مدارات

في مسيرة الأول من أيار في بغداد بمناسبة عيد العمال العالمي: شعارات للوحدة والتضامن لدحر الارهاب، وإصرار على نيل الحقوق

طه رشيد
الأعلام العراقية والرايات الحمر ترفرف مزينة بالمطارق والحمامات وحماس منقطع النظير لشباب وشابات كانت كثرتهم في هذا العام، وفي تظاهرة يوم أمس مدعاة لفرح قادم. إنهم الجيل الذي سيحمل على كتفيه بناء الوطن على وفق أسس سليمة بعيدة عن الاستغلال والمحاصصة الطائفية او الإثنية..طلبة ونساء وعمال ينشدون معا "كل السواعد شاهد .. نبني العراق الواحد"، و"لا طائفية وارهاب.. أبوجهه الشعب سد الباب".
انطلقت التظاهرة، الحاشدة، صباح الأول من ايار من ساحة الفردوس على شكل كراديس وكان في المقدمة العمال حملة المطارق وأصحاب المصلحة الحقيقية لا في العيد فحسب، بل في بناء وطن خال من الاستغلال. وكان في الكردوس الثاني قادة الشغيلة والفكر يتقدمهم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الرفيق حميد مجيد موسى وعدد من قيادة الحزب والنقابات. بعد ذلك جاءت كراديس الطلبة والشباب والمرأة والمثقفين وعمال مختلف المهن والحرف. مرت التظاهرة بساحة كهرمانة واستقرت في ساحة الاندلس تصحبهم الهتافات والفرق الموسيقية الشعبية .. كان يوما للفرح ويوما مطلبيا لحقوق عمال لم ينصفوا رغم مرور أكثر من عقد على سقوط الطاغية. بدأ الحفل الخطابي في ساحة الاندلس بالنشيد الوطني وقدم الرفيق عمار البياتي المتحدثين حيث استمع الحضور لكلمة الحزب الشيوعي العراقي التي ألقاها عضو اللجنة المركزية الرفيق أيوب عبد الوهاب مستعرضا الأهمية التاريخية لهذا اليوم ومؤكدا على الموقف المبدئي للحزب الشيوعي من قضية الطبقة العاملة ودعمه للحراك العمالي والمطالب المشروعة له. أما الكلمة الثانية فكانت لرئيس الاتحاد العام لنقابات العمال علي رحيم علي الذي دعا فيها كل العمال والشغيلة?بمختلف انتماءاتهم إلى توحيد جهودهم من أجل بناء العراق الديمقراطي الخالي من العنف والاضطهاد وتكريس قيم التسامح والحوار والديمقراطية. كما أشار في كلمته إلى الوضع المؤسف للشغيلة حيث " عدم توفر الخدمات، وعشرات العمال يعملون بعقود لا ضمان فيها لحياتهم ومستقبلهم، وعدم إصدار قانون العمل الجديد، ومحاربة التنظيم النقابي ومنعه في القطاع العام من خلال الإصرار على إبقاء القرار الجائر 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987 والتدخل في شؤون تنظيمها النقابي." الكلمة الاخيرة كانت للجنة التنسيقية العليا لمن?سبي شركات وزارة الصناعة والمعادن التي ألقاها مضر الموسوي الذي أوضح فيها الفساد المستشري في الإدارة الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على حياة الشغيلة. إلا أنه من جانب آخر أكد على قيام العمال وقيادة اللجنة التنسيقية " بالكثير من التظاهرات والاعتصامات التي أجبرت الدولة على الاستجابة لمطالبهم في صرف الرواتب...". بعد ذلك انتقل المتظاهرون إلى قاعة فندق السدير في شارع السعدون لحضور الحفل الخطابي والفني الذي أقامه الاتحاد العام لنقابات العمال في هذه المناسبة.