مدارات

فرياد رواندزي في مقر الحزب الشيوعي: وزارة الثقافة مثقلة بتبعات القوانين القديمة وبالذهنية التقليدية

طريق الشعب
قال وزير الثقافة فرياد رواندزي ان الوزارة مثقلة بتركة كبيرة وبعدم وضوح في الرؤية، وبتبعات القوانين القديمة، والذهنية التقليدية، "وكانت في السنوات الأربع الماضية من دون وزير، نظرا لانشغال وزيرها بوزارة الدفاع".
جاء ذلك في ندوة عقدتها اللجنة الثقافية في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، عصر أول أمس الثلاثاء، وتحدث فيها الوزير رواندزي عن "واقع الثقافة العراقية وآفاق استنهاضها"، بحضور وزير العلوم والتكنولوجيا فارس ججو، وعدد من قياديي الحزب، إلى جانب شخصيات سياسية وثقافية وممثلي اتحادات ونقابات ثقافية وفنية وحشد من المثقفين والمتابعين.
الندوة التي عقدت على قاعة الصراف في مقر الأندلس، أدارها رئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، وعبر فيها وزير الثقافة عن سعادته بوجوده بين الحاضرين الذين تربطه بالعديد منهم علاقات وصداقات متينة. ثم تحدث عن واقع الوزارة، مبينا ان العمل فيها ليس سهلا والاشتغال في الوسط الثقافي يتطلب الكثير من الحسابات. ثم تناول ازمة تعاطي الحكومة مع الثقافة، موضحا ان ما ورد في برنامج الحكومة عن وزارة الثقافة شحيح ولم يترجم الى واقع عملي.
وتحدث رواندزي في قضايا ومحاور عدة، من بينها شحة المنتج الثقافي، وضعف البنية التحتية الثقافية، وعدم الاستفادة من مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 الذي رصد له الكثير من الأموال، فضلا عن غياب التشريعات والقوانين الجديدة التي تخدم الثقافة، وسيادة البيروقراطية.
ولفت وزير الثقافة إلى ان القوى الكابحة لتطوير واستنهاض الثقافة، تتمثل في منظمة داعش الارهابية وحلفائها، والقوى المتطرفة والمحافظة. وقال ان قوى الاسلام السياسي لم تحدد فلسفتها للتعاطي مع الثقافة، و"ان الوزارة الريعية، لا تنتج الا ثقافة ريعية".
وانتقد رواندزي نشاط الاتحادات الثقافية، ودعا الى تأسيس صندوق للتنمية الثقافية، وقدم وصفا للواقع المزري للمؤسسات الثقافية في المحافظات التي زارها مثل البصرة والحلة، ثم عرج على الواقع الثقافي في اقليم كردستان، مبينا انه يتميز بحيوية وفعالية افضل.
واختتم راوندزي حديثه بطرح جملة من الشروط والاجراءات لاستنهاض الواقع الثقافي، مشددا على عدم بناء آمال عريضة، وعلى أهمية التعامل بصبر وواقعية.
وتحدث في الندوة الرفيق رائد فهمي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب، فأشار الى ان الضيف كان واضحا وصريحا في تشخيصه للمشكلات الثقافية، بكونها ذات طبيعة بنيوية وذاتية ومؤسساتية. وقال "ان التحدي الذي يواجه العراق هو مجتمعي " ثقافي". وتناول الرفيق فهمي دور الدولة في دعم النشاط الثقافي، وأهمية استمراره، عارضا تجربة فرنسا الناجحة في هذا المجال، ومشيرا إلى ان تنشيط دور القطاع الخاص، يجب ان لا يكون بديلا عن الدور الحيوي للدولة، وإلى أهمية اعادة التأسيس لتجاوز الخراب، عبر توفير تراكم في جميع المجالات والسير بالأمور الى نهاياتها.
من جهته قدم د. عبد الوهاب الراضي رئيس اتحاد الناشرين، عرضا لمشكلات الاتحاد ولجهوده في تطوير هذا القطاع والقضايا المعلقة بين الاتحاد والوزارة.
وفي الختام قدم الرفيق حسان عاكف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، باقة ورد للوزير فرياد راوندزي، الذي أهداها بدوره الى الأديب د. خليل ابراهيم.