مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "12" / فيصل الفؤادي

الفصل الخامس
5- العمليات العسكرية للأنصار
في بداية العمل الأنصاري تركزت مهمة الرفاق الأنصار على لقاء الجماهير والتعريف بالحزب وتوضيح سياسته. وفي الوقت نفسه فضح سياسة النظام الفاشي وموقفه المعادي لطموحات الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة والاعتراف بحقوقه. ولكن هذه المفارز اضطرت إلى خوض بعض المعارك مع قوات النظام الدكتاتوري وجلاوزته من الجحوش، وشهدت هذه المعارك بطولات للأنصار نالت إحترام الجماهير. (عندما تم توفير المستلزمات الضرورية في ربيع 1979 وباشرت المفارز الشيوعية في أرياف أربيل وكويسنجق ورانية وقلعة دزه وحلبجة وشهرزور ودربندخان والسليمانية وتركز نشاطها في إعلان انتقال الحزب إلى المعارضة وإنشائه لفصائله الأنصارية المستقلة للدفاع عن تنظيماته وخوض نضال مسلح ضد السلطة الدكتاتورية وتعاونه مع القوى الوطنية والقومية التحررية الكردستانية، كما نظمت مئات الصلات مع المنظمات الحزبية المقطوعة في هذه المناطق ).
وكانت أول معركة أو نشاط عسكري قام به الأنصار الشيوعيين يعود إلى نيسان من 1979، حيث وقعت في كمين نصبته قوات السلطة في ليلة 14/ 15 نيسان 1979 قرب مجمع جوارقورنه بعد قيامهم بزيارة عوائلهم وكانت القوة متكونة من 12 نصيرًا في معركة غير متكافئة وبقيادة علي حاجي والتي أدت إلى استشهاد نصيرين (شيخه رسول وعلي معروف)، وتمكن الأنصار من اختراق الطوق المفروض عليهم. كما قام قبل ذلك هجوم للطيران على مجموعة أنصارية كانت في طريقها إلى ناوزنك حيث شنت طائرات الهليكوبتر هجومًا على هذه المفرزة مما أدى إلى استشهاد الرفيقين (خليل سمو أبو فلنتينا وكواش خدر أبو سمره) وهم أول شهيدين كانوا من بحزانه.
لقد قام الأنصار الشيوعيين بعمليات كثيرة خلال الأعوام 1979 إلى 1989، وإن كان بعضها عمليات بسيطة وأخرى نوعية، كان لها تأثير معنوي كبير على الجماهير والقرى المحيطة بعمل الأنصار، في الوقت نفسه خسرنا أعدادًا كبيرة منهم نتيجة هذا العمل العسكري، إضافة إلى الاقتتال الداخلي (كما سنأتي عليه)، وكمائن القوات العراقية والتركية والإيرانية إضافة إلى صعوبات الحياة وطبيعتها القاسية من غرق وانتحار، وذلك الخطأ الذي حدث مع بعض الأنصار.
شكلت بعد شبه الاستقرار بعض المفارز في كل القواطع والتي نزلت إلى المناطق المحيطة بها أو المرسومة لها في عملها السياسي والعسكري.
وكانت بداية ستراتيجية العمل تتركز في الابتعاد عن المصادمات مع الربايا العسكرية المنتشرة في القمم الثابتة، وكانت الوجهة هو أن قوات الحزب الشيوعي العراقي موجودة ولازال الحزب بخير وكانت سياسة التوجهه تنصب على التثقيف واللقاء مع الجماهير انطلاقا من نظرة الحزب إلى الإحتفاظ قدر الإمكان بأعضاءه ، فالحزب لا يريد أن يخسر انصاره ورفاقه.
وبمرور الأيام أصبحت للقوات الأنصارية، المعرفة والخبرة العسكرية والدراية بالطرق والاطلاع على طوبغرافية المنطقة ، وبمساعدة رفاقنا من البيشمه مركة والضباط السابقين الذين وجهوا الانصار الجدد إلى طبيعة العمل العسكري ومزاياه في الجبل , الوجهة التي قللت خسائرنا امام المعارك التي تم خوضها مع قوات النظام المختلفة.
ونظرًا لكثرة العمليات العسكرية لذا سوف أشير إليها معتمدًا على ما صدر من بيانات من الحزب وما كتب عن هذه العمليات وبشكل مكثف في صحافة الحـزب (طريق الشعب وريكاي كردستان ونهج الأنصار -ريبازي بيشمه مركة- ورسالة العراق وصحيفة النصير ومذكرات قيادة الحزب والأنصار المختلفة).
في أول نشر للعمليات كان في جريدة المكتب العسكري للأنصار خاصة , حيث أن الحزب لم يتخذ قرارًا بالانتقال إلى المعارضة ولم يقرر الحزب الانتقال إلى النضال المسلح. فقد اعترض عضو المكتب السياسي عمر علي الشيخ (أبو فاروق) على نشر بعض العمليات في بداية تجمع الأنصار من عام 1979.
(وحينما أعلنا عن عدة فعاليات عسكرية قام بها أنصارنا في جوار قورنة وقزلر في صحيفة مردم لحزب تودة إيران، أبدى الرفيق إعتراضه، واعتبر ذلك خرقًا وعملاً ضد سياسة الحزب، لأن شعار الكفاح المسلح لم يكن قد أعلن بعد. واعترض الرفيق بشدة عندما أصدرنا جريدة (ريبازي بيشمركَة) (نهج الأنصار)، وهي تحمل شعار الحزب على صدر صفحتها الأولى، مبررًا إعتراضه بكونها جريدة غير حزبية ).
معركة قزلر
تم تشكيل مفرزة من 16 رفيقًا وصديقًا يقودها ملا حسين عسكريًا وبمرافقة الرفيق فارس رحيم عضو محلية السليمانية مستشارًا سياسيًا لها. وتم تسليح المفرزة بأسلحة آلية وغير آلية. وقامت المفرزة بجولة في المنطقة لعدة أيام دون أن تصطدم بأية عراقيل.
وعندما اقتربت يوم 24/3/1980 من قرية قزلر، إتفق الرفاق على تناول طعامهم في القرية دون أن يعترض أحد منهم رغم وجود قرار واضح بعدم دخولهم القرى نهارا. دخلت المفرزة إلى القرية دون وضع حراسة مشددة لها، وتوجه الرفاق فورًا إلى الجامع وانتظروا أن يجلب لهم الطعام.
فوجئوا في تلك الاثناء ب 4 طائرات هليكوكوبتر تهبط قرب الجامع وبعد أن افرغت حمولتها من المرتزقة الجحوش والتي تقدر بـ 120 عنصرًا، باشروا بأطلاق كثيف للنار باتجاه الجامع عادت سبع حوامات أخرى إلى القرية وأنزلت حمولتها من الجنود.
وكانت مفاجئة قاتلة للأنصار فأضطروا لدخول معركة غير متكافئة في محاولة منهم للانسحاب نحو الجبل، فأستشهد اثناء القتال خمسة رفاق فيما استطاع بقية الأنصار من الوصول إلى الجبل حيث تحصنوا هناك.
ولما كان الهجوم مباغت وخاطف ومحكم بتلك الدقة، مما أثار شكوكًا، في أن العملية لم تكن عفوية، بل مدروسة ومخطط لها مسبقا، ولابد أنها اعتمدت على معلومات دقيقة عن تحركات المفرزة حتى دخولها تلك القرية.
وفي الساعة السابعة مساءً، شرع أهالي القرية بالتحرك لتفقد الموقف بعد انسحاب الجيش والمرتزقة منها. ففي الجامع سقط الشهيد فلاح وعلى سفح الجبل كانت جثة البطل ملا حسين مثقبة برصاص طائرات الهيليوكوبتر وعلى مشارف القرية من الجهة الأخرى تناثرت اجساد شهدائنا الأبرار الخمسة ( شفيق كريم (شاهو)، كمال حمزة كريم ( هژار)، معتصم عبد الكريم مصطفى (ساطع ) وهو الفنان التشكيلي المعروف، حسن رشيد معروف (فلاح)، عمر قادر الملقب عمري حمه بجكول الإسم الحزبي ملا حسن والحركي (دبابة). وتم دفن الأنصار الأبطال في مقبرة القرية إلا أن مجموعة المرتزقة وبعمل جبان عادت إلى القرية ونبشت قبورهم وحمل المرتزقة الجثث معهم، وهو الأمر الذي يتنافى مع القيم والأعراف الخلقية والدينية والإنسانية، مما اثار استياء الجماهير واستنكارهم على هذه الفعلة اللاإنسانية، (أما تشييع موكب الشهيد شفيق كريم فقد هزّ مشاعر أهالي قلعة دزه، حيث رافق التشييع من السليمانية إلى قلعة دزه اكثر من 100 سيارة).
وأسفرت المعركة أيضًا بعد القتال الشرس التي شاركت إلى جانب أنصارنا فيه قوة من الإتحاد الوطني الكردستاني، مقتل 18 من المرتزقة بينهم اثنين من الرؤساء (ياسين وياخياني) وجرح العشرات من الجنود والمرتزقة.
- توفرت لنا فرصة ملائمة أن نرسل مفارز إلى العمق واستغلال الوضع الجديد الناشيء. ولذا تم الإتفاق مع قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والإشتركي وحتى الإتحاد الوطني الكردستاني وباسوك على إرسال مفرزة مشتركة في أربيل وبهدينان والسليمانية والعمل على ضرب القوات المعادية وعلى ضوء ظروف المنطقة.
- في الحادي عشر من حزيران 1980، في معركة غير متكافئة تصدت قوات أنصار حزبنا الشيوعي العراقي مع قوات الحزب الاشتراكي الكردستاني لقوات العدو ومرتزقته بين قريتي (شاخه بيسكه وبايزاغا) وأوقعت خسائر بين صفوف العدو أما من قواتنا فاستشهد النصير توما كليانا (فؤاد)، وأسر النصير رحيم عودة (أبو سلام الذي أعدم عام 1980 حيث أرسل عدة رسائل إلى الحزب من سجن الموصل ونشرت في جريدة طريق الشعب وكان له موقف بطولي)، واستشهد 6 من أنصار الحزب الاشتراكي الكردستاني الموحد.
- ومن نشاطات مفارز الأنصار ضد قوات المرتزقة وهي كثيرة وأبرزها: في 27/6 قامت إحدى المفارز بضرب ربايا العدو في قلعة دزه بسلاح اربي جي، وفي يوم 28 /6 قامت إحدى المفارز بقصف ربية (بير سور) في منطقــة (سنه كسر) قصفًا مركزًا بقنابل مدفع 57 ملم، وتشير المعلومات إلى نقل 12 جريحًا. وأقامت مفرزة في نفس اليوم حاجزًا على طريق سليمانية رانية لمتابعة نشاطات السلطة ومراقبة تحركاتها وإنزال العقاب الصارم بهم، وأوقفت عشرات السيارات وجرى التحقق من هويات المسافرين وألقيت عليهم كلمة تناولت سياسة حزبنا، وهددت المتعاونين مع النظام. وفي ليلة التاسع والعشرين قامت إحدى المفارز مع أنصار الحزب الإشتراكي الكردستاني باقتحام قرية شيخان التابعة لناحية قوشتبه في أربيل والواقعة بين طريق أربيل – كركوك حيث يتواجد عدد من المرتزقة (الجيش الشعبي) وضربت دور المرتزقة مما أدى إلى مقتل رئيس الجيش الشعبي (اسماعيل مستي) وجرح اثنان، وغنم الأنصار رشاشتين من نوع كلاشنكوف. كما تم قصف مفارزنا. وقام الأنصار بدورهم بقصف مقر البعث في ناحية (سنكسر) بقذائف أر بي جي.
- كما قامت مفارزنا بقصف سيطرة ديوانه بالقرب من دربندخان وكذلك قصف المعسكرات القريبة من قضاء رانية بمدفع 57 ملم وقد أصيب العدو ومرتزقته بالهلع، وقامت قواتنا الأنصارية مع قوات الإتحاد الوطني الكردستاني بالهجوم على القوات الحكومية في (بانه جرمو) في قرداغ وأسفر الهجوم عن مقتل 4 عناصر وجرح 5 آخرين واستشهد إثنان من الإتحاد الوطني وجرح آخر.
- وفي ليلة 29 آب قامت إحدى مفارزنا باقتحام قرية بيستانه للتحري عن المجرم (عمر بكر) رئيس مفرزة أمن قوشتبه ولم يعثروا عليه وفي معركة أخرى مع جماعة المجرم عمر بكر تكبد فيها خسائر كبيرة وخسرت مفرزة الأنصار النصير سعيد هادي (آزاد). وجاءت الأخبار بجرح المجرم عمر بكر ومعاونه المدعو سيد قهار.
- وفي 9 أيلول عندما قامت مفرزة لأنصارنا مع بيشمه مركة الحزب الديمقراطي الكردستاني بجولة في منطقة سيد كان والقرى المحيطة لها التابعة لناحية ديانا , تصدت المفرزة لكمين نصبه مرتزقة العدو من جحوش المنطقة قرب قرية سيتكان واستشهد في هذه المعركة 6 من الأنصار والبيشمه مركة, من قواتنا الرفيقين النصيرين جبار فنجان (أبو هاشم) وغفار جمال راوندوزي (نجاة)، واستشهد الأربعة الاخرين من الحزب الديمقراطي.
- في بهدينان ومع بداية آذار 1980 نزلت مفرزة إلى العمق إلى سهل الموصل وقرى بري كارا بقيادة الرفيق علي خليل (أبو ماجد) ومعه (حميد دوسكي وأبو عماد وأبو عدنان وآخرون)، مفرزة مشتركة مع قوات الحزب الديمقراطي بقيادة خالد شلي والتي بقيت بحدود شهرين في الداخل تستطلع المناطق في كارا ومتين، وقدمت معلومات جيدة لقيادة القوة في وقتها، ونزلت مفرزة أخرى ضمت حوالي 17 نصيرًا لاستطلاع المنطقة.
بعد ذلك نزلت عدة مفارز إلى منطقة العمادية وقرى بري كارا ومتين في آب وأيلول وما بعدهما من عام 1980، وكانت بقيادة الأنصار القدماء (أبو ماجد، أبو يعقوب وتوما توماس) وقامت بعدة عمليات، ومنها المفرزة التي يقودها النصير أبو ماجد بضرب مقر حزب البعث في تل اسقف، وقد أدى ذلك إلى تهديم المقر وهرب اثنين من الحراس، وعملية اقتحام بيوت الجحوش في قرية بيبان (سر الليل كان هذه ليلتي ), هاتان العمليان أرهبت جلاوزة السلطة من الجحوش والبعثيين وغيرهم. كان الوصول إلى تلك المناطق بحد ذاته يُعدّ بطولة.
في يوم 5/10 نصبت إحدى مفارزنا حاجزًا على الشارع العام بين حلبجة وسيد صادق وأوقفت حوالي 60 سيارة تحدث رفاقنا لركابها عن سياسة الحزب، وتم اعتقال اثنين من الجيش اللاشعبي، ثم أطلق سراحهما بعد أيام.
في يوم 6/10 أقامت إحدى مفارزنا حاجزًا على شارع دربنديخان- بغداد- قرية باني خيلاني، وأوقفت 30 سيارة مع ركابها وتحدث الأنصار عن سياسة الحزب ونضاله ضد العدو الفاشي، وعندما حاولت قوة عسكرية الوصول إلى الحاجز ردتها قوة الإسناد وأوقعت خسائر فيها.
في يوم 26/10/1980 أقامت إحدى مفارزنا حاجزًا على الشارع العام بين كركوك وأربيل بالقرب من التون كوبري فتشت هويات ركاب السيارات بحثًا عن رجال الإستخبارات والأمن ومرتزقة السلطة. لم تقف إحدى السيارات مما اضطرت المفرزة إلى إطلاق النار عليها.
- وفي ليلة 27/10/1980 دخلت إحدى مفارزنا ناحية جوارقرنه وفتشت دور عناصر الجيش اللاشعبي واستولت على بندقية كلاشنكوف مع 4 مخازن.
- في 11/11 مساء هاجمت إحدى مفارزنا ربيئة تقع بين قادر كرم ومورد. بعد قتال ساعة كاملة إنسحبت المفرزة بعد أن قتل اثنين من عناصر العدو.
- هاجمت إحدى مفارزنا مساء 13/11 ربيئة سنكاو بقذائف نارنجوك إنذار 3 وألحقت بها خسائر فادحة.
- مساء 22/11 دخلت إحدى مفارزنا مدينة السليمانية ووزعت على المواطنين في الشوارع والبيوت منشورات الحزب وداهمت بيت أحد مرتزقة حزب السلطة.
- في 20/11 داهمت مفرزة أحد مؤيدي البعث في السليمانية وهو أستاذ في جامعة السليمانية، وتم تفتيش منزله وأبلغ اهله بضرورة الإبتعاد عن خدمة الدكتاتورية.
- في أوخر تشرين الثاني نصبت إحدى مفارزنا داخل مدينة السليمانية كمينًا لاثنين من عملاء الإستخبارات العسكرية وعند ظهورهما أمطرهما أنصارنا البواسل بوابل من الرصاص وادى إلى مقتلهما وهما (مصطفى بابه كه وره ومرافقه).
- قامت مفرزة تابعة لمنطقة بتوين بدخول ناحية جوار قرنه في 27 من تشرين الثاني 1980 فاصطدمت بمجموعة من الجيش اللاشعبي وحاصرت الدار التي تحصنت فيها المجموعة. ولم تعرف خسائرهم ومن الأنصار جرح أحدهم بجروح طفيفة.
- في ليلة 25/11/1980 دخلت مفرزة مدينة حلبجة وقامت بضرب ربيئة البانزيخانه بقذائف آر بي جي ولم تعرف خسائر العدو.
- في 29/11 قامت إحدى مفارزنا بضرب مقر حزب البعث في مجمع (زه مه قي) بقذائف آر بي جي وأوقعت خسائر فادحة في صفوف العدو.
- في ليلة 3/12 قامت إحدى مفارزنا بقصف مركز الإستخبارات داخل مدينة حلبجة بقذائف آر بي جي وانيرجا وأدى القصف إلى مقتل 4 عناصر وجرح اثنين.
- في 7/12/1980 وأثناء قيام إحدى مفارزنا بتأدية واجبها في قرية كرسافا قرب القوش إصطدمت بنيران العدو فردت عليه بكثافة وتمكنت من العدو، وعادت إلى قاعدتها بسلام.
معركة كلي رمانه
أما عملية كلي رمان معركة دشت القوش (كلي رجانا لوكا)، التي قادها النصير توما توماس (أبو جميل)، ففي يوم 9/12/1980 قاد عملية بطولية في وضح النهار حيث أقامت المفرزة كمينًا لقوة من الجيش مكونة من سبع سيارات من نوع (زيل) تتوسطهم سيارة القيادة (جيب قيادة).
كانت تتقدم بطريق بالطة- كلي رمان ورتل من أتروش نحو كلي رمان أي إلى قلعة (نوردين أوا) وأحكمت سرية الأنصار قبضتها حيث اختارت مرتفعًا واختارت مواضع لها جيدة. ففي تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا بادرتها قوات الأنصار بمختلف صنوف الأسلحة ثم فرقت شملها بالقصف بمدفع هاون 60 ملم وسلاح آر بي جي، حيث تم محاصرة هذه القوة الكبيرة وحاولت قوة الجيش المتمركزة في (قلعة نوردين أوا) مرات عديدة التحرك لنجدة هذه القوة لكنها لم تفلح، وهنا دبّ الذعر في صفوف المرتزقة الذين فروا بشكل عشوائي الهروب في مختلف الاتجاهات، ثم تعالت الأصوات من بين صفوف المرتزقة طالبة أن لا تضربهم المفرزة فكانت صيحاتهم تستغيث: (إبخت الله .. ومحمد. فصرخ عليهم أحد الضباط ولكم ذوله شيوعيين فأخذو يصيحون: أبخت لينين، وابخت فهد دخيلكم، نحن أولاد الفقراء لا تطلقوا النار علينا). عندئذ قرر قائد المفرزة أبو جميل وقف القتال وقطع الرمي بأتجاهم ومن ثم العفو عنهم. كان للعملية صدى واسع بين القرى، حيث اندحر فيها الجيش وفي نفس الوقت ساعدوا الجنود بتركهم وشائنهم، كان هناك جانب إنساني يفوق التصور في هذا الموقف. وقد جرح آحد أنصارنا، وكان للمعركة صدى واسع بين جماهير المنطقة. ومن العدو سقط 16 عنصرًا من عناصره و15 جريحًا بمن فيهم آمر القوة والملازم القائد لإحدى التشكيلات.
- في 16/12 دخلت احدى مفارزنا مجمع (شانه ده ر) وقامت بتفتيش بيوت الجيش الشعبي وتم أسر المدعو (سالارمحمد كريم)، وقد صودرت بندقيته، وأطلق سراحة مقابل 2000 دينار، وقد وزعت آدبيات الحزب في المنطقة.
- في يوم 19/12 قامت قوة مشتركة من أنصار حزبنا وأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني بضرب ربيئة للعدو في منطقة (دمر رمو) في دشت دزه وكبدت العدو قتلى وجرحى.
- في 24/12 دخلت مفرزة مشتركة من حزبنا وقوات (حدك) ليلاً إلى قصبة مانكيش وقامت بضرب مقرات حزب البعث ومحطة تعبئة البنزين بقذائف آر بي جي والأسلحة الخفيفة وتمكن الأنصار من إصابة أهدافهم وأدى ذلك إلى مقتل 5 من عناصر النظام ضمنهم مسؤول البعث في القصبة، وقد شوهدت جثث القتلى، وكذلك شوهد الجرحى ينقلون إلى المستشقيات في دهوك.
- تصدت قوة مشتركة من أنصارنا وأنصار حدك لقوة كبيرة تعد بقوة لواء من الجيش في قرية بافكا ناحية سرسنك وأدى الإشتباك إلى مقتل ضابط برتبة ملازم وجرح أحد أنصارنا.
- في ليلة 22/12/1980 دخلت إحدى مفارزنا مدينة حلبجة وقامت بقصف العدو بقذائف آر بي جي وانيرجا نارنجوك إنذار، وهذه المواقع هي دائرة الإستخبارات في حلبجة وربيئة المحكمة وربيئة مضخة البنزين، الأمر الذي أرهب أفراد العدو المتوجدين فيها.
- في 27/12 قامت قوة مشتركة من أنصارنا وأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني بقصف سرية للعدو في قرية جيلي دشت زي التابعة لقضاء العمادية وأدى القصف إلى مقتل ثلاثة عناصر وجرح رابع.
*************
1جميع العمليات اخذت من وثائق الحزب التي صدرت بين أعوام 1979 إلى 1989 (طريق الشعب وركاي كردستان ونهج الأنصار ورسالة العراق والنصيرو مذكرات الانصار.. الخ).
2نهج الانصار عدد 6 السنة 8 كانون الثاني 1987
3 توما توماس مذكرات رقم 20 المنشورة في ينابيع العراق