مدارات

فنلندا ومساعدة العراق ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ! / هلسنكي ــ يوسف ابو الفوز

في اواخر ايام شهر تشرين الثاني المنصرم، أجتمعت في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، اللجنة الوزارية الخاصة، لمتابعة الأمن والسياسة الخارجية الفنلندية، برئاسة رئيس الجمهورية ساولي نينيستو Sauli Niinistö (مواليد 1948)، لبحث دور فنلندا في الايام القادمة في مكافحة التنظيم الارهابي الذي عرف باسم "الدولة الاسلامية". بيان زارة الخارجية الذي صدر عقب الاجتماع، بين ان طبيعة الاجتماع كانت تشاورية، وتضمن مناقشة امكانية رفع مستوى تدريب القوات الامنية العراقية. واشار البيان ان اللجنة درست امكانية مشاركة فنلندا في عمليات التدريب.
كبرى الصحف الفنلندية، هلسنكي سانومات (أخبار هلسنكي) ، والتي تعتبر اكبر صحيفة يومية بالاشتراكات في فنلندا وبلدان الشمال الاوربي، والمعروف تأثيرها على صناع القرار السياسي الفنلندي، ظهرت صبيحة يوم الثلاثين من تشرين الثاني المنصرم بمقال افتتاحي، تعليقا على اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة، يحمل عنوان"مساعدة العراق خطوة صحيحة". واشارت فيه، الا أنه حين بدأ التحالف الدولي تجميع القوى ضد منظمة داعش، فأن فنلندا قررت تقديم مساعدات انسانية، وان الرئيس الفنلندي وعد في خطابه في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، بأمكانية زيادة المساعدات اذا لزم الامر. وكانت فنلندا من المساهمين في جهود الاتحاد الاوربي لارسال مساعدات انسانية الى العراق وسوريا لمساعدة المتضررين خلال الاحداث التي اعقبت نزوح الاف العوائل.
ويشير المقال الافتتاحي المذكور الى ان القصف الجوي وحده يبدو غير كافيا لهزيمة داعش والمساعدات الانسانية لا تقلل من العنف ضد المدنيين، فتشجع الصحيفة على أرسال مدربيين فنلنديين للارتفاع بقدرات القوات الامنية العراقية ، وترى ضرورة الاسراع بذلك.
علما انه في ايلول الماضي صدر بيان عن السيد جبار ياور وزير البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان، الذي ترأس وفدا من وزارته في زيارة قصيرة الى فنلندا والتقى فيها رئيس البرلمان الفنلندي، ووزير الداخلية ووزارة الدفاع، اعلن فيه ان فنلندا "أبدت إستعدادها لدعم قوات البيشمه ركة لمواجهة مسلحي داعش، وان المسؤولين تعهدوا بتقديم كل ما يمكنهم في حدود قدرتهم وإمكانياتهم."
يذكر ان فنلندا، البلد المرمي على حافة القطب الشمالي (5,4 مليون نسمة) شهد التحاق اعداد من المسلحين من مواطنيه ومن اصول اجنبية بصفوف ارهابي داعش. وارتباطا بحجم الجالية الاسلامية القليلة العدد ، حوالي عشرة الاف مسلم، فان التحاق خمسين مقاتلا، خصوصا من الاصول الصومالية ، مع قوات داعش في سوريا والعراق، جعل فنلندا تكون في صدارة البلدان الاوربية التي شهدت تجنيدا للمسلحين. وبمراجعة تقارير المخابرات الفنلندية التي نشرتها وسائل الاعلام الفنلندية نجد ان المعلومات تشير الى ان ست الى ثمانية اشخاص منهم قتلوا في مناطق القتال. وكانت وزيرة الداخلية الفنلندية بايفي رازانين (مواليد 1959) تحدثت لوسائل الاعلام بأن وزارتها تبحث الاساليب لمنع هؤلاء المقاتلين من العودة الى البلاد كونهم يشكلون خطرا على سلام وأمن فنلندا، وانها طلبت من المسؤولين المعنيين النظر في تطبيق القيود على السفر والاقامة. واستشهدت بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2178 الذي يطالب الدول الاعضاء بمعاقبة الذين يلتحقون بالجماعات الارهابية. وكانت المحاكم الفنلندية شهدت اول محاكمة في تأريخ البلاد بتهمة الارهاب التي وجهت لاربعة اشخاص في ايلول الماضي ، وقضت بادانتهم بالانتماء لمنظمة ارهابية وتمويلها انشطة أرهابية بطرق مختلفة، واصدرت عليهم احكاما بالسجن لفترات مختلفة .