- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 23 حزيران/يونيو 2015 18:38
رشيد غويلب
قبل ايام من حلول الذكرى العاشرة لرفض الإستفتاء الشعبي العام في كل من فرنسا وهولندا لمعاهدة الدستور الأوربي، استضافت باريس منتدى البدائل الأوربي الأول للفترة من 30/31 ايار 2015 , بمشاركة طيف واسع من القوى التقدمية الأوربية "ليقولوا نعم للشعب اليوناني ونعم لاوربا اخرى، اوربا العمل المشترك والتضامن" كما وصفها بيير لوران رئيس حزب اليسار الأوربي، والسكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، وكذلك في سبيل طرح سياسة بديلة حقيقية لسياسة التقشف.
وكان قرار تنظيم منتدى البدائل الأوربي الأول قد اتخذ في المؤتمر الأخير لحزب اليسار الأوربي المنعقد في مدريد في كانون الأول 2013 . وتم وضع برنامج المنتدى من قبل الحزب وشبكة "تحول" للحوار النظري المرتبطة به. ويهدف تنظيم المنتدى الى لقاء جميع قوى اليسار الأوربي ، بما في ذلك نشطاء الحركات الإجتماعية والنقابات، لغرض مناقشة بدائل ملموسة للسياسات الحالية للإتحاد الأوربي. وشمل البرنامج طيفا واسعا من القضايا التي نوقشت في 30 مجموعة عمل، وثلاث جلسات عامة: التنمية في اوربا، التحول الإجتماعي البيئي المنتج، وتنظيم القطاع المالي والمصرفي، والاقتصاد الاجتماعي، وسياسات الهجرة و التعليم العالي والبحوث، والنضالات الاجتماعية والبيئية، وفرص العمل المؤقتة ، وقضايا أخرى.
وبالرغم من سعة عديد القضايا المطروحة وتنوعها، احتلت التطورات في اليونان مركز الصدارة في اهتمام المساهمين. وارتباطا بصعوبة المفاوضات المستمرة بين حكومة اليونان اليسارية من جهة، والمؤسسات المالية العالمية، والدول الأعضاء في منطقة اليورو من جهة اخرى، جرى التركيز على موضوعة تطوير وتعميق التضامن مع حكومة وشعب اليونان، وقدمت مساهمات عديدة بشان اسبوع التضامن مع اليونان، الذي بدأت فعالياته في مختلف البلدان الأوربية، تحت شعار"تضامنوا مع اليونان - غيروا اوربا"، في العشرين من حزيران الجاري وستستمر حتى السادس والعشرين منه، واكد المتحدثون بهذا الخصوص على ان ما تسمى القضية اليونانية تهمنا جميعا. ووصفت المتحدثة باسم البرلمان اليوناني المسألة خلال الجلسة الختامية على النحو التالي: " اوربا يمكن ان تكون اوربا الرفاء والشعوب، او اوربا الشمولية الإقتصادية، التي تؤمن فقط بالإستعمار الإقتصادي الجديد".
وبدا واضحا وبشكل متزايد خلال الجلسات ان اوربا تقف عند نقطة تحول: فإما ان تستجيب المؤسسات المالية ودول منطقة اليورو لمقترحات الحكومة اليونانية لحل الأزمة، والوصول الى مخرج واقعي، واما اقتراب ألإنهيار المتوقع للإتحاد الأوربي. وفي هذا السياق قال ممثل شبكة "تحول": "ان المفاوضات الجارية تعكس في الواقع صراعا سياسيا حول امكانية البدء بنهج اوربي جديد، او لا".
وتمثل مشاركة الآلاف في اعمال المنتدى علامة بارزة لنجاحه، واكد الكثيرون ان المناقشات المثمرة التي شهدوها، تشكل معينا مهما لتجديد طاقاتهم. ووفر المنتدى فرصة لحوار ديمقراطي بين قوى اليسار والتقدم الأوربية، بما في ذلك قادة حزب الخضر الفرنسي، وشخصيات مهمة من الجناح اليساري للحزب الإشتراكي الفرنسي، وشخصيات مهمة في الحركات الإجتماعية، ومبادرات المواطنين، وقادة نقابيون مثل سكرتير اتحاد النقابات الأوربي، الذي اكد دعمه للمبادرة والجهود المبذولة لجمع قوى متعددة ذات ثقافات سياسية متنوعة للعمل معا من اجل اوربا افضل واكثر حرية.
وانعكست في اجواء المنتدى النجاحات التي حققتها تحالفات قوى اليسار الأسباني في الإنتخابات المحلية، وانتخابات مجالس البلديات التي جرت في الرابع والعشرين من ايار الفائت. وسيعمل حزب اليسار الأوربي وشبكة "تحول" للحوار على تنظيم المنتدى سنويا.