مدارات

المانيا .. تقدم لليسار في ولاية غربية

رشيد غويلب
اسفرت انتخابات برلمان ولاية هامبورغ، الواقعة في الجزء الغربي من المانيا عن تقدم واضح لحزب اليسار الألماني حيث رفع الحزب نسبة اصواته من 6.4 في المائة في الانتخابات 2011 ، الى 8.5 في المائة في الانتخابات التي شهدتها الولاية يوم الاحد الفائت.
وبهذا سيصبح للحزب 11 مقعدا في البرلمان الجديد. وقالت مرشحة الحزب الاولى في الانتخابات دورا هينن: "سيشهد برلمان هامبورك في السنوات الخمس القادمة معارضة قوية"، واضافت "تبقى الحاجة قائمة لحزب على يسار الاجتماعي الديمقراطي، لكي يمارس الضغط من اليسار"، و " من المهم بالنسبة لنا مكافحة الفقر، والوصول الى العدالة الاجتماعية، وعدالة ضربية، وعدالة في التعليم، وهذا ما سنفعله في المعارضة" واكدت ان العدالة الاجتماعية اصبحت غريبة عن الديمقراطيين الاجتماعيين.
وتحدث الرئيس التنفيذي لكتلة الحزب في الولاية تورستن وايل عن نتيجة جيدة" بهذه النتيجة نستطيع النضال بقوة من اجل هامبورك اجتماعية"، ولكنه عبر عن حزنه للنتائج التي حصل عليها حزب "البديل من اجل المانيا" اليميني المتطرف.
ورأت رئيسة حزب اليسار على الصعيد الاتحادي المناوبة كاتيا كيبنك رأت في النتائج التي حققها الحزب، اعتراف بمضامين سياسته، والنتيجة اكدت صحة برنامج الحزب ، والنتيجة اشرت"ان الحزب قادر على التقدم في غرب البلاد". وتلقى يساريو هامبورك التهاني والاطراء من رفاقهم قادة تنظيمات الحزب في الولايات الاخرى.
واعتبر فابيو دي ماسي عضو كتلة اليسار في البرلمان الاوربي تائج الحزب في هامبورك انتصار كبير، وتحدث عن "اشارة لنهوض الحزب في الغرب ثانية"، و"ان الحزب هو الوحيد في برلمان الولاية الذي حقق تقدم واضح"، وقد جاء ذلك بسبب" حملة انتخابات معارضة"، ومن تواجدنا القوي في الولاية". ان الكثير من الناخبين الذين صوتوا للحزب، صوتوا ايضا لـ" ايجار معقول، عمل جيد، رعاية الاطفال، قطاع رعاية صحية عام، النضال ضد معاهدات التجارة الحرة،وضد الخصخصة، وسياسة انسانية تجاه اللاجئين".
وحسب النتائج المعلنة لحين اعداد هذا التقرير، احتفظ الحزب الديمقراطي الاجتماعي بالصدارة بحصوله على 45.7 في المائة،مقابل 48.4 في الانتخابات السابقة، وسيحتاج الى حليف لتشكيل الحكومة القادمة نتيجة لخسارته 3 في المائة تقريبا. واستمر الديمقراطي المسيحي، حزب المستشارة الالمانية ميركل في هبوطة المتواصل، فلم يحقق سوى 15.9 في المائة، مقابل 21.9 في المائة في الانتخابات السابقة، وهي اسوء نتيجة يحققها حزب اليمين التقليدي لحد الآن، وحقق حزب الخضر تقدما طفيفيا، بحصوله على 12.2 مقابل 11.2 في المائة في انتخابات 2011 . وارسل احد مرشحيهم الرئيسين رسالة تحالف واضحة باتجاه الحزب الحاكم " سنكون مفاوضين صعبين، ولكننا شريك موثوق". الحزب الليبرالي الحر حصل على 7.4 في المائة بزيادرة قدرها 0.8 في المائة، ولاول مرة منذ سنتين يحقق الحزب نجاحا انتخابيا بعد ان فقد تمثيله في البرلمان الاتحادي، الذي ظل ممثلا به منذ تاسيس المانيا الغربية في عام 1949، وفقد تمثيله ايضا في برلمانات معظم الولايات الالمانية. ودخل برلمان الولاية للمرة الاولى "حزب البديل من اجل المانيا" اليمني المتطرف، الذي تأسس في عام 2013 ، حصل على 6.1 في المائة.
ويرى المتابعون ان النتائج جاءت لتعزز دور حزب اليسار في الولايات الغربية، التي يجد الحزب صعوبة في تحقيق نجاحات كبيرة فيها. وكذلك شكلت دعما للاجتماعيين الديمقراطين، الذين يعانون من انخفاض كبير في قوتهم الانتخابية على صعيد الاتحاد والولايات على حد سواء. واصبح وضع التحالف الذي يقود الحكومة الاتحادية اصعب في مجلس الاتحاد، الذي تلعب فيه حكومات الولايات دورا رئيسيا، فحاجة الاجتماعيين الديمقراطين الى حليف، ستجعل صوت حكومة ولاية هامبورك محايدا، بعد ان كان لصالح التحالف الحاكم في برلين. وسيجعل من الصعب على المستشارة ميركل تمرير بعض القوانين، وخصوصا تلك تخص اللاجئين.