مدارات

المنبر التقدمي في البحرين يدين التفجير الإرهابي في قرية القديح بالقطيف ويطالب الحكومات بالتحرك لوأد الفتن ونزعات الكراهية

يستنكر المنبر التقدمي ويدين بشدة العمل الارهابي الجبان الذي ارتكبتهه عصابات الإرهاب المجرمة بحق مواطنين سعوديين أبرياء أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في قرية القديح بمنطقة القطيف شرق المملكة العربية السعودية، والذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء بين قتيل وجريح. ويعزي التقدمي أسر وعوائل الضحايا، داعيا للإسراع في كشف ملابسات الجريمة وفضح ومعاقبة الجهات التي تقف وراءها، وذلك لقطع دابر الإرهاب الأسود الذي أضحت مظاهره وممارساته تمثل قلقا حقيقيا للجميع في دول المنطقة على وجه التحديد .
أمام هذا المصاب الجلل يهم المنبر التقدمي أن يؤكد بأنه وإن وجد هذا الإرهاب جذوره الفكرية والاجتماعية في التطرف الديني المذهبي الشديد التزمت وفي التخلف الاجتماعي في منطقتنا، إلا أن بروزه بهذه النزعة العدوانية الشديدة التوحش في السنوات الأخيرة يعود إلى توجه الدوائر الإمبريالية العالمية لإنعاش ظاهرة الفاشية الدينية كأداة فعالة لهد كيانات الدول الوطنية وتقسيمها وإعادة رسم خريطة المنطقة العربية ومناطق أخرى من العالم بما تقتضيه حسابات ما بعد أزمة الرأسمالية العالمية المتفاقمة منذ عام 2008.
لقد بدى واضحا للعيان أن هذه الجريمة البشعة تأتي في سياق ما تشهده منطقتنا من حالات مستمرة من عدم الاستقرار ومسلسل التفجيرات وازهاق الأرواح والمؤامرات التي باتت تستهدف في مجملها إشاعة الفوضى والرعب في دول المنطقة، والتي أضحت تفرز حالات مختلفة من الاحتقان والانفجارات التي يتطاير شررها في كل اتجاه، ليهدد وحدة الشعوب وأوطانها. وتستمد قوى الإرهاب مددها المالي والتسليحي والتدريبي ودعمها اللوجستي من دوائر وأنظمة لها في ذلك مصالحها الدنيئة، كما تستمده من تزايد الفتن وحالات الكراهية التي تشعلها وتغذيها ذات القوى، عبر توظيفها لوسائل إعلام وقنوات الشحن الأيديولوجي الرجعي لزيادة الأحقاد والتنافر المذهبي، بما يهدد بشكل
جدي بإشعال المزيد من مظاهر الفوضى والفتن والاحتراب المجتمعي على حساب القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأساسية الجامعة التي تعج بها مجتمعاتنا. وليس بعيدا عنا الحادث الإرهابي الأليم الذي وقع في قرية الدالوه بمحافظة الاحساء منذ أشهر قليلة وراح ضحيته العشرات من الأبرياء، مما يدق معه ناقوس الخطر بشكل جدي لما يمكن أن تصبح عليه حالة الاستقرار في جميع دول المنقطة دون استثناء.
إننا في المنبر التقدمي لنناشد جميع القوى الخيرة في بلدان منطقتنا والعالم من حولنا، للوقوف بشكل جدي في مواجهة الإرهاب والقتل والاحتراب الأهلي التي تؤدي في النهاية إلى انهيار الدول وضياع مستقبل الشعوب وإغراقها في صراعات عبثية مهلكة، للتكاتف في مواجهة الإرهاب وأعداء السلام والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، عبر التأكيد على أهمية وحدة وسلامة دولنا وشعوبنا وتحصينها من أية اختراقات ومؤامرات وتمزيق طائفي. وفي هذا الاتجاه فإننا نحمل جميع الأنظمة والحكومات المسؤلية الأولى لإنهاء حالة تأجيج الفتن والكراهية ووقف الخطر المحدق الذي بات يهدد ليس شعوبنا وأوطاننا فقط، بل والأنطمة ذاتها أيضا، وأن تبتعد عن مجرد التفكير بجدوى الاستناد على هذه القوى لمحاربة "أعداء" الخارج او الهروب الى الأمام من استحقاقات الإصلاحات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية الدستورية الحقيقية تجاه شعوبها، بعد أن بات واضحا الأثر الارتدادي المدمر لهذا النهج الخاطئ على الأوضاع الداخلية في بلداننا وعلى الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم.
إننا ندعو كل الأحزاب الشقيقة والصديقة وقوى السلم والتضامن بين الشعوب في مختلف أنحاء العالم إلى إدانة هذه الجريمة الوحشية والمطالبة بإنزال أشد العقوبات بمن تسبب في قتل وجرح وترويع الأبرياء، والمطالبة بفضح ما يحاك لشعوب هذه المنطقة ودولها من مخططات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل بحزم مع قوى الظلام والارهاب، للحيلولة دون تكرار مثل هذه المآسي قبل أن يصبح مسار الفوضى والدمار غير قابل للرجعة عنه.
المنبر التقدمي
البحرين- 23 مايو/ آيار 2015