مدارات

نيابيون يستغربون الصمت الدولي إزاء جرائم داعش. / مهدي محمد كريم

أجمعت الأوساط النيابية، أمس الأربعاء، على ضرورة القيام بخطوات جدية تجاه ملف النازحين جراء الأوضاع الأمنية في المناطق الشمالية والغربية، وفيما طالبوا بتفعيل دور اللجنة النيابية بشأن متابعة أوضاع النازحين، حثوا المجتمع الدولي على مساعدة البلاد على مواجهة الأزمة المتفاقمة، والتي يبدو أنها بحاجة اكبر من طاقة البلاد، بحسب رأي أعضاء مجلس النواب.
البرلمانية الايزيدية فيان دخيل عن التحالف الكردستاني قالت انه "تم فتح غرفة عمليات بين بغداد وكردستان للعمل بشكل مستمر لمساعدة العوائل النازحة من مناطق زمار وسنجار وباقي المناطق"، وبشأن المساعدات الإنسانية للعوائل النازحة والمحاصرة قالت دخيل لـ"طريق الشعب"، انه "تم نقل المساعدات الإنسانية للعوائل المحتجزة في جبل سنجار عن طريق الطائرات عبر المظلات لخطورة المنطقة للاستهداف المحتمل من قبل الجماعات الإرهابية للطائرات".
بدورها، أعربت البرلمانية عن التحالف المدني الديمقراطي شروق العبايجي، عن استغرابها الصمت الدولي إزاء ما يحدث في العراق، وقالت ان "ما يحدث من عمليات قتل وسلب وتهجير للعوائل، وخاصة في زمار وسنجار يستدعي وقفة دولية"، مشيرة الى ان "المنظمات الدولية المعنية، لم تستجب بالشكل الملائم لما يمر به العراق من أزمات إنسانية".
وأضافت العبايجي ان "هناك ما يقرب عن 500 امرأة مختطفة لدى الجماعات الإرهابية وتباع في سوق النخاسة"، مناشدة "الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية العالمية والتي لم تتحرك حتى الآن تجاه ما يحدث بإنقاذ المخطوفات".
من جانبه، طالب النائب عن ائتلاف الوطنية نايف الشمري بالتدخل الدولي المباشر لإنقاذ العوائل النازحة عن مدينة نينوى والمناطق الأخرى.
وأضاف الشمري ان هذه المطالبات "جاءت بعد العجز الحكومي عن إيقاف المجاميع الإرهابية، في نينوى والمناطق الأخرى"، مضيفاً ان "الحياة توقفت بشكل كامل في نينوى ونحن نعلنها محافظة منكوبة".
وأوضح النائب "هناك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ تحت أشعة الشمس الحارقة، بلا ماء ولا مأكل يعانون من حصار الجماعات الإرهابية".
وبشأن اللجنة النيابية المكلفة بمتابعة أوضاع النازحين، قالت البرلمانية بيروان مصطفى عن التحالف الكردستاني "شكلنا لجنة مؤقتة للنظر في شؤون النازحين من تلك المناطق"، مضيفة ان "مطالبنا بالمساعدات الدولية للاستفادة من الخبرات في مجال النازحين والمهجرين في هكذا ظروف".
وأضافت مصطفى لـ"طريق الشعب"، ان "اللجنة باشرت أعمالها بعد ان وفرت حكومة الإقليم الأماكن للمهجرين ولكن تزايد الأعداد المفاجئ أربك العمل".
ومن الجلي أن التزايد المستمر للنازحين سبب ضغطاً كبيراً، فقد قال النائب عن اتحاد القوى الوطنية حسن أوزمن ان "التحدي الحالي اكبر من طاقات الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان"، مبيناً بالقول "نحن بحاجة الى جهد وتضامن دولي لإنهاء تهديد المجاميع الإرهابية". وأوضح أوزن لـ"طريق الشعب"، "نحن نتعرض لعدوان خارجي فضلاً عن انتهاكات واضحة من قتل واسر النساء وبيعهن في سوق النخاسة أمام مرأى العالم"، مشدداً ان على الأمم المتحدة "القيام بدورها في اتخاذ قرار عاجل لإدانة ما يحدث".
وفي البصرة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر، مباشرتها بإقامة مخيم لإيواء 300 أسرة نازحة في قضاء شط العرب، شرقي المحافظة.
وقال مدير الفرع، سيف زكي، إن "ملاكات الجمعية نصبت 80 من أصل 300 خيمة لإيواء النازحين في قضاء شط العرب"، متوقعاً "إكمال المخيم في غضون خمسة أيام وإشعار ديوان المحافظة للبدء بإسكان النازحين فيه".
فيما ذكر مدير إعلام الجمعية، ميثم العبادي، أن "المخيم مصمم لإيواء 300 أسرة نازحة من الموصل والأنبار وديالى وكركوك"، مضيفاً أن كل "خيمة بالمخيم تستوعب خمسة أفراد، وفي حال وجود أسرة تزيد عن ذلك يحق لها تسلم خيمة إضافية".
الى ذلك، حذر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، امس، الاتحاد الأوروبي من وصول "الإرهابيين" الى دول الاتحاد عبر خلاياهم النائمة، مطالباً أن تلعب تلك الدول دوراً أكثر فاعلية لمساعدة النازحين.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد، الأربعاء (امس)، سفيرة بعثة المفوضية الأوروبية لدى العراق يانا هيباشكوفا"، مبيناً أن "الأخيرة قدمت باسم رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي التهنئة لفخامة الرئيس بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية وعبرت عن رغبة دول الاتحاد الأوروبي في دعم الرئيس معصوم ودعم الاستقرار والسلام في العراق".
وشدد معصوم على "حاجة العراق إلى دعم ومساعدة دول الاتحاد أمنياً ومهنياً خصوصاً في المرحلة الراهنة في ظل الأوضاع الحرجة التي يمر بها العراق حالياً"، مطالباً أن "تلعب دول الاتحاد دوراً أكثر فاعلية لمساعدة النازحين في منطقة سنجار والمناطق الأخرى لحاجة النازحين للكثير من المساعدة إنسانيا".
وحذر معصوم من "إمكانية وصول الإرهابيين وعبر خلاياهم النائمة إلى دول الاتحاد في أوروبا، وهو ما يستدعي تنسيق الجهود من أجل ملاحقتهم".