مدارات

المانيا.. حركة السلام تطالب الحكومة بالكف عن قرع طبول الحرب ضد روسيا / رشيد غويلب

أراد المئات من المعادين للحرب التجمع في المكان الذي ألقى فيه الشخصية الأممية البارزة، واحد مؤسسي الحزب الشيوعي في المانيا، في عام 1916 كلمته المعروفة ضد استمرار الحرب العالمية الاولى، ولكن وجود سوق لبيع الأعمال الفنية حال بينهم وبين ذلك. واضطر المتظاهرون للتجمع يوم السبت الفائت، في الجانب الآخر من ساحة بوتسدام في العاصمة الألمانية برلين، وعلى مقربة من بقايا جدار برلين الشهير، الذي يعد احد أهم رموز حقبة الحرب الباردة، للتعبير عن مخاوفهم واحتجاجهم ضد السعي لإنتاج نسخة جديدة منها، ومطالبين الحكومة الألمانية بإنهاء قرع طبول الحرب ضد روسيا.
والى جانب العاصمة شهدت 20 مدينة المانية اخرى يومي الجمعة والسبت الفائتين تجمعات وتظاهرات تطالب بوقف العمليات العسكرية في اوكرانيا، واعتماد سياسة لجم التصعيد العسكري في البلاد، التي لم يؤد اجراء الانتخابات الرئاسية فيها الى التهدئة، او الحد من المواجهات والتوتر. وفي تظاهرة برلين كانت روح ورؤية كارل ليبكنخت الزعيم الشيوعي، الذي اقدم يمين الاشتراكية الدولية المتحالف مع العسكر على اغتياله مع رفيقة نضاله روزا لوكسمبورغ في عام 1919 . لقد ردد المتظاهرون "لقد كان ليبكنخت محقا، العدو الرئيسي موجود في بلدنا"، في اشارة الى الكلمة التي حدد فيها كارل ليبكنخت الطبيعة العدوانية للحرب العالمية الاولى حينها وكيف ان مراكز الرأسمال تجر الشعوب للاقتتال بالضد من مصالحها الحقيقية. وبهذا المعنى وجه المتظاهرون نقدا لسياسة الاتحاد الاوربي والحكومة الالمانية، من خلال الكلمات التي القيت في التجمع، واللافتات التي رفعت فيه، والتي ادانت امتداد حلف الناتو شرقا، الذي ادى الى زعزعة الاستقرار في اوكرانيا، بالاضافة الى قيام الشركات الالمانية بتصدير السلاح اليها. وقد عبأ للتظاهرة الحزب الشيوعي والشبيبة الشيوعية، وشاركت فيها ايضا مجموعات من اعضاء ومناصري حزب اليسار ومجموعة تروتسكية، فيما كان حضور الجماعات التي تعتمد نظرية المؤامرة، والقريبة من التفسيرات القومية للصراع محدودا. من جانبه قدم شتيفان ليندر من الحركة المضادة للعولمة تحليل مختلف حيث اكد ان الصراع الجاري في اوكرانيا يجري بين طغم مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوربي، او روسيا الاتحادية، وفي رأيه في الاطار العام ليس هناك من هو افضل بينهم. ورغم ان المتظاهرين كانوا متفقين على رفض الحل العسكري و ادانته، لكنهم كانوا متباينين بشأن الموقف من روسيا، وهذا ما عكسه رد فعل بعضهم على كلمة "توبياس فلغر نائب ريس حزب اليسار الالماني، الذي اكد بحذر على عدم شرعية ضم القرم من قبل الحكومة الروسية، فرد عليه بعض المتظاهرين "ولكنه كان ضروريا". ودعا المتظاهرون الى وقف التعاون مع الحكومة الاوكرانية، التي مازالت تضم فاشيين في صفوفها. وطالبوا الحكومة الالمانية بوقف تعاونها مع حكومة كييف، وذكر المتظاهرون بمقتل 40 يساريا ونقابيا في اوديسا على ايدي عصابات فاشية. واعتبر المتظاهرون عدم اهتمام الاعلام التقليدي الالماني بمذبحة اوديسا نوعا من الدعم وتبريرا للجريمة.
وذكر احد المتظاهرين، من الجمعية الالمانية - الروسية، في لافتة رفعها بما حدث في يوغسلافيا السابقة ، واكد لوسائل الاعلام ان الحل لا يكمن في تفتيت اوكرانيا وانما بقيام صيغة فيدرالية تضمن صلاحيات واسعة للولايات، واشار الى ان المعلومات الواردة من هناك تشير الى ان تصاعد الاحقاد ادى الى انشطار الكثير من العوائل، وان الناس يعيشون حالة صادمة. واختار المتظاهرون في العديد من المدن توقيت الساعة الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة ، في اشارة منهم الى ان الوقت يضيق بشدة امام عملية انقاذ الناس في اوكرانيا من الكارثة.