مدارات

ألمانيا.. عشرات الآلاف يشاركون في الاحتجاجات

رشيد غويلب
شهد أول امس السبت، وفي اطار يوم الاحتجاج العالمي ضد معاهدة التجارة الحرة، ومعاهدة الخدمات بين الإتحاد ألأوربي والولايات المتحدة، وكذلك معاهدة التجارة الحرة بين الاتحاد الأوربي وكندا، حركة احتجاجية متنوعة وواسعة اجتاحت العديد من عواصم العالم ومدنه المختلفة.
وجاءت الاحتجاجات بدعوة من "التحالف ضد معاهدة التجارة الحرة"، التي تسهم فيها قوى اليسار، والنقابات، والكنيسة، والحركة المضادة للعولمة (اتاك)، وتحت شعار مركزي "الإنسان والبيئة قبل الأرباح".وشملت الاحتجاجات 45 بلدا، شهدت 750 فعالية، وفي المانيا وحدها كان هناك 230 تظاهرة، وتجمع وفعالية اخرى.
وشارك في الاحتجاجات بالنمسا 22 الفا، منهم 15 الفا في العاصمة فينا، وطاف الآلاف شوارع بروكسل، وبراغ، وهلنسكي، وفي المانيا كانت اكبر التظاهرات في مدينة ميونخ عاصمة ولاية بفاريا، اذ عبر 25 الف مشارك عن رفضهم لاتفاقية التجارة الحرة، وشهدت العاصمة برلين تظاهرة ساهم فيها 4 آلاف، وبدأت التظاهرة من السفارة الكندية في العاصمة الألمانية، مرورا بسفارة الولايات المتحدة ألأمريكية، وصولا الى ممثليه المفوضية الأوربية، ووضع المتظاهرون عشرة طرود بريدية رمزية للتجارة البديلة امام مقر مثلية المفوضية ألأوربية. والتجارة البديلة هو تصور بديل لسياسة الاتحاد الأوربي التجارية، وضعها تحالف التجارة البديلة، الذي تشارك فيه 50 منظمة.
وشملت الاحتجاجات العديد من المدن الألمانية، فضلا عن بعض القصبات والقرى، بما في ذلك جزر صغيرة في بحر الشمال.
ودعت الى التظاهرة في المانيا، والتي سارت تحت شعار "حقوق الإنسان بدلا عن دكتاتورية الشركات" احزاب اليسار، الخضر،واتحادات نقابية، وحركات اجتماعية.
وفي تظاهرة ميونخ حذر رئيس اتحاد حماية البيئة والطبيعة الألماني هورت فايغر، من "تخفيض مستوى المعايير البيئية والاجتماعية والثقافية"، وقال ان اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة "تمثل هجوما شاملا على نوعية ظروفنا الحياتية". والمعاهدة تشمل "جميع مجالات الحياة، حاجتنا من المياه، الطاقة، الرعاية الصحية". المكتبات في مراكز المدن مهددة بالإختفاء: "وفي النهاية نشتري الكتب عبر المواقع الالكترونية".
وفي تجمع آخر اكد رولاند سوس ممثل الحركة المضادة للعولمة (اتاك): "نريد التأكيد بوضوح ان احتجاجاتنا ستستمر"، حيث شارك "اتاك" في تنظيم 700 فعالية في 25 مدينة وضاحية.
وفي تصريح له لأحد قنوات التلفزيون الالمانية المحلية حذر المدير التنفيذي لمنظمة "مراقبة الغذاء" تيلو بودو من "المخاطر الكبيرة لاتفاقية التجارة الحرة في تقليص الحقوق الديمقراطية. فالشركات ستمتلك في المستقبل تأثيرا أكبر في هذا المجال مثل الكيفية التي تعد وتقر فيها القوانين".
وفي السياق ذاته جاء تصريح رئيس حزب اليسار الألماني بيرند ركسنغر: "بكل تأكيد سيتم تقليص المعايير البديهية للغذاء والبيئة والعمل والخدمات العامة - ومع دخول اتفاقية التجارة حيز التنفيذ سيتم قلب العالم رأسا على عقب". وركزت شعارات المحتجين على المطالبة الفورية بالمزيد من الحماية للبيئة والعمال والمستهلكين وصحتهم.
وطالبت كتلة الخضر في البرلمان الاتحادي الألماني المفوضية الأوربية، والحكومة الألمانية بالتعامل مع الحركة الاحتجاجية المتسعة.