مدارات

اوكرانيا .. الفاشيون يدمرون ويشعلون النار في المقر المركزي للشيوعي / رشيد غويلب

تسعى الحكومة الأوكرانية المؤقتة الى التهدئة، ويعد رئيس الجمهورية المؤقت المحتجين في شرق البلاد، الذين يحتلون المرافق العامة هناك، بالعفو العام "اذا ما القوا اسلحتهم"، مهدداً باخلاء الابنية بالقوة في حال رفضهم، مؤكدا ان في الوقت متسع لإنهاء الأزمة سلميا، جاء ذلك في كلمة القاها الرئيس في البرلمان " نعدهم بعدم فتح تحقيقات جنائية ضدهم ".
وخلافا لذلك يبدو ان السلطة تستعد لحظر نشاط الحزب الشيوعي الأوكراني. وفي مؤتمر صحفي عقده الخميس الفائت السكرتير الأول للحزب الشيوعي الأوكراني بترو سيمونينكو،اعلن فيه ان رئيس جهاز المخابرات الأوكرانية فالنتين نالفيشنكو اصدر توجيهات الى منتسبيه بالعمل بكل ما هو متاح، بما في ذلك تقديم ملف بوثائق مزورة يمكن ان تكون اساسا لاصدار قرار بمنع نشاط الشيوعيين. وذكر سيمونينكو أن الأنظمة الفاشية تبدا دائما فرض هيمنتها بحظر نشاط الحزب الشيوعي " و اليوم تجري محاولة اقامة مثل هذا النظام في أوكرانيا. وبالتالي، فإنه ليس من?المستغرب أن يخوض النظام الحاكم معركة شرسة ضد الشيوعيين ". واضاف الزعيم الشيوعي وبالاعتماد على معلومات من مسؤولي ادارة امن الدولة " ان القوى القومية المتطرفة والفاشية " لقد قررت " الابادة الجسدية لاعضاء الحزب الشيوعي."
وفي الليلة التي سبقت عقد المؤتمر الصحفي قامت مليشيات فاشية بتدمير مبنى مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واشعال النار فيه. وقامت هذه القطعان بحرق الرايات الحمراء وصور لماركس ولينين مسروقة من المبنى في الشوارع الرئيسية وسط العاصمة كييف. وكانت مجاميع معادية للشيوعية قد احتلت المبنى المذكور بعد الإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني السابق. وقررت محكمة اوكرانيا الاربعاء الفائت اخلاء المبنى من المحتلين وإعادته الى الحزب الشيوعي ثانية. وعندما ظهرت دورية شرطة بالقرب من المبنى اخلى المحتلون المبنى، وقاموا بسرقة محتوياته من وثائق واجهزة الكترونية امام انظار الشرطة التي لم تحرك ساكنا. وقد طالب السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي بالتحقيق بالاعتداءات ومعاقبة الجناة.
وشهد يوم الجمعة الفائت استمرار الاعتداءات على مقرات اخرى للحزب الشيوعي. وحسب المعلومات المنشورة في صفحة "برافدا اوكرانيا" على شبكة الانترنيت، هاجم نشطاء "الكتلة اليمينية" مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في مدنية ريفنا الواقعة في غرب البلاد وصادروا البناية، وبرر الفاشيون فعلتهم بدعم مزعوم قدمه الحزب الشيوعي للانفصاليين في شرق البلاد.
ومن جانب آخر استمر المحتجون في مدن أوكرانيا الشرقية بتعزيز متاريسهم، على الرغم من انتهاء مهلة العفو الذي أعلنته الحكومة في كييف، ويبلغ عدد الذين يقفون وراء هذه المتاريس وفق وسائل اعلام روسية 1500 مقاتل. وهددت الحكومة في كييف باستخدام القوة العسكرية لاستعادة سيطرتها على المدن الخارجة عن سلطتها. ونشرت على مواقع الانترنيت صورا لوحدات عسكرية اوكرانية مزودة بعربات وأسلحة خاصة بحرب الشوارع تتحرك باتجاه هذه المدن. وأشارت وسائل اعلام الى قيام هذه الوحدات باطلاق النار باتجاه المتاريس في مدن دونيتسك و وغانسك، وهو ما?عده المراقبون استفزازاً لروسيا، التي حذرت كييف من استخدام القوة.
وفي تطور لاحق ، اوقف قرويون احدى الوحدات العسكرية، وطالبو الجنود بعدم اتخاذ إجراءات ضد السكان. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت تقارير اعلامية ان الوحدة العسكرية الخاصة "ألفا" في دونيتسك و وغانسك يمكن ان ترفض أمراً ممكنا بالهجوم.
وفي نفس الوقت قدمت الحكومة في كييف تنازلات للسكان في شرق وجنوب أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء ياتسينيوك ارزني في اجتماع مع كبار المسؤولين ورجال الأعمال في دونيتسك، ان حكومته لا تملي على أي شخص اللغة التي يستخدمها. وان القانون الصادر 2012، والذي يعترف باللغة الروسية ولغات محلية اخرى ما يزال نافذ المفعول ولم يجر الغاؤه.