مدارات

امريكا اللاتينية.. حملة اعلامية ضد الحكومة اليسارية في كاراكاس

رشيد غويلبما زال الصراع الدائر في فنزويلا بين حكومة التحالف اليساري الحاكم، والمعارضة اليمينية المدعومة من الولايات المتحدة وما تبقى لها من حلفاء في امريكا اللاتينية يتفاعل. وتشير التقارير الاعلامية الواردة من هناك الى انطلاق حملة اعلامية ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورا تشارك فيها 80 صحيفة وعدد من دور النشر في القارة بعنوان "كلنا فنزويلا"، وتحت قيادة كبريات الصحف المملوكة للقطاع الخاص.
ويبرر القائمون على الحملة غير المعتادة في تصريح صحفي خطوتهم، بوجود رؤية موضوعية لضرورة ممارسة تأثير سياسي والقيام بإيصاله للرأي العام، لمواجهة التهديد المزعوم لحرية الرأي في فنزويلا: " الصحافة في أمريكا اللاتينية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة المضايقات المتنوعة التي تتعرض لها الصحف الفنزويلية، التي تمثل آخر معقل لحرية الرأي في هذا البلد".
وبادر لإطلاق الحملة اتحاد دور النشر الكولومبية "اندآريوس"، وتنفي رئيسة الاتحاد نورا سانين، امام احدى الصحف غير المشاركة في الحملة، ان يكون وراء الحملة مصالح اقتصادية ايضا: " نحن نتعامل بضمير حي لأننا نمثل المجموعة المهنية، وليس المصالح الاقتصادية للاتحادات و وسائل الإعلام، ولكننا نمثل الصحفي الذي يشعر انه لا يستطيع التعبير بحرية"، ولكن نورا تعترف، بان الحملة "بالمعنى العام" ممارسة سياسية.
من جانبه اكد اغناسيو رامونيه رئيس تحرير الطبعة الاسبانية من صحيفة " لوموند ديبلوماتيك" الاسبوعية"، ان هذه الاتفاق بين الشركات الاعلامية يمثل جزءا من خطة انقلاب ضد الحكومة الفنزويلية "إن الانقلابات الحديثة لم تعد تبدأ بتقدم بالدبابات"، ويضيف "ولا يوجد في اية قارة، ما عدا امريكا اللاتينية، هذا النوع من الحرب الاعلامية". ويشير الصحفي المعروف الى ميزة اخرى لهذه الحملة تتمثل في طابعها، الذي يتجاوز الحدود الوطنية لفنزويلا
وتشارك في الحملة 18 شركة اعلامية تمثل 11 بلدا بضمنها مجموعة تيمبو الاعلامية التي تعود ملكيتها إلى عائلة الرئيس الكولومبي مانوئيل سانتوس. ومن المعروف ان كولومبيا والبلدان الاخرى في القارة التي تحكمها قوى اليمين المحافظة مثل الهندوراس والمكسيك تشهد غالبية الجرائم الموجهة ضد الصحفيين.
وتشارك في الحملة ايضا كبريات الصحف اليومية في البرازيل وشيلي، والتي كانت معروفة بخدمتها الواسعة للانظمة الدكتاتورية، وقد شاركت بعض هذه الصحف بنشاط في الانقلاب، الذي مولته وكالة المخابرات المركزية الامريكية، و الذي اطاح بحكومة الوحدة الشعبية اليسارية في شيلي بزعامة سلفادور اليندي في 11 ايلول 1973 . وقد حققت هذه الصحف ودور النشر منافع اقتصادية هائلة، لقاء الخدمات الجمة التي قدمتها للانقلابيين.
وتعاني الصحف الفنزويلية منذ بداية التسعينيات من مشاكل اقتصادية كبيرة، ومنذ تلك السنوات انخفض عدد هذه الصحف الى النصف، خصوصا بعد المحاولة الانقلابية في نيسان 2002 ضد الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، عندما قامت وسائل الاعلام الخاص بدعم الانقلابيين وبهذا انخفضت مبيعات كبريات الصحف اليومية بشكل كبير. ولهذا توجهت اخيرا اكبر صحيفتين في البلاد "الامة" و"العالم" الى السفارة الامريكية في كاراكاس لطلب المعونة المالية من وزارة الخارجية الامريكية.