مدارات

كولومبيا.. اعادة انتخاب خوان مانويل سانتوس رئيسا للبلاد

رشيد غويلب

صوت الاحد الفائت 50.94 بالمائة من الناخبين، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، لاعادة انتخاب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس. وقد فاز المحافظ سانتوس بفارق 6 في المائة متقدما على منافسه اليميني المتطرف ايفان زولواغا، الذي حصل على 45.01 في المائة. وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات، اعلى من سابقتها في الجولة الاولى التي جرت في الخامس والعشرين من أيار الفائت ،حيث بلغت 48 في المائة تقريبا
وكانت نقطة الخلاف الرئيسية بين المرشحين هي مفاوضات السلام الجارية مع " القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) ،والتي بدأت بين الطرفين برعاية نرويجية - كوبية في عام 2012 ، وتستمر جلساتها في العاصمة الكوبية هافانا، وقد ركز مرشح اليمين المتطرف في حملته الانتخابية على نقد توجهات السلام، التي التزم بها الرئيس سانتوس. وقد تقدم زولواغا في جولة الانتخابات الاولى على الرئيس الحالي بحصوله على 29 في المائة، مقابل 25 في المائة. ولكن التحول في نتائج الجولة الثانية جاء نتيجة لدعوة مرشحي الرئاسة اليساريين، والذين لم ينجحوا في الوصول الى الجولة الثانية، دعوة انصارهم للتصويت لصالح سانتوس، ليضمنوا استمرار مفاوضات السلام، وليقطعوا الطريق على مرشح اليمين المتطرف من الوصول الى دفة الحكم. واعتبر انصار الرئيس الفائز نتائج الانتخابات "عملية استفتاء لصالح السلام".
وفي كلمة الانتصار التي القاها سانتوس، وجه الشكر لمرشحي اليسار الذين دعموه في الجولة الثانية.والى جانب الاحزاب التقليدية التي وقفت الى جانب الرئيس، شكر ايضا "قيادات اليسار"، في "الحركات الاجتماعية، وحركات النساء- وضحايا العنف، الفلاحين، ذوي الاصول الافريقية، الهنود الحمر، حماة البيئة، نقابة المعلمين، و"حركة التقدم" بقيادة محافظ العاصمة اليساري غوستاف بيترو.
وبعد فوز زولواغا في جولة الانتخابات الاولى، دعم طيف واسع من قوى اليسار السياسية والاجتماعية ، الرئيس سانتوس، على الرغم من نقدهم لسياسته ، اعلنوا عن توجههم لدعمه ، لان زولواغا يمثل "الفساد المتطرف" و"النزعة العسكرية التي لا حدود لها"
وقد دعم جزء من قوى الامن، ومنظمة الضباط المتقاعدين مرشح اليمين المتطرف علنا، و ادى هذا الى طرد 7 ضباط من الخدمة، وجاء في تصريح اصدره هؤلاء "الرئيس زولواغا سينقذ الوطن". وما عدا ذلك تم الكشف عن تورط مدير الحملة الانتخابية لمرشح اليمين المتطرف في العمل في احدى مليشيات القتل اليمنية السابقة. واكدت منظمات اليسار ان دعمها للرئيس سانتوس ينحصر في دعم قضية السلام. وان مواقفها المعارضة لسياسة الحكومة ستستمر. وباستثناء الموقف من مفاوضات السلام فليس هناك فرق بين البرامج السياسية للمرشحين اللذان خاضا جولة الانتخابات الرئاسية الثانية، فالاثنان يعتمدان ذات السياسة الاقتصادية، وموقفهما واحد بشان اتفاقية "التجارة الحرة"، وكذلك بشان التعاون مع الشركات الاجنبية الكبرى. وحتى خلال مفاوضات السلام، فان تصرفات الرئيس سانتوس متناقضة. وبالتالي، من الضروري تعزيز "التحالف الواسع من أجل السلام" لمواصلة ممارسة الضغط على الحكومة، كما يقول ممثلو تحالف "المسيرة الوطنية" اليساري. ومن المعروف ان (فارك) تخوض منذ تأسيسها قبل 50 عاما كفاحا مسلحا ضد انظمة الاستبداد والدكتاتوريات المتعاقبة التي حكمت البلاد، وحرصت خلال المفاوضات على تأكيد نهجها المستمر في عدم حصر مفاوضات السلام بالجوانب العسكرية فقط، و انما التأكيد على الاتفاق على دستور جديد للبلاد يضمن المشاركة السياسية للمعارضة، ويقر الاصلاح الزراعي وضمانات اجتماعية جذرية، ويضمن حقوق المرأة، وحرية التعبير و التنظيم و يفتح الطريق امام اقامة العدالة الاجتماعية.