مدارات

السلفادور.. الناخبون يجددون الثقة بمرشح اليسار/ رشيد غويلب

اعلنت محكمة الانتخابات العليا في السلفادور اول امس الاثنين النتائج النهائية لانتخابات رئاسة الجمهورية في جولتها الثانية. و حسم مرشح جبهة التحرير الوطني في السلفادور، والقائد الأنصاري السابق سلفادور سانشيز سرين السباق الانتخابي لصالحه. وقد حصل مرشح اليسار على اكثرية طفيفة 1.494.144 صوت ، تمثل 50,11 بالمائة، وحصل منافسه مرشح حزب ارينا اليميني المتطرف على 1.487.510 اصوات تمثل 49,89 في المائة. واحتفل انصار الجبهة ليلة الاحد الفائت في ساحة ماسفيرر شمال العاصمة سان سلفادور.
ويرى سيرين ان نجاحه في الجولة الثانية بين ان اكثرية السلفادوريين مقتنعين بمبادئ الجبهة و يشاركونها اياها. وان النصر الانتخابي هو الضمانة لاستمرار وتعميق التحولات، او ما يقول "معا يمكننا المضي قدما، والسير بالتحول الى امام".

وشكر سيرين انصاره، الذين قاموا خلال الحملة الانتخابية بزيارة مليون عائلة للتعريف ببرنامجه الانتخابي.

ولا تريد المعارضة اليمينية الاعتراف بخسارتها. فبعد اعلان النتائج مباشرة سارع مرشح اليمين كيخانو الى افتعال تصعيد سياسي خطر عبر خطابه: " سوف لم يستطيعوا سرقة الانتصار منا، واذا اقتضى الامر سندافع عنه بارواحنا"، واستمر صخب ممثل حزب اليمين الذي شارك في سنوات الدكتاتورية في عقد الثمانينيات بجرائم فرق الموت ضد قوى اليسار. وفي محاولة منه لتصعيد الحرب والكراهية ضد فنزويلا، اتهم نورمان كيخانو قضاة محكمة الانتخابات العليا بانهم "حلفاء دكتاتورية شافيز". وكان واضحا في دعوته للانقلاب العسكري: "ان القوات المسلحة تتابع?عن كثب عملية تزوير الانتخابات". وفي موقعه على التويتر رد سيرين "كونوا هادئين واحترموا ارادة شعب السلفادور".
وقيل خمس سنوات استطاع موريسيو فونيس، المرشح السابق لجبهة التحرير الوطني، للمرة الأولى كسر تقدم حزب اليمين المتطرف. ومنذ ذلك الحين بذلت الجبهة جهودا جبارة لتحسين الظروف المعيشية للشعب المنكوب بالفقر والفساد والعنف، بما في ذلك في المناطق الريفية. واليوم تستطيع السلفادور، الى حد بعيد، تغطية حاجتها من الأغذية ذاتيا، وتم تحسين فرص التعليم والتأهيل المهني، وخلق فرص عمل جديدة، لذلك يتوقع حدوث انتعاش اقتصادي تدريجي. وانخفضت جرائم القتل في عام 2013 الى ادنى مستوى لها في السنوات العشر الاخيرة، وهذا يخلق ثقة واطمئنان?الشعب بسياسات الجبهة.
لقد نجحت الجبهة في عام 2009 مع مرشحها موريسيو فونيس بانهاء 20 عاما من حكم اليمين لمتطرف. وكان فونيس اول مرشح رئاسي للجبهة لم يشارك في الكفاح المسلح، وفي الانتخابات الحالية اختارت الجبهة زعيم جبهة التحرير السابق، ونائب الرئيس الحالي مرشحا لها. لقد كان سلفادور سانشيز سيرين، البالغ من العمر 69 عاما الى جانب شفيق حنظل اكثر قادة الكفاح المسلح شعبية خلال سنوات الحرب الاهلية، ويعتمد سيرين على دعم النقابات، والعديد من الحركات الاجتماعية والمبادرات.
وكان مرشح جبهة التحرير الوطني اليسارية سلفادور سانشيز سيرين قد حصل في جولة الانتخابات الاولى على اكثر من 49 في المئة، وعلى الرغم من تحقيقه نتيجة لافتة، الا انه لم ينجح في تحقيق الأكثرية المطلقة (50+1 ) ، والتي كانت ستحسم السباق الانتخابي لصالحه، دون الحاجة لخوض جولة الانتخابات الثانية. وحصل نورمان كيخانو مرشح تحالف اليمين المتطرف على اقل من 39 في المئة، ولهذا كانت جولة الانتخابات الثانية مواجهة حاسمة بين اليسار واليمين.
ويعتبر سانشيز سيرين، وهو احد ابرز قادة الكفاح المسلح في سنوات الحرب الأهلية، ونائب الرئيس الحالي، و نائبه المقترح اوسكار اورتيز، شخصيات عالية النزاهة، وقادرة على مواصلة الإصلاحات الجارية بنجاح، في مجال التعليم والرعاية الصحية والسلامة العامة والقضايا الاقتصادية. ويمكنهم كسب اكثرية السكان، على اساس برنامجهم الذي يهتم بتفاصيل الحياة وحاجاتها اليومية مثل: مواد تعليم مجانية، وقدح حليب لتلاميذ المدارس، دعم الاقتصاد الزراعي، وإنشاء المراكز الصحية اللامركزية، وخلق فرص عمل جديدة.
ومن المعروف ان جبهة التحرر الوطني قد خاضت كفاحا مسلحا ضد الحكومات الدكتاتورية في الفترة من 1980- 1994 ، بعدها انتقلت للعمل السياسي السلمي والعلني على اثر المفاوضات التي خاضتها الجبهة مع الحكومة السلفادورية حينها، وكان مرشحها الحالي سلفادور سانشيز سيرين احد قادة وفدها المفاوض، وسيرين يمثل الجناح اليساري الاكثر جذرية في الجبهة، واعلن في كانون الاول الفائت، في حالة فوزه برئاسة البلاد أنه سيعمل على دعم تعزيز وتعميق توجه الحكومات اليسارية في امريكا اللاتينية.