مدارات

من تأريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي (1978- 1989 ) "14" / فيصل الفؤادي

عمليات الأنصار عام 1982
- في الثاني من كانون الثاني 1982 تصادمت قوة من أنصارنا من بتاليون السابع هورمان بقافلة عسكرية كبيرة متوجهة إلى طويلة بين سيد صادق وقرية كردة ناري ودارت معركة بين الطرفين ولمدة 6 ساعات كانت خسائر العدو تدمير 3 سيارات 2 منها محملة بالذخيرة والثالثة محملة بالجنود.
- في دهوك – وفي ليلة 9/1/1982 قامت مفرزة من السرية الخامسة الفوج الثالث بقصف مقر منظمة البعث الحاكم في ديرلوك/عمادية بصواريخ آر بي جي أدى القصف إلى مقتل تسعة وجرح تسعة من أفراد العدو الفاشي، كما تم تدمير جزء من المقر. وفي نفس الليلة قصفت المفرزة إحدى الربايا وأدى القصف إلى مقتل الحرس، وقامت نفس المفرزة بزرع لغم على طريق ربيئة عسكرية , وأدى الإنفجار إلى مقتل ملازم أول وجندي.
- في 9/1/1982 هاجمت مفرزة بطلة من الفوج السابع على الربيئة الواقعة على جبل (بالان بمو) في منطقة حلبجة وبمختلف الأسلحة. أسفرت العملية عن مقتل حوالي 50 عنصرًا وتم تدمير الربيئة واستشهد لنا رفيقان (هادي عارف كريم المستشار السياسي للسرية الثانية ومعاون آمر الفصيل نوري رشيد رحيم) وجرح 4 رفاق.
- قامت قوة من أنصارنا تابعة للبتاليون الخامس مع مفرزة من الحزب الاشتراكي الكردستاني بعملية جريئة في قاطع روست نصبت خلالها كمينًا في منطقة كه لاله وأسفرت عن اسر 5 من العسكريين وهم الملازم حميد نعمان حسين يحمل هوية ضابط. رئيس العرفاء الإعاشة إبراهيم خماس علي، ورئيس عرفاء آلي طه حمد والمهندس محمد حازم عبد الله ونائب العريف سائق صباح محمود أحمد. وحصل أنصارنا على 4 كلاشنكوف وسيارة تيوتا ومسدس ولوازم أخرى.
- حصلت إحدى مفارزنا يوم 8 كانون الثاني 1982 على 39 لغمًا من أحد المواقع العسكرية بعد أن تم إبطال مفعول شبكتها.
- في منتصف كانون الثاني ,قامت مفرزة من الفوج الخامس عشر/ قره داغ وكرميان بجولة واسعة في مناطق بارتيان، وعقدت ندوات جماهيرية ووزعت النشريات والأدبيات على الجماهير.
عملية سينا وشيخ خضر
- في الوقت نفسه استمرت السرية الرابعة بنشاطاتها في منطقة المزوري ملتقية بأعداد متزايدة من أهالي قرى القائدية. ففي يوم 18/1/1982 كانت السرية بكاملها تقضي ليلتها في قرية (سينا) حيث تجمع الأنصار للنوم في مدرسة القرية الواقعة في الجهة الشرقية.
وفي فجر يوم 19/1/1982 وصلت السرية الرابعة التابعة للفوج الأول في منطقة بهدينان إلى قرية سينا في منطقة الدشت (السهل) وقضى مقاتلوها ليلتهم مع رفاقهم الأنصار في مدرسة القرية، آنذاك تسلل فوج من الجيش من جنوب القرية عن طريق (شيخ خدر) ليسيطر على المنافذ الغربية للقرية دون أن يشعر الأنصار بأية حركة غريبة. وفي خطوة من أجل استكمال تطويق القرية، مرت مجموعة عسكرية من الجيش أمام المدرسة. وكان يقوم بمهمة الحرس الخفر الرفيقان أبو حياة وأبو علي الاشقر، فما أن لمح هؤلاء الأفراد دون أن يستطيع تمييزهم بسبب الظلام، حتى نادى عليهم مستفسرًا بالكلمات المعتادة ... من أنتم؟؟
رد عليه الضابط بشتيمة رافقها إطلاق النار باتجاه أحد الرفاق وفي الحال خرج الرفيق حكمت وأطلق باتجاههم قذيفة RBG7. وبسبب انكشاف موقعه إثر الإنارة التي تتركها القاذفة، فقد إنهال الرصاص عليه فخر جريحًا. وتمكن جميع الأنصار خلال دقائق من مغادرة مبنى المدرسة وتحصنوا على السفح الشرقي للجبل المقابل للقوة العسكرية. وفي مسعى للإنسحاب، حمل الرفيقان أبو رستم وعايد رفيقهم الجريح على ظهر حمار حصلوا عليه من القرية، وتوجهوا نحو الجهة الشرقية الجنوبية من القرية، ليقعوا في كمين محكم إستشهد على إثر الصدام معه الرفيقان حكمت وعايد وجرح أبو رستم.
- ليلة 25 كانون الثاني 1982 دخلت مفرزة من السرية الخامسة الفوج الثالث قرية كانيس ناور/سرسنك بحثًا عن عملاء السلطة واشتبكت المفرزة مع مرتزقة السلطة وأدى ذلك الإشتباك إلى مصرع أحد المجرمين وجرح اثنين.
معركة (سي كاني – العيون الثلاث) البطولية:
شهدت قرية (سيه كاني) وتعني العيون الثلاث في دشت الكوي واحدة من الملاحم الكبيرة، رغم أن العدو اختار زمان ومكان المعركة واستشهد على إثرها 9 أنصار وأسر نصيران، إلا ان المفرزة خرجت سالمة ببطولة وجسارة الأنصار لأن السلطة كانت تخطط لإبادة المفرزة التي كان عددها أكثر من 80 نصيرًا. في البداية كان توجه الفوج الخامس التابع لحزبنا في قاطع أربيل لتنشيط الفعاليات العسكرية (سرية ملكان وورته)، حيث سارت المفرزة بين السهول والوديان وبين القرى والتقت مع الجماهير داعيتهم إلى النضال ضد السلطة الدكتاتورية، وحين وصلت إلى خوشناوتي، إنقسمت المفرزة إلى قسمين لتنفيذ العمليات العسكرية، ثم توحدت ثانية وعقدت عدة ندوات كان آخرها ندوة جماهيرية في (سي كردكان)، وبعدها توجهت إلى قرية سي كاني حيث استقبلت بحفاوة وحرارة من قبل جماهيرها.
وفي صباح 27/1 حين كان الأنصار يتناولون فطورهم في بيوت القرية، فوجئوا بتقدم عدد كبير من الآليات وقوات الجيش والجحوش نحو القرية، فسارع الأنصار بالخروج باتجاه التلال الخلفية حيث النيران الكثيفة من الدوشكا وسلاح 5و14 من مدرعات العدو، وفوق التلال تم تجميع القوات الأنصارية وتوزيعها لمواجهة قوات العدو وفق خطة وضعت فورًا، بدأ الأنصار بهجوم معاكس وعلى ثلاثة محاور، إلتف المحور الأول حول قوات العدو من الخلف، بهدف زرع الخوف والبلبلة في صفوفه وتخفيف الضغط على الهجوم من جهة المحور الثاني وكانت مهمتهم الرئيسية ضرب اليات العدو. في حين التف المحور الثالث حول قوات العدو من الجهة الغربية بهدف منع وصول الإمدادات ومحاولة حصره وتطويقه. تكبد العدو نتيجة خطة الأنصار وبسالتهم إلى خسائر فادحة، ولم تقع أية خسائر في صفوف الأنصار وسط الزغاريد والهتاف بحياة الحزب. أثناء ذلك وصلت مفرزة من بيشمه مركة الحزب الإشتراكي الكردستاني الحليف وأخرى من الإتحاد الوطني (أؤك) وساهمت المفرزتان في المعركة إلى جانب أنصارنا. كان الأنصار يسمعون استغاثات رئيس الجحوش (المجرم قاله فرج) وطلبه للنجدة، وشاهدوا فرار أحد الضباط بسيارته مما زاد في معنويات الأنصار. وبعد خمس ساعات تقريبًا حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد غطت سماء المعركة 12 طائرة هليكوبتر لتعزيز قوة العدو المتخاذلة، فأنزلت هذه الطائرات قواتها على مساحة واسعة من أرض المعركة، ولم يكن الأنصار والبيشمه مركة يتوقعون وصول الطائرات بسبب رداءة الجو وسقوط الامطار بغزارة بحيث سببت في سيول كبيرة، لذلك تغير ميزان القوى لصالح العدو عدا الإنزالات التي حاولت تطويق المفرزة وبعثرتها، وقامت بقصف مواقع الأنصار بشكل كثيف بصواريخها الثقيلة ورشاشاتها الفاعلة والمؤثرة. وقد سدد النصير (ريبوار) قذيفة بي 2 نحو إحدى الطائرات التي واجهته، لكنه سقط شهيدا بصاروخ الطائرة الأخرى قبل أن يرى سقوط الطائرة التي استهدفها.
إتخذت الطائرات من قرية (نيره كين) مطارًا مؤقتًا لها، واستمرت في قصف المنطقة وكذلك القصف المدفعي عبر الزاب حتى الساعة التاسعة مساء حيث بدأت بحمل قواتها لإخراجها من المعركة، واستمرت المعركة مرة أخرى بين القوات المبعثرة لجميع القوات بما فيها الأنصار لمدة ثلاثة أيام متواصلة حتى بلغت خسائر العدو 125 قتيلاً وجريحًا عدا عدد السيارات والآليات التي غرقت أو التي تم اعطابها. أما أنصارنا الذين لم تكن لديهم الخبرة الكافية في مواجهة الطائرات وعدم تكافؤ القوى عددًا وعدة، وانسحاب قوات الحزب الإشتراكي والإتحاد الوطني الكردستاني (اوك) من المعركة، زاد من عدد شهداءنا الذين سقطوا جميعهم بصواريخ ورشاشات الطائرات حتى بلغ عددهم تسعة شهداء كما تم أسر النصيرين البطلين أبو سلمى وأبو زياد وكان لموقفهما لحظة الاسر اثر عظيم في إرهاب العدو حيث خاطبا الضابط وهما يضربان باخمص البنادق وأمام جماهير القرية قائلين (نحن الأنصار الشيوعيين نقاتل لنسقط سلطة أسيادك الارهابية الفاشية). ويمكن القول أن المعركة عززت بطولة وقدرة الشيوعيين على تحمل الصعوبات. ومن الدروس أيضًا عدم تجول هذا العدد الكبير في منطقة منبسطة نوعما وعدم الاستهانة بإمكانيات العدو، وإهمال الحارسين وغفلتهم من رؤية آليات العدو في الوقت المناسب، وكان من الضروري الانسحاب ظهرًا عندما كانوا يسيطرون على الموقف. وقد كان إصرارهم على الإستمرار في القتال مع عدو يملك كل الإمكانيات في السلاح خاطئًا، كذلك ابتعاد قيادة المفرزة عن قيادتها الأعلى، إضافة إلى أنه ليس كل الأنصار كانوا يعرفون طوبغرافية المنطقة.
شهداء المعركة هم (كريم علي حاجي (كريم)، فرست نجم الدين مامو (جميل)، عبد الصمد محمد إبراهيم (سالم)، شمعون بولص توما (ريبوار)، شيرزاد حسين إسماعيل (قاسم)، عبد الرحمن طه قادر (اسو)، حسين فاضل عباس (سلام)، بيجان والشهيد مريوان، إضافة إلى أن السلطة أعدمت الاسيرين أبو سلمى وأبو زياد في الأعوام التالية. ومن دقائق المعركة أن صلية رشاش طائرة مزقت جسد النصير بيجان فركض اليه رفيقه وصديق طفولته النصير مريوان الذي كان مختبئًا في مكان آمن، واحتضنه محاولا لملمة جسده الممزق، لكن رشاش الطائرة الغادر مزق جسد مريوان، فسقطا معًا وهما متحاضنين، بعد أيام وضع طلاب إحدى المدارس شارة سوداء على صدورهم حزنًا على معلم اللغة الانكليزية في مدرستهم الشهيد مريوان، ولم تستطع السلطة منعهم، وحين أخرجت جثة الشهيد سلام الذي غرق في المعركة في الزاب، وجد بين ملابسه وجسده كيس من النايلون يضم رواية جورج أمادو (دروب الجوع) ملتصقة برغيف خبز.
- في 16/2 اصطدمت مفرزة من السرية الثانية الفوج الأول مع حجوش المجرم أرشد زيباري في دشت نهلة قرب قرية ميروكي وجرح فيها النصير الرفيق عبد الودود شاكر (أبو رستم) بجروح بليغة أعاقته على الإنسحاب فاطلق النار على نفسه تفاديًا لوقوعه في الأسر.
- في أربيل في ليلة 15/3/1982 دخلت مفرزة من السرية الأولى مدينة أربيل وقبل تنفيذ المهمة الموكلة لها وقعت في الكمين للجيش اللاشعبي في محلة مجيد ايشا وتمكنت المفرزة من كسر طوق الكمين وعادت لقواعدها بسلام.
- في 19 آذار 1982 إشتبكت مفرزة من السرية الثانية /الفوج التاسع مع مجموعة مرتزقة في قرية طاكية في معركة دامت 4 ساعات أسفرت المعركة عن مقتل اثنين من المرتزقة وقد إستشهد النصير طاهر محمد صبحي المستشار السياسي للفصيل.
- ليلة 27 آذار دخلت مفرزة تابعة للسرية الرابعة الفوج الخامس عشر ناحية نوجول قضاء طوزخرماتو واصطدمت مع مفرزة الجحوش والتي قتل فيها أحد المرتزقة.
- إلتحق أحد الجنود من أهالي أربيل ومعه سلاح دكتريوف و58 إطلاقة وأربع مخازن للفوج التاسع.
- يوم 27 آذار زرعت إحدى مفارز الفوج الخامس بالك لغمًا مضادًا للاشخاص تحت لافتة تمجد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي بالذكرى الثامنة والأربعين، إنفجر اللغم عند محاولة مرتزقة النظام رفع الافتة وأدى إلى جرح ضابط وأحد عشر جنديًا.
- يوم 28/3 دخلت نفس المفرزة محلة دور الأمن في أربيل بحثًا عن المجرمين من أزلام السلطة واشتبكت مع قوة للعدو في نفس المحلة ودام الاشتباك حوالي نصف ساعة.
- في 30/3 دخلت مفرزة من السرية الأولى الفوج الثالث ناحية كاني ماسي متحدية الربايا الكثيرة المنتشرة في المنطقة وقامت بتوزيع النشريات وادبيات الحزب وبياناته.
ليلة 31/3 قامت مفرزة من السرية الرابعة الفوج الثالث بنسف جسر على طريق زاخو الدولي مما أدى إلى انقطاع الطريق الدولي بين العراق وتركيا.
في راوندوز إقتحام ربيئة سري سرين
في 31/آذار1982 كانت ربيئة سري سرين هدفًا لأنصار سرية روست التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي قادها النصير البطل خضر كاكيل وأبو داود (من اهالي الجفل). كانت هذه الربيئة عصية جدًا على البيشمه مركة لموقعها الصعب، بعد القيام باستطلاع الربيئة عدة مرات من قبل أنصار السرية، واستطلاعها من جديد قبل يوم واحد من التنفيذ وعلى ضوء ذلك وزعت الادوار وخطة الاقتحام.
في الساعة العاشرة ليلاً اقتربت المفرزة التي تضم 15 نصيرًا شيوعيًا من الربيئة، بعد مسيرة ثلاث ساعات من نقطة الإنطلاق حتى وصول الربيئة المحددة. مام خضر المعروف بحزمه كان قريبًا من السياج، وفي هذه الأثناء خرج أحد الجنود لقضاء (حاجة) وعندما سقط ضوء البطارية التي كان يحملها على الأنصار الاربعة المتسمرين في مواقعهم تجمدت الصرخة في فمه قبل أن يستفيق من ذهوله، ثم عاجله مام خضر ببندقية برنو فسقط الجندي قتيلا على الفور. عندها انهمر الرصاص على شبابيك وأبواب الربيئة وفي اللحظة ذاتها قفز الأنصار إلى السياج ولم يمهلوا الجنود. في هذه الأثناء جرح أبو آذار. ثم طلب من الجنود التسليم، لم يجد رفاقنا استجابة من الجنود فأمطروهم مرة أخرى من سلاح ار بي كي باتجاه الربيئة، بعدها خرج الجنود رافعين أيديهم فوق رؤسهم. في هذه اللحظة ينتهز الضابط المختفي في إحدى الغرف الفرصة ليرمي بعدد من القنابل اليدوية، وتنتشر الشظايا وتصيب إحدها النصير (مقدام يونس شغيث نصيري الازيرجاوي) الذي اخذه الحماس وترك موقعه في الإسناد وجاء ليقتحم الربيئة مع رفاقه ليستشهد في الحال. وتصيب شظية أخرى عين النصير أبو داود ويحس بدوار مع عمق الاصابة ويصاب بعض الجنود المستسلمين بجراح بليغة. أسرع الأنصار بمعالجة الموقف وتمزيق جسد الضابط المختفي بصلية من إحدى بنادقهم. وهم في ظروف غاية في الصعوبة وقد بدى عليهم الإرهاق والتعب. كما جرح عدد من الأنصار منهم خضير كاكيلي وأبو آذار وأبو داود وأبو نضال ومنتصر وكاظم انضباط (أبو سعد)، وتم أسر جنديين هما (عدنان وموزان) من أهالي الديوانية. وانسحبت المفرزة بأتجاه قرية جومان التي رحب أهاليها بالمفرزة وخاصة الشباب الذين ساعدوا الجرحى وحملوا الأسلحة التي غنمها الأنصار في هذه العملية.
- في 2/4 في الساعة التاسعة صباحًا نصبت مفرزة مشتركة من أنصار حزبنا وأنصار الحزب الاشتراكي الكردستاني كمينًا على شارع كاني ماسي ووقعت في الكمين سيارتا ديزل محملتان بالجنود قأمطروهما بوابل من اسلحتهم، وقد شوهدت ثلاث جثث لإفراد العدو ملقاة في الشارع.
-
مأثرة بولقاميش
في 2 من نيسان 1982 أقام العدو الفاشي حصارًا على قرية بولقاميش في محافظة السليمانية، حيث دفع برجاله المرتزقة وطيرانه وعجلاته المختلفة إلى موقع كان فيه الأنصار الشيوعيين، وقد أصر الأنصار على عدم مغادرة المنطقة والدفاع عنها، وأبدوا مقاومة بطولية، على اثرها سقط 7 شهداء هم طالب عبد الرحمن سعيد (فؤاد)، محمد عبد الحميد كريم (كوران)، كاكه أمين أحمد محمد عباس (سوران)، محمد خضر إسماعيل (سركوت)، جاسم عمر أسعد (أحمد)، قصي عبد الكاظم عبد الرضا (عادل عرب) وحويز صالح حويز، وقد بقي الأنصار متمسكين بمواقعهم رغم التحشيد الحكومي الواسع واشتداد الحصار.
- يوم 9/4/1982 قامت مفرزة من الفوج الخامس بالك في منطقة سندى لاوه وبالقرب من ناحية الدبس في محافظة كركوك بإلقاء القبض على المرتزق علي حسين وأودعته التوقيف مع مصادرة سلاحه.
- مساء 10/4/1982 قامت مفرزة من السرية الرابعة الفوج الخامس عشر بقصف المعسكر والربايا المحيطة بمدينة قرداغ، ورد العدو بقصف عشوائي لأطراف المدينة.
- في 15/نيسان وفي الساعة السادسة صباحًا هاجم العدو بقوة كبيرة من الجيش والجحوش والدبابات والمدرعات والمدافع منطقة جلدره ودروين ودره كولان، وقد تصدت لها قوات جود بهجوم مقابل واستمر تبادل النيران حتى الساعة الثالثة ثم هاجمت قواتنا الربيئة الجديدة ودمرتها بقذائف آر بي جي.
- في السليمانية وفي يوم 18/4/1982 قامت مفرزة من السرية العاشرة الفوج الثامن عشر بقصف نقطة السيطرة في دربندخان بقذائف آر بي جي. فجرح وقتل من كان فيها.
- ليلة 28/4 قامت مفرزة مشتركة من السرية الأولى ورفاق في الفوج الحادي عشر بنصب كمين لجنود ربيئة ديوسوار وقد غنمت المفرزة معدات عسكرية. كما قامت نفس المفرزة في الثاني من أيار بجلب قطيع من الأغنام عائدة للمجرم محمد نوري وكان لتواجد المفرزة في المنطقة أثره الكبير على الجماهير، كما قامت المفرزة بضرب أماكن تواجد العملاء بقذائف آر بي جي.
- وفي 30/4 قامت السرية العاشرة الفوج الخامس عشر بالنزول إلى مدينة دربندخان بحثًا عن عملاء السلطة، وقد تم توزيع منشورات الحزب على الجماهير.
- ليلة 30 نيسان- 1/ايار قامت مفرزة من الفصيل الأول/السرية الثانية الفوج التاسع بضرب الربيئة العسكرية الواقعة على الشارع العام بين مدينة سوارته – أزمر مستخدمة مختلف الأسلحة، ولم تعرف خسائر العدو.
- ليلة 2/5 دخلت مفرزة للفوج السابع مدينة حلبجة وأسرت المدعو صالح حمه صالح من افراد الجيش اللاشعبي مع بندقية كلاشنكوف رقم 10877 مع أربعة مخازن.
- في 2/5 دخلت إحدى المفارز مدينة السليمانية وجمعت أهالي محلة خبات مع أهالي حاجي أوه حيث خطب أحد رفاقنا في الجامع باسم الحزب، وقد هاجمت سيارة عسكرية وناقلة محملتان بالجنود أنصارنا أثناء الخطاب ففتح رفاقنا النار على الناقلة فحطموها وجرح العديد من أفرادها، في حين جرح أحد أنصارنا بجروح طفيفة.
- في يوم 7/5 دخلت مفارز الفوج السابع مجمع (زمقه) القسري وأسرت المدعو عزمة عبد العزيز قادر من أفراد الجيش اللاشعبي، كما قامت المفرزة بزرع لغم للاشخاص قرب نقطة سيطرة حلبجة، أدى انفجاره إلى مقتل اثنين من أفراد الإستخبارات نقلت جثتاهما إلى مدينة حلبجة.
- في 12-13/5 دخلت إحدى مفارزنا مدينة حلبجة وقامت بإلصاق البوسترات وكتابة الشعارات الوطنية على جدران مقرات الإستخبارات ومركز السراي ودائرة الشرطة.
- وفي 14/5 قامت مفرزة مشتركة بين السرية العاشرة وفصيل مقر الفوج الخامس عشر بالدخول إلى مدينة قره داغ ووزعت المنشورات الحزبية، وفي طريق عودتها وقعت في كمين فاشتبكت مع العدو وأسكتت النيران وعادت بسلام.
- في 15/5 قامت مفرزة مشتركة من السرية العاشرة وفصيل مقر الفوج الخامس عشر بالدخول إلى دربندخان وانقسمت المفرزة إلى قسمين، ضرب القسم الأول دار المجرم صالح خياط وهدم جزء منه، والقسم الثاني قام بكتابة الشعارات على الجدران ووزع النشريات ودعى الجماهير إلى الانتفاضة، وقد مهد ذلك لخروج مظاهرات داخل المدينة هاتفة بحياة الحزب والجبهة الوطنية وبسقوط صدام.
- في 26/5 قامت مفرزة من السرية العاشرة /الفوج الخامس عشر بنصب سيطرة على طريق حلبجة – سليمانية وقامت بتفتيش عشرات السيارات بحثًا عن عملاء السلطة وقد وزعت أدبيات الحزب على المواطنين.
- في 26/5 تقدمت قوة مشتركة من أنصار حزبنا الشيوعي العراقي والحزب الإشتراكي الكردستاني على الشارع الرئيسي بين سيد صادق وحلبجة ونصبت عددًا من الكمائن. وقد هاجم قسم من القوة مقر الجحوش في كرده ناجي حيث تمكن من احتلاله والسيطرة على المنطقة، وتم خلال ذلك تدمير ناقلتين محملتين بالجنود وحرق سيارتين من نوع إيفا وقتل أكثر من ثلاثين جنديًا منهم ضابط التوجيه السياسي في معسكر سيد صادق. وعلى اثر ذلك هرب الجحوش مذعورين باتجاه سيد صادق ومعسكر قده. ثم تقدمت قوة كبيرة من الجحوش في حلبجة لمساعدة قواتهم ووقعت في الكمين الذي نصبه الثوار وتم ضربها بمختلف الأسلحة وكانت سيارة رئيس الجحوش المجرم حجي صالح ضمن قوات العدو حيث ضربت بقذيفة آر بي جي فاحترق المجرم مع 13 جحشًا في السيارة. إستمرت المعركة حتى الساعة السادسة مساءً دون أن يتمكن العدو من مساعدة قواته المدحورة. بعدها تقدمت قوة من الجيش والجحوش معززة بـ 12 دبابة ومدرعة لسحب جثث قتلاهم وجرحاهم. كانت الخسائر للجحوش عدا الجنود وضابط التوجيه السياسي حوالي 150 قتيلاً و29 جريحًا وقد عرف من الاسماء حمه صالح رئيس الجحوش ورفيق محمد حسن من أهالي دار السبع وإسكندر، ومن الجرحى عرف نصر الدين عابد وعلي عبد محمد وحمه رسول والمدعو رسول عثمان.
- في السليمانية وفي يوم 16/5 قامت مفرزة مشتركة من أنصار السرية العاشرة وأنصار الإتحاد الوطني الكردستاني بنصب كمين على طريق بيركي – دربندخان بحثًا عن أزلام السلطة وقد فتشت العديد من السيارات وأمطر أنصارنا إحدى السيارات لانها امتنعت عن التوقف، وقتل على إثر ذلك اثنان من أتباع السلطة. وعندما حاولت سيارة محملة بالجنود فك السيطرة نشب قتال بين الطرفين لمدة نصف ساعة، ثم قامت الربايا بقصف عشوائي على المنطقة. خسائر العدو بالأشخاص 9 وعادت القوة بسلام إلى قواعدها.
- في يوم20/5 تجددت المظاهرات في مدينة السليمانية وقد أحرقت الجماهير سيارة تابعة لشرطة النجدة داخل المدينة وأعطبت أخرى، فيما توقفت مصلحة نقل الركاب عن العمل خوفًا من غضب الجماهير. ونتيجة لإطلاق النار من قبل السلطة الفاشية أصيب أحد عشر من المواطنين بجروح مختلفة. في اليوم الثاني تم اعتقال 200 مواطن، وعلى إثر ذلك قامت مظاهرة طلابية مبتدئة من محلة مجيد بك وقد فتح الجيش اللاشعبي النار على المواطنين، لكن الموطنين استمروا بالتظاهر وأحرقوا صور الدكتاتور صدام.
- في 21 ايار 1982 زرعت إحدى مفارزنا لغمًا في مقر جحوش رستك صالح في حلبجة وأدى انفجاره إلى جرح المدعو عاصي كله وقطع ساقه.
- في حزيران تدخل مفرزة من الأنصار الشيوعيين لأول مرة المناطق المحرمة والقرى المهجرة في منطقة خانقين، حيث نصبت كمينًا دمرت خلاله سيارة عسكرية وأسرت جنديًا وقامت بإطلاق سراح نائب ضابط جرح أثناء الصدام المسلح وغنمت سلاحيهما.
- خلال المعارك بين شهري حزيران وتموز 1982 أعلنت وأذيعت 34 عملية عسكرية لقوات أنصار الحزب تكبد فيها العدو 66 قتيلاً من الجنود والجحوش ومن بينهم ضابطان ومعاون شرطه وجرح 29 من أفراده. وتم تحطيم 5 سيارات عسكرية ومصادرة سيارة تويوتا ستيشن عائدة لقائد الفرقة الرابعة داخل مدينة السليمانية، وتم إيصالها إلى المناطق المحررة.
عملية فاشلة
- في 15 كانون الأول عام 1982 قام رفاق السرية الخامسة بعملية بطولية أسفرت عن احتلال والسيطرة على ربيئة (سكيري). قامت العملية بناء على معلومات من داخل الربيئة حيث يوجد أحد الجنود وهو من ركائز الحزب (يأتي الأنصار في وقت حراسة الصديق في الساعة الثانية عشر ليلاً ويتم تسليم الربيئة بشكل طبيعي)، وهكذا تمت السيطرة على الربيئة. بعد الحديث للنصير أبو الندى وهو الضابط الطيار عن فاشية النظام الدكتاتوري، لكن الجنود كانوا غير مصدقين وهم خائفون، لهذا أطلق أحد الجنود الرصاص على الأنصار الذي أصاب إحدى قنابل لاحد الأنصار فأنفجرت، وأدى تبادل إطلاق بين الطرفين إلى مقتل جميع الجنود وعددهم 27 مع صديقنا الركيزة ، إضافة إلى استشهاد 5 من الأنصار وجرح 5 آخرين.
الشهداء هم (وليد، روزهات، ريفنك، مامو، والملازم الطيار أبو الندى وهو من الناصرية)، أما الآخرين فهم شباب من مدينة العمادية وقراها. كانت العملية غير ناجحة، تم سحب الجرحى والشهداء بجهود مضنية كبيرة استمرت حتى وقت فجر اليوم التالي.