مدارات

فنزويلا.. عشرات الآلاف يتظاهرون ضد العنف واشاعة الفوضى / رشيد غويلب

منذ عدة اسابيع تحاول قوى المعارضة اليمينية في فنزويلا، وعبر ممارسة العنف والاحتجاج الضغط على حكومة التحالف اليساري "القطب الوطني" بزعامة الرئيس مادورو، وكما هو معروف من تجارب سابقة يعمد اليمين الى نشر الفوضى وتوظيف العنف وممارسة القتل العمد لجر الحكومة الى ردود فعل انفعالية ومتسرعة.
وردا على عنف اليمين المدعوم من الولايات المتحدة وما بقي لها من حلفاء في امريكا اللاتينية، تظاهر السبت الفائت، في العاصمة الفنزويلية كراكاس عشرات الآلاف احتجاجا على العنف الذي يمارسه اليمينيون في فنزويلا، واعرب المتظاهرون في الوقت نفسه عن تضامنهم مع قوى الامن الوطنية، وخصوصا قوات الامن الوطني التي فقدت ثلاثة من منتسبيها نتيجة للقتل العمد الذي مارسته مجاميع العنف. ووفق المعلومات التي توافقت عليها مختلف وسائل الاعلام المحلية، واكد صحتها مختصون في شؤون فنزويلا في اوروبا، فان 24 ضحية من اصل 28 قتلوا في الاحداث التي شهدتها وتشهدها البلاد، كانوا من منتسبي قوات الامن، او من المواطنين، الذين لم يشاركوا اصلا في الاحتجاجات، والذين فقدوا حياتهم نتيجة العنف العبثي للمعارضين، في حين فقدت المجموعات التي تمارس العنف 4 فقط من انصارها نتيجة لرد قوات الشرطة على عنف اليمين. وعلى اساس هذه الخلفية ادانت الحكومة اليسارية في كراكاس التصاعد الهائل للارهاب والعنف، وعرضت في الاسبوع الفائت كميات من الاسلحة والمواد المتفجرة التي تم العثور عليها في مدينة فالنسيا التي قتل فيها اخيرا ثلاثة مواطنين من قبل مجهولين.
ووفق التقارير الرسمية فان ممارسة العنف من قبل المعادين للحكومة ذات طابع محلي، وتجري في مدن محدوة. وتقول الطالبة والناشطة اليسارية سالازار لوراميا: "يسود الهدوء عموما العاصمة كراكاس". وتؤكد سالازار التي تدرس في جامعة يينا الالمانية، وتقوم حاليا بزيارة لعائلتها في كراكاس ان الناس هنا يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي، يبدو ان الصور الدراماتيكية عن الاحتجاجات مصنعة لتبث في الخارج".
وأكد وزير خارجية فنزويلا، الجمعة الفائت، دعم حكومات امريكا اللاتينية لحكومة الرئيس مادورو سواء في منظمة الدول الامريكية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، او في منظمة الامم المتحدة، وقد ادى هذا الدعم الى منع تعرض بلاده الى اخطار هجمات خارجية. فقد صوت في اجتماعات الامم المتحدة 120 بلدا من دول عدم الانحياز لصالح فنزويلا، وفي منظمة البلدان الامريكية دعم 29 بلدا من 31 بلدا عضو في هذه المنظمة حكومة الرئيس مادورو الشرعية. وحاولت الولايات المتحدة الامريكية التوصل إلى إدانة الحكومة اليسارية بحجة انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان.
وبعد تكرار الولايات المتحدة الامريكية تهديداتها بفرض عقوبات على فنزويلا صعدت الاخيرة من لهجتها ضد حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما. واتهم الرئيس الفنزويلي في مؤتمر صحفي عقده في القصر الرئاسي، اتهم الولايات المتحدة بالسعي لاسقاط حكومته من خلال تصعيد اعمال الشغب والاحتجاج. ووصف وزير الخارجية الفنزويلي زميله الامريكي جون كيري بـ"قاتل الشعب الفنزويلي"، لكون الاخير يؤجج عبر تصريحاته الاحتجاجات العنيفة: "كلما نقترب من عزل ممارسي العنف ينطلق تصريح تصعيدي جديد من كيري".