتها، التي تستمر في التواطؤ مع سياسة التقشف. ويمكن لسياسة حزب اليسار اليوناني ان تحقق النجاح، اذا ?م يترك الحزب بمفرده، وهو ما يجب التعبير عنه عبر التصويت في انتخابات البرلمان الاوربي المقبلة".
وسيحدد استفتاء لاعضاء الحزب الشيوعي – اعادة التأسيس – موقفه النهائي، اذ سبق للحزب ان اتخذ قرارا بهذا الشأن في مؤتمره الاخير في العام الفائت. ويوجد داخل الحزب معارضة لهذا التوجه مثلها انتقاد عضو قيادة الحزب كلاويدو بلوتي، الذي يعتقد ان القائمة المقترحة تمثل قائمة "مجتمع مدني" تتضمن القليل من السياسة الطبقية، و تمثل خليطا من الكنزية " الديمقراطية الاوربية" وبدون بديل للراسمالية، على حد زعمه.
وقبل الانتخابات هناك عقبة لا بد من تجاوزها: وهي الحصول على 150 الف توقيع ناخب يدعم اجازة القائمة.