مدارات

الشيوعي اللبناني يعزي بشهداء الجيش في صيدا ويحمل السلطة السياسية بجميع أطرافها المسؤولية

الشيوعي يعزي بشهداء الجيش في صيدا
ويحمل السلطة السياسية بجميع أطرافها المسؤولية
ويدعوها لإتخاذ مواقف واضحة وحازمة دعماً للجيش
في إجتثاث البؤر الإرهابية لتجار الموت والفتنة

أمتدت يد الفتنة والغدر مجدداً يوم أمس، لتنال من آخر مظهر من مظاهر مؤسسات الدولة اللبنانية - المؤسسة العسكرية. فبعد سلسلة الأحداث الأمنية المتنلقة من بوابة الشمال الى بوابة الجنوب مروراً بالبقاع، وفي ظل تنازع الأطراف السياسية للسلطة على الفراغ والتمديد للأزمة الوطنية العامة، ووسط أجواء الشحن والتجييش الطائفي والمذهبي المشرعن من قبلها، وأمام حالات ظهور مسلحين مقنعين، وتوسيع حالات الخطف والقتل المجاني، تدخل البلاد مرحلة أشد خطورة تهدد جدياً الاستقرار والأمن والسلم الأهلي، وتضعها أمام حرب أهلية جديدة، خصوصاً مع تمادي قوى السلطة السياسية بجميع أطرافها بتوفير مناخات تعزز مظاهر الانقسام والتشرذم الطائفية والمذهبية ، ويتمترس كل طرف وراء مصالحه الفئوية ومساهمته في ضرب مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والدستورية والقضائية، وترك مؤسسة الجيش وحيدة عارية من أي غطاء سياسي يواجه عناصرها وضباطها القتل بدم بارد من عصابات الموت وتجار الفتنة المدججين بالسلاح والعتاد والدعم السياسي والمالي واللوجستي.
أمام هذا الفراغ الصارخ، ضرب ظهر أمس تجار الفتنة قلب مدينة المقاومة الوطنية- صيدا، من خلال إستهداف مؤسسة الجيش اللبناني، بغرض شل هذه المؤسسة وتفتيتها، وأسر المدينة بكاملها وتحويلها الى كانتون للإرهاب الأصولي كمقدمة لفتنة أهلية في الوطن، تنفيذاً لمآرب إشعال الأزمة اللبنانية من بوابة الحرب الطائفية والمذهبية كجزء لا يتجزأ من أزمة المنطقة .. وما إقدام عناصر من عصابة شيخ الفتنة أحمد الأسير، وبخلفية سياسية مشبوهة بالهجوم المسلح الحاقد على حاجز للجيش اللبناني في منطقة عبرا، وأيقاع أكثر من 16 شهيداً من ضباط وعناصر هذه المؤسسة، إضافة الى سقوط أكثر من 100 جريح، وتهديد الآف المواطنين الأبرياء واحتجازهم رهينة النار والحديد، إنما هو دليل إضافي لمخطط جر البلاد الى عين الفتنة والاحتراب الأهلي تمهيداً لإضعاف الساحة الوطنية اللبنانية، وضرب تاريخ صيدا المقاوم، صيدا معروف سعد، ومصطفى سعد، ونزيه قبرصلي، ومحي الدين حشيشو، وباسم شمس الدين، وكل مقاومي ومناضلي صيدا العروبة والمقاومة.. وما إستهداف بوابة الجنوب المقاوم – صيدا ، واللعب بساحتها وأهلها لتغيير وجهها الوطني إلا إستكمالاً لخطة مدروسة تصب في خدمة مشروع "الشرق الأوسط التفتيتي الإمبريالي – الصهيوني – الرجعي في المنطقة، ولبنان في صلبه.
إن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، إذ يدين الاعتداء الإرهابي الحاقد على الجيش اللبناني، يحَمل السلطة السياسية بجميع أطرافها المسؤولية الكاملة عن تهاوي الدولة وتطييف مؤسساتها، وإيصال البلاد الى هذه المرحلة المتقدمة من الهريان والفلتان والتسيب المفتوح على كل المخاطر المدمرة للوطن وللمواطن، ويدعوها الى إتخاذ مواقف سياسية واضحة وحازمة في دعم مؤسسة الجيش وتشكيل المظلة السياسية الداعمة لها لإجتتاث كافة الأورام السرطانية الإرهابية المسلحة، والقضاء على كل مظاهر التسيب والفلتان الأمني دون حسابات طائفية أو مذهبية أو مصلحية أو فئوية .. فالوطن كله في خطر، وعلى القوى السياسية الوطنية كافة الحريصة على الاستقرار والسلم الأهلي والتغيير الديمقراطي والجماهير الشعبية أن تقف اليوم وقفة وطنية تاريخية في وجه تجار الفتنة وفي وجه كل أعداء بناء الوطن الديمقراطي العلماني المقاوم.
ويتقدم المكتب السياسي للحزب الشيوعي من عائلات شهداء الجيش اللبناني ومن قيادة الجيش والشعب اللبناني بأحر التعازي بأستشهاد ضباط وعناصر منه على أيدي الإرهاب الحاقد خلال تأدية واجبهم الوطني في صون الاستقرار وحماية السلم الأهلي. ويأمل لجرحى الجيش والوطن الشفاء.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
بيروت 24 حزيران 2013